31-8-2013
رغم المعاملة الحسنة التي أبداها أهل السنة دوما للشيعة في بلادهم , ورغم إعطائهم جميع حقوقهم في كل من دول الخليج وبلاد الشام وغيرها من الدول العربية والإسلامية , إلا أن إيران كانت دائما جاحدة للفضل ناكرة للجميل , تظهر الود والتعايش لأهل السنة , وتبطن لهم الحقد والبغض والكراهية , من خلال مبدأ التقية المعروف عندهم .
وعلى مدى عقود من الزمان خلت , وتحديدا بعد الثورة الخمينية في إيران , والتمدد الشيعي الإيراني في الدول العربية السنية يزداد يوما بعد يوم , لأهداف وأغراض سياسية ودينية , باتت في الآونة الأخيرة ظاهرة واضحة , من خلال حملة التشيع الكبرى التي تقودها إيران في المنطقة السنية , إضافة للأغراض السياسية التوسعية الإيرانية .
لقد ظهرت أكذوبة عدم التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول السنية منذ زمن طويل , فها هي إيران تسارع إلى التدخل في لبنان , من خلال زرع حزب شيعي هناك (حزب الله) , بات اليوم يتحكم بسياسة الدولة اللبنانية .
إضافة إلى التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية العراقية , ومساهمتها الجوهرية في دخول الاحتلال الأمريكي إلى العراق , ناهيك عن التدخل الأخير في الشؤون السورية , من خلال مساندة بشار في قتله للشعب السوري , ودخول الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية في الحرب الدائرة في سوريا .
وها هي إيران اليوم تعترف بالمهمة الرئيسية للأقليات الشيعية في دول الخليج , من خلال تهديدها اليوم باستهداف دول الخليج عموما , والمملكة العربