شيعة آل بيت محمد، أم شيعة صهاينة وصليبيين ومجوس؟
علي الصراف - الوطن/25-2-2007
كاتب شيعي كويتي
إذا كان هناك أي معنى للشيعة كمذهب، فهو أنهم شيعة لآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم). من دون هذا المعنى، لا شيء يبرر وجود هذه الطائفة أصلاً. أما أن تظهر بينهم طائفة أنجاس يعملون كشيعة لصهاينة وصليبيين ومجوس، فهذا أمر لا أحد أولى بمواجهته أكثر من أحفاد آل البيت أنفسهم.
نحن أبناء علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء (عليهما السلام)، "سادة" الشيعة و"أشرافهم"، أول من يتوجب أن يقع عليهم عبء المسؤولية عن تطهير الطائفة والمذهب من كل أولئك الذين يتخذون "الشيعة" و"المظلومية الشيعية" ستاراً لبيع شرف أوطانهم واستقلالها لحساب مشروع صفوي-صهيوني-صليبي حاقد، وظالم. وبحشد الجرائم والانتهاكات وأعمال النهب التي ارتكبوها وما يزالون يرتكبونها خلف دبابات الاحتلال في العراق فان مطاردتهم كمجرمي حرب ليست كافية لتطهير صفوف أحفاد آل بيت الرسول من درن العمالة والنذالة. يجب نبذهم أولاً. يجب التبرؤ من نجاستهم أولاً. يجب طردهم من شيعتنا أولاً. لا لشيء إلا لأنهم عارٌ على محمد، وعارٌ على علي، وعارٌ على فاطمة. ولا لشيء إلا لأنهم خزيٌ على كل مذهب. ولا لشيء إلا لأنهم حشد خونة ومجرمين يتسترون بالعمائم لكي يدفنوا تحتها دعارتهم بالدين وانحطاطهم بالنسب، وعمالتهم بالسياسة. وعارٌ على أمة محمد بأسرها أن يكون بين صفوفها قتلة ولصوص يوالون قوات احتلال، ويسيرون خلف ظلال دباباتها، ويمتثلون لإستراتيجيتها، ويتواطئون مع جيشها ومخابراتها، على حساب مصالح شعوبهم وأوطانهم.
كما إنهم عار علينا أيضاً.
وأولى بسادة هذا البيت وأشرافه أن يلتئموا في مؤتمر (عالمي أو محلي) (كبير أو صغير)، يعقد بالقرب من مسجد رسول الله، أو أن يتجمعوا في أي مكان يتاح لهم، لكي يعلنوا براءتهم من طائفة الأنجاس، ويعلنوا طردهم، ولكي ينبذوهم كما يُنبذ الأفاقون والمنحطون والسفلة، ويطهروا بيتهم تطهيرا.
الشيعة إنما هم شيعة لأنهم طائفةُ محبة وعطف (ابتداءً من محبتهم لعلي والحسن والحسين وأحفادهم) لا طائفة بغضاء وقتل وكراهية. فحبّ علي كان حباً له، وتواضعا لآل بيته، لا كراهية لمسلمين غيرهم، وإلا لما كانت قامت للإسلام قائمة. وحب علي ما كان ليجر إلى كراهية عمر وعثمان، لولا الأحقاد المجوسية التي شوّهت الخلاف على الأولويّة في الخلافة.
والشيعة إنما هم شيعة لأنهم طائفة حسينية ثارت ضد فساد يزيد بن معاوية، ولكنها لا تعود
كما هي، إذا صارت، بفساد لصوصها وأفّاقيها، هي نفسها طائفة يزيدية.
و"المظلومية الشيعية" إنما هي مظلومية الحسين من دعاته وأنصاره الذين تخلوا عنه قبل أن تكون مظلومية من مسلمين آخرين. ولا تعود الطائفة كما هي، إذا صارت هي نفسها طائفة جلاوزة ومجرمين وظالمين.
