تتناقل وسائل إعلام وصفحات موالية لميليشيات أسد الطائفية أنباء عن توترات تشهدها مناطق عدة تخضع لسيطرة هذه الميليشيات، لا سيما خلال الأسبوع الماضي، حيث تواردت أنباء عن احتجاجات ورمي مناشير ورقية في مدينة طرطوس وتكثيف لحواجز الميليشيات الطائفية وتزايد حملات الاعتقال لعدد كبير من الموالين في اللاذقية، عدا عن اشتباكات أفضت إلى قتلى وجرحى في مدينة القرداحة مسقط رأس (بشار الأسد).
وبحسب ناشطين من الساحل، فإن أسباب عديدة وراء هذه الحوادث أبرزها "ارتفاع أعداد القتلى بشكل كبير في صفوف الميليشيات الطائفية على جبهات القتال والرغبة في إنهاء الحرب" أما الخلافات الحاصلة في اللاذقية والقرداحة فتعود إلى "أوامر روسية لإنهاء الميليشيات الطائفية المساندة للأسد في معاركه ضد الفصائل" والتي يرفض قادتها والمسؤولون عنها حلها.
اعتقالات وصراع بين الميليشيات
وأوضح الناشط (عمر اللاذقاني) لأورينت نت، أن حواجز تابعة لأجهزة أمن الميليشيات الطائفية كثفت من انتشارها في مختلف أحياء ومناطق مدينة اللاذقية، وسط حالة خوف في صفوف عدد كبير من الشباب المنضمين لبعض الميليشيات "الرديفة" كميليشيات (مغاوير البحر وصقور الصحراء ونسور الزوبعة) والذين يتم اعتقالهم بحسب قوائم بأسماء المطلوبين منهم، بعد مصادرة أملاك المسؤول عنها (أيمن الجابر) وأنباء متضاربة حول اعتقاله، حيث تسعى ميليشيات أسد الطائفية لإنهاء هذه الميليشيات، واعتقال الرافضين لهذا الأمر ومصادرة أملاكهم، وهو ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى في القرداحة، أثناء محاولة اعتقال (جعفر شاليش) أحد متزعمي هذه الميليشيات.
وأضاف (اللاذقاني) أن الوضع في طرطوس مختلف إلى حد ما، فهناك يوجد بعض التململ ضد نظام الأسد وأشخاص رافضين لوجوده في السلطة ويطالبون بإرسال أبناء المسؤولين بدلاً من أبنائهم على جبهات القتال ليدافعوا عن بقاء الأسد في مكانه.
من جانبه، يقول (عامر ) من طرطوس، إن "السبب في الاحتجاجات في طرطوس يعود إلى وجود حراك من قبل بعض المثقفين في المدينة، والتحريض بشكل متواصل على النظام بهدف إجباره على القبول بحل سياسي ينهي الحرب، ويوقف استنزاف شبابها، بعد أن أصبحت بعض القرى فيها خالية من الشباب بشكل كامل، وضرورة معرفة قيمة أبنائهم، وهو ما تحول لفعل أثناء تشييع قتيلين من أحد قرى منطقة الشيخ بدر وتحولت لمظاهرة تطالب الأسد بوقف تجنيد الشباب مقابل بقائه في السلطة".
ويوضح (عامر) أن "ازدياد عدد المحتجين، استدعى تدخل محافظ طرطوس وبعض المسؤولين لتهدئة الوضع، من ثم تبعها إلقاء مناشير تحمل نفس المطالب، لتقوم بعدها قوات الأمن بتنفيذ حملة اعتقالات في المدينة، طالت عددا من المثقفين الذين يتهمون بالتحريض على هذا الحراك".
القضاء على التشبيح!
يشار إلى أن صفحات موالية لميليشيات أسد الطائفية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ذكرت أن "هناك توجيهات لقيادة شرطة محافظة اللاذقية بمتابعة البحث والتحري عن المطلوبين والسيارات المسروقة وتدقيق الأوراق الثبوتية" في حين روّجت هذه الصفحات لعمل ميليشيات الأمن والشرطة بقولها: "تستمر الدوريات المشتركة من حفظ النظام والمهام الخاصة والأمن الجنائي والمرور والنجده بعملها على مدار الساعة، بهدف القضاء على إرهابيي ودواعش الداخل ونهاية التشبيح والسرقة والمحسوبيات" على حد وصفها.
المصدر : أورينت نت
24/9/1439
9/6/2018