لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة- فلسطين
14-4-2012
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه اما بعد :
يعتبر ما يجري الآن في سوريا من أهم الاحداث العالمية إذ يتوقف على نتائجه تغيرات كبيرة على المسرح العالمي عامة والمسرح العربي خاصة وعلى مصير الصراع اليهودي الإسلامي على أرض فلسطين المباركة.
فتحرر الشعب السوري السني من قبضة الفرقة العلوية الباطنية سوف يغير الكثير من موازين القوى لصالح القضية الفلسطينية, وغيرها من القضايا الشائكة التي تحاصر الأمة ومن أهمها المد الشيعي القادم من دولة المجوس في إيران .
لقد أدرك التحالف الصليبي الداعم لدولة اليهود في فلسطين أن انهيار الحكم النصيري في سوريا هو البداية لانهيار دولة اليهود , لذا فهم يستميتون لإطالة عمر هذا النظام النصيري عبر إعطاءه المهل تلو الأخرى في محاولة لإطفاء نار الثورة هذا من جهة , ومن جهة ثانية يعملون على محاصرة المعارضة السياسية منها والعسكرية عبر بث روح الشقاق داخل صفوفها أو فرض شروط لايمكن تنفيذها, أما من الجانب العسكري فهم يفرضون الحصار على الجيش الحر ويعلنون ويدفعون بعدم تسليحه للدفاع عن الشعب السوري المظلوم , بينما نرى في المقابل تدفق السلاح والعتاد على النظام النصيري يجري على قدم وساق من روسيا وإيران , كذلك يجري امداده بالمتطوعين الشيعة من العراق وايران ولبنان بينما يوصم المعارضين للنظام بالإرهاب تارة وبالجماعات المتشددة تارة أخرى .
لقد أصبح المشهد واضحا ولا يحتاج الى كبير عناء للتحليل , وهو أن نجاح الثورة السورية هو المسمار الأخير في نعش مشروع ايران في المنطقة الا وهو الهلال الشيعي , كذلك هو الحال بالنسبة للدولة المسخ في فلسطين ,
كما أن أعدائنا يعرفون أن الشام هي الأرض المباركة أرض الجهاد والرباط فكم تحطمت على أسوارها من جيوش جرارة , بل نهاية الدجال وهو أعظم الفتن على أرضها, وفسطاط المسلمين في الملاحم هو في دمشق وفي غوطتها تحديدا.
إن التزاوج الثلاثي الصليبي واليهودي والرافضي قد أصبح مهددا بفعل ما يجري في سوريا , لذا فلا عجب ولا غرابة أن نجد مصالح هذا الثلاثي تتوافق في ضرب وتهميش أهل السنة في العراق وسوريا .
إن تخلي الغرب الكافر عن نصرة أهلنا في سوريا فيه الخير الكثير وإن كان ظاهره غير ذلك , إن في هذا درس لنا بأن النصر من عند الله وحده , فشدة المصيبة تلجيء المسلم الى الله ,وفي ذلك قال تعالى : {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }النحل53
كذلك تخلي الكفار عنا يعيد الى المسلمين عقيدة البراء من الكفار التي تميعت حيث بدأ الكثير من المسلمين يحسن الظن بأمريكا وحلفائها وقد قال تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120.
وفي غزوة الخندق مر الصحابة الكرام بحالة من الكرب والضيق الشديدين وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه فقال :
{ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) } الأحزاب.
فليكن الصحابة الكرام مثلا لأهل الشام فإن النصر مع الصبر , ولا يدخل اليأس الى قلوبهم قال تعالى : {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }يوسف110.
وليخلصوا في توجههم الى الله فلن ينفعهم شرق ولا غرب وليعرضوا عن الشعارات الغير شرعية وليرجعوا الى ربهم فمنه النصر والفتح اولا وأخيرا قال تعالى : { ... وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40 .