والشيعة إنما هم شيعة لبني هاشم، ولا تعود طائفتهم هي نفسها، إذا صارت شيعة لبني صهيون.
عار علينا إذا فعلت. وعار علينا إذا صمتنا. وعار علينا إذا لم نُعد لبيتنا طهارته ونظهره للناس شريفا وطيّبا ومقدسّا.
وقد يمكن لـ"التقية" أن تقول ما تقول لتغطي ما تغطي، إلا أن السياسة التي تتبعها "طائفة الأنجاس" واضحة لكل ذي بصر وبصيرة. عواقبها واضحة، ومعانيها واضحة، ومؤدياتها واضحة، لا لبس فيها إلا لمن أصاب قلوبهم العمى (أو جيوبهم الدولارات).
كان من الأولى بكل ذوي الضمير والشرف في شيعة البيت الطاهر (بمن فيهم السنة!) أن يتساءلوا:
- منذ متى كانت موالاة الصليبيين والصهاينة والمجوس جائزة. وهل كان لعلي بن أبي طالب أن يجيز للحسين (ع) (حتى وهو يثور على سلطة يزيد بن معاوية) أن يتواطأ مع الروم على مسلمين غيره؟
- ومنذ متى كان قتل أتباع سنة رسول الله جائزاً. وعلى رغم الكراهية المجوسية (المفهومة جيداً) لسيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) الذي أزال إمبراطورية الفرس من الوجود، فهل كان لعلي أن يخرج على خلافة عمر أو يرفضها أو يعاديها علناً؟ وهل كان له أي ضلع في الانتفاضة على عثمان بن عفان (رضي الله عنه)؟ وهل أخذها منه عنوة؟ وهل كان له أن يركب من أجلها دبابات "العم سام"؟ وهل كان لآل بيته أن يجيزوا قتل الناس لمجرد أنهم سنة؟
- ومنذ متى كان نهب أموال المسلمين جائزاً. وهل كان لعلي أن يجيز لفاطمة أن ترتدي ثوباً يأتي ثمنه من بيت مالهم؟ فكيف جاز لنصابي هذه الطائفة ولصوصها أن يحولوا الملايين والمليارات من أموال بلدهم إلى بنوك أجنبية؟ وكيف جاز لهم أن يمولوا نشاطاتهم الإجرامية ضد وطنهم بالتواطؤ مع الـ"سي. آي. أيه"؟
- ومنذ متى كان التعذيب والتمثيل بالجثث وقتل الأبرياء على الاسم، شرعياً وجائزاً. وهل كان لمحمد أن يفعل بأبي سفيان ما تفعله طائفة الأنجاس بأبناء جلدتهم حتى ولو كانوا من قريش؟
- ومنذ متى كان اغتصاب الحرائر سلاحاً في الحرب بين مسلمين ومسلمين. وهل كانت فاطمة لتجيز اغتصاب، إن لم تكن صابرين الجنابي، فعبير قاسم، وان لم تكن عبير فـ واجدة محمد أمين (وهي أم في الخمسين لـ11 إبنا وإبنة- من تلعفر)، وإن لم تكن فللعشرات من النسوة الأخريات اللواتي يخشين التنكيل بأعراضهن. وهل كان لشرف أي من أحفاد آل ذلك البيت الطاهر أن يجيز لأي (قوّ....) أن يمنح مكافأة لمرتكبي هذه الجرائم، أو أن يصمت، كأي كلب، على ما يفعله جنود الاحتلال بمن يفترض إنهن شرفه وعرضه. وهل يريد ذلك (القـ...) أن نرسل له صورا لما يفعله جنود الاحتلال مع "المترجمات" اللواتي يرسلهن لهم ليساعدنهم على اغتصاب العراق كله؟
ويشهد الله أن آل بيت محمد أطهر من أن يكون لهم نسبٌ بهؤلاء أو صلةٌ أو رابطةٌ بهم كائنة ما كانت. ومن الأولى بسادة هذا البيت وأشرافه أن يقفوا وقفة ضمير وشرف ليتبرءوا منهم وليطردوهم وليعلنوا أنهم ليسوا سوى طائفة أنجاس ومنبوذين، حتى وان كان بينهم ذوو عمائم سوداء أو خضراء. (فهي عمائم تواطؤ مع الروم، وهي عمائم دعارة مجوسية لا تليق بمسلمين، على أي حال، أن يرتدوها).
