ما هو الفرق بين الجريمة الجهادية وتلك التكفيرية الإرهابية...؟؟؟

ما هو الفرق بين الجريمة الجهادية وتلك التكفيرية الإرهابية...؟؟؟
ما هو الفرق بين الجريمة الجهادية وتلك التكفيرية الإرهابية...؟؟؟

حسان القطب

24-11-2013

دأب حزب الله على دعم مساره ومشروعه السياسي وارتباطه بدولة إيران بتحفيز المشاعر الدينية لدى جمهوره وتابعيه وانصاره وصولاً لتغليف الطائفة الشيعية بكاملها بعباءته وليجعلها على صورته جارفاً في طريقه ومغيباً عن الساحة السياسية بل والدينية أيضاً كافة القوى المعارضة له او تلك الرافضه لإدائه وسلوكه وارتباطه..، وبالتالي أصبح المشهد الديني والتعابير الدينية والمصطلحات التعبوية المذهبية هي الطاغية على طريقة تفسير مشروعه السياسي وجعلهما صنوان بل مترابطان لاستنهاض الدعم الشعبي لها..وجعل من احتمال خسارته السياسية او الإعلامية وحتى العسكرية.. خسارة قاتلة بل مدمرة للطائفة الشيعية وحضورها ودورها في لبنان والمنطقة، وهذا في حقيقة الأمر غير صحيح على الإطلاق.... فالخسارة هي خسارة مشروعه وفشل سياسات إيران... وما نشهده من تراجعات على المستوى السوري من تسليم للأسلحة الميميائية والموقف الإيراني في جنيف الذي استسلم للإرادة الدولية والرغبة الإسرائيلية بوقف التخصيب وضبط المشروع النووي الإيراني هو خسارة لنظام إيران وحزب الله وليس لطائفة ومذهب..!! ومن اهم ما يمارسه حزب الله على الساحة الإعلامية في هذا الإطار هو ترجمة المواقف الإيرانية السياسية بعد هذه النكسات السياسية والتراجعات الميدانية هو بتبريرها وجعلها أو توصيفها على انها في خدمة مصالح الطائفة في لبنان والعالم العربي والإسلامي، ويقدمها أيضاً على أنها انتصار مؤزر بحد ذاته ولا يجب ان يرقى الشك إلى هذا التفسير..؟؟؟..إضافةً إلى ذلك يقوم حزب الله تصوير مواقفه وسياساته على انها تعتبر جزء من توجهات الولي الفقيه الحاكم لإيران وهي بالتالي توجهات دينية في خدمة مصالح سياسية... وليس العكس...؟؟؟

من هنا وبعد التفجيرات التي طالت السفارة الإيرانية في مدينة بيروت وما تبعها من إطلاق اتهامات وتصريحات تؤشر أو تدل على بعد ديني في هذا التفجير وخاصةً عندما يتم اتهام مجموعة او فريق تكفيري بتنفيذها....؟؟ مما يغطي بل يخفي الخلاف السياسي بين مشروعين في المنطقة... وينقل المواجهة من بعدها السياسي والصراع بين مشاريع سياسية وتوجهات دولية وإقليمية، إلى صراع ديني بين أبناء طائفتين واتباع مذهبين....؟؟؟ لذا أصبح يحق لنا ان نسأل كما سائرالمواطنين، ما هي المعايير التي يتم اعتمادها لإطلاق هذه الأوصاف على من يستهدف حزب الله وراعيه الإيراني... وحليفه من اركان النظام السوري المهيمن بالقوة على سوريا....؟؟؟ أو تقديم التبريرات والتعليلات بحق من يقتل من اتباع حزب الله في سوريا فيتم نعيهم على انهم قتلى الواجب الجهادي في سوريا او غيرها... فهل كل من يعارض النظام السوري والإيراني ومشروع حزب الله في لبنان هو تكفيري مصيره النار ..؟؟؟ ومن يقتل في سبيل خدمة هذا المشروع هو جهادي وجبت له الجنة واستحقها..؟؟ كما يقول نصرالله وسائر اتباع هذا الحزب من قياديين وسياسيين وحلفاء...؟؟ إن مجرد إطلاق هذه الأوصاف والنعوت هو تحويل للصراع السياسي في لبنان والمنطقة إلى صراع ديني ومذهبي، وهذا مؤشر خطير...؟؟ وهذا يعني أيضاً ان حزب الله وراعيه الإيراني هو من يؤجج الصراع المذهبي والديني في لبنان والمنطقة وليس سواه كما يقول قادة حزب الله..؟؟؟ ولذا على من يؤيد سياسات حزب الله ان يراجع موقفه وحساباته..؟؟؟ فإما يكون جزءاً من هذا الصراع الديني وعليه تحمل التبعات او انه خارجه... فالجريمة هي جريمة مهما كان مذهب او دين من يرتكبها... إلا إذا دخل البعد الديني على طريقة حزب الله.. فنصبح امام جريمة مبررة واخرى مستنكرة...؟؟

