النفوذ الإيراني وكيفية التعامل معه؟!

بواسطة رجا طلب قراءة 773
النفوذ الإيراني وكيفية التعامل معه؟!
النفوذ الإيراني وكيفية التعامل معه؟!

النفوذ الإيراني وكيفية التعامل معه؟!

 

رجا طلب

 

نقلاً عن شبكة الراصد الإسلامية: الملف نت 25/6/2007

 

شئنا أم أبينا فان النفوذ الإيراني في الإقليم والمنطقة آخذ بالازدياد والتعاظم بصورة كبيرة منذ سقوط النظام العراقي السابق، وذلك بعد سنوات طويلة من الانكفاء والترصد كانت إيران فيها تضمد جراح حرب الثماني سنوات وتعالج تحدياتها الداخلية التي انعكست عليها من جراء الوضع الإقليمي والدولي ونتائج سياسة الاحتواء التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، فقد عادت طهران إلى إتباع نهجها القديم في "" تصدير الثورة "" بعد فوز الرئيس الحالي احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية التي جرت قبل عام تقريبا، وهو النجاح الذي كان بمثابة انقلاب عملي على النهج الإصلاحي الذي حاول الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أن يعززه داخل النظام السياسي الإيراني، كما كان هذا الفوز أيضا هزيمة ساحقة لهاشمي رافسنجاني ممثل تيار الاعتدال والانفتاح السياسي على الغرب الذي خسر منصب الرئاسة في مواجهة نجاد، ومنذ عام تقريبا نجد أن النفوذ الإيراني تعزز في عموم الإقليم والمنطقة للدرجة التي أصبحت فيها طهران ليست جارا فقط لدول الخليج العربي والعراق بل امتد نفوذها لتصبح جارا لإسرائيل ومصر من خلال حركة حماس وسيطرتها العسكرية على قطاع غزة.

لقد اعتقدت الإدارة الأميركية أن تغيير نظام طالبان في أفغانستان وتغيير نظام صدام حسين في العراق سوف يشكل من خلال وجودها العسكري في البلدين المذكورين ضغطا جيوسياسيا على طهران، إلا أن المفاجأة بالنسبة لواشنطن تحديدا كانت في أن السياسة الهجومية التي اتبعها الرئيس نجاد واعتماده بقوة على أدوات طهران الإقليمية وتقديم الدعم العسكري والمالي للقوة المعادية لواشنطن في أفغانستان والعراق بما في ذلك القاعدة، قد افشل نظرية "" الكماشة الجيوسياسية "" التي اعتقدت واشنطن أنها قادرة بها على محاصرة طهران وإضعافها، بل على العكس فقد نجت السياسة الإيرانية من خلال دعم القاعدة ( الدعم يتم بشكل اختراقات أمنية واستخبارية ) والمليشيات الشيعية من زيادة المأزق العسكري والأمني الأميركي في البلدين، وهو تماما ما هدفت إليه طهران ، أي منع واشنطن من انجاز نصر سياسي أو امني أو استقرار في المشروعين الأفغاني والعراقي ، وبالتالي فان طهران تكون قد حققت هدفين مزدوجين في آن معا الأول هو تعطيل مشروع المحاصرة الأميركي لها وإفقاده فاعليته و الثاني تحويل الوضع الأمني والاستقرار في البلدين إلى أوراق مساومة تستطيع من خلالها إما الاعتراف بدور لها في الملفين وجني مكاسب هذا الاعتراف أو من خلال استثمارها في عقد صفقات يكون أساسها شطب نظرية "" المعادلة الصفرية المسماة (ZERO-SUM) التي حاولت واشنطن اعتمادها في التعامل مع النفوذ الإيراني.

... لقد نجت طهران عبر أوراقها وأدواتها الإقليمية الإضافية في لبنان ( عبر حزب الله والمعارضة اللبنانية التابعة له) وفي فلسطين عبر حركتي حماس والجهاد الإسلامي من خلق خارطة جيوسياسية مضادة و ضاغطة ليس على واشنطن بل على حلفاء واشنطن من دول الاعتدال العربية، حيث باتت طهران على قناعة أن الضغط على واشنطن في الملفين العراقي والأفغاني ليس كافيا لجني ثمار سياسية سريعة، فهي تعتقد أن "" تهديد الاستقرار في هذه الدول "" سيجعلها هي الأخرى إما تتخذ مواقف متناقضة مع السياسة الأميركية تجاه طهران أي النجاح بتحييدها وإما قيامها بدور ضاغط على واشنطن لصالح الموقف الإيراني أي بمعنى آخر توظيف هذه الدول لخدمة الرؤية الإيرانية وهذا من الناحية العملية تم انجازه مع بعض الدول التي بدأت بتبرير السياسة الإيرانية في الإقليم وألان تعمل على ترويجها والدعوة للانصياع لها خوفا من التداعيات الأمنية في حالة التصادم معها .

في ظل هذه الصورة التي نشاهد فيها بوضوح تنامي النفوذ الإيراني ومحاصرته لدول الاعتدال العربي، أصبح من غير الممكن التلكؤ في وضع تصورات عملية لإطلاق هجوم سياسي مضاد يعمل على محاصرة الدور الإيراني وإضعافه، بعد أن نجح هذا الدور في تعطيل كل الحلول العربية في لبنان ( فشل مهمة عمرو موسي الأخيرة ) و الانقلاب على اتفاق مكة في فلسطين، ومنع أي دور عربي في محاولة إنقاذ العراق من كارثته.

ربما يبادر البعض إلى السؤال وما هو شكل هذا الهجوم ؟؟، أقول هناك طريقان ، الأول الحوار الجدي والعملي الذي يكفل محاصرة هذا النفوذ وهو طريق صعب ومعقد وفرصه محدودة وبخاصة بعد أن لمست إيران نتائج سياساتها العملية، أما الطريق الثاني فهو العمل على عزلها إقليميا ودوليا والانخراط في مشروع مضاد لها تماما ومحاصرة أدواتها الإقليمية بصورة فاعلة ، فالوقت ليس لصالح المنظومة العربية المعتدلة بعد أن باتت طهران لاعبا أساسيا في العراق ولبنان والآن في فلسطين.

 



مقالات ذات صلة