ولا شيء يمكنه أن يحقن دماء المسلمين ويجنبهم شرور حرب طائفية (تخدم الصهاينة ومشاريع المجوس الصفوية) أكثر من قيام سادة هذا البيت وأشرافه بالفصل والتمييز بين الغث والسمين في طائفتهم نفسها.
ولا شيء يمكنه أن يعيد إلى أمة المسلمين وحدتها وقوة شكيمتها وتماسك عودها، في مواجهة استراتيجيات الغزو والهيمنة الإمبريالية المعلنة، أفضل من قيام أحرار آل البيت بإعلان البراءة من "طائفة الأنجاس" التي تتولى حكم العراق وكل الذين يوفرون لها الغطاء "الشرعي" ويبررون لها التواطؤ مع الروم ضد المسلمين.
المسؤولية مسؤوليتكم.. أبناء هذا البيت، والعبء عبئكم
قفوا للباطل وقفة حق من دون "ربما" و"لكن"، لتثبوا لأنفسكم أنكم أجدر بالنسب، وان الدماء الطاهرة التي تجري في عروقكم هي دماء محمد وعلي وفاطمة والحسين، لا دماء بن غوريون وشارون ورايس ورامسفيلد وتشيني وبوش.
والعراقيون... شيعتهم سنة، وسنتهم شيعة. وما من شعب على وجه الأرض، كان يمكن لأقلياته أن تكون كما هي أقليات العراق. فحتى عربهم أكراد، وأكرادهم عرب. كان لنا بين أكرادهم شاعر عربيّ كبير مثل بلند الحيدري. وكان لنا بين عربهم مقاتل كردي عظيم مثل صلاح الدين!
فإذا كان لهذا العراق من سبيل للخلاص، فانه لن يبدأ قبل أن يتطهر شيعة هذا البلد، وسنته وأكراده، من طائفة الأنجاس التي تدنس شرفهم وضمائرهم بما تفعل من أعمال وحشية وانتهاكات، وبما ترتكب من تواطؤ وعمالة (بعضهم مع مجوس، وبعضهم مع صليبيين وصهاينة وبعضهم معهم جمعا)..
وحتى لو كانت هناك "مظلومية"، تاريخية أو معاصرة، فإنها كانت مظلوميتنا نحن، نحاربها نحن، بأيدينا نحن، من اجل مصالحنا نحن، لا بأيدي صهاينة وصليبيين ومجوس، ولا من أجل مصالحهم.
ولئن كنا سنقاتل الظلم والتعسف والطغيان، فليس بقيم الظلم والتعسف والطغيان، ولا بوسائله. وإنما بقيم الخير والعدالة والمساواة، وبوسائل التآخي والمحبة.
ولئن كان هناك من أخطأ، فهذه معركة أخرى ضد غزاة ومجرمين. والجهادُ فيها يجبُّ ما قبله.
والعراق، إنما هو عراقكم. سنة وشيعة. عربا وأكرادا. مسلمين ومسيحيين ويهودا وصابئة.
انه البلد الذي أظهر الله نفسه لخلقه أول مرة.
انه البلد الذي علم القانون للبشرية أول مرة.
انه البلد الذي قدم الحروف والحساب والعلوم والأدب والحضارة للعالمين أول مرة.
وصفعةٌ على وجه الله (نعتذر عن هذا الكلام ولا نوافق عليه – الحقيقة) أن يلبس المجرمون فيه لبوس آل بيت رسوله أول مرة. ومن الأولى بسادة هذا البيت وأشرافه أن يجعلوها آخر مرة.