لا احد يملك الحق الحصري في ان يقوم بتنصيف الضحايا بين شهيد وقتيل، ولا بأن يطلق اوصاف الشهادة والجهاد على من يقوم بقتل الأطفال والنساء الشيوخ في سوريا او على الأقل بتجاهل هذه الجرائم التي يقوم بها النظام وحلفائه من ميليشيات حزب الله والعراق .... وكذلك يجب على المؤسسة الرسمية اللبنانية وخاصةً الأمنية منها ان لا تنجر إلى استعمال هذ الألقاب والأوصاف.. فتكون قد انخرطت في لعبة الصراع المذهبي دون ان تدري او انها تصبح إلى جانب فريق في هذا الصراع، في حين ان عليها ملاحقة المرتكبين من اية جهة كانوا او انتموا... ولكن حتى الساعة وزراء ونواب ورسميين وامنيين يشاركون حزب الله احتفالاته وتعازية بمن يقتل في سوريا وهو يقوم بقتل الأطفال والنساء ....والمؤسسة الرسمية اللبنانية لا تقوم بملاحقة قادة حزب الله ممن يرسلون الشبان شباب لبنان إلى سوريا ليقتلوا ابناءها او ان يعودوا جثثاً في أكياس دفن الموتى....في حين انها تلاحق آخرين...؟؟؟ وحزب الله الذي بالغ بل واستفاض في استعمال مصطلحات التكفير والاتهام بالتكفير سوف يدفع بالبعض للتنقيب عن مصطلحاته التكفيرية وممارساته العنصرية في امهات كتبه التي يستند إليها فقهائه واولياء امره كما قال نصرالله عندما اشار إلى انه يتخذ المواقف استناداً لمواقف كبار الفقهاء والعلماء، وعندها سيكون الخطاب السياسي لا مكان له في عالم الصراع، وحينها من يتحمل وزر الدماء التي سوف تسيل...وتفجير السفارة الإيرانية في بيروت ما هو إلا إشارة ودلالة خطيرة على مدى اتساع حلقات الصراع الدموي هذا ومسلسله الذي يتطور باستمرار.. ومواجهة هذه المرحلة لا تكون بتاجيج الصراع ولا بالتصعيد الكلامي والإعلامي  والإستهداف الأمني، بل بالعودة إلى منطق الدولة وحماية مؤسساتها التي يجب ان تكون عادلة ووطنية في سلوكها ومواقفها ومعاملتها لكافة المواطنين .. لا ان تكون ظهيراً لفريق على فريق...؟؟ ويبقى السؤال الأساس ما هو الفرق بين الجريمة الجهادية والجريمة التكفيرية..؟؟؟ وكيف نبررها..؟؟؟

المصدر : المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات



مقالات ذات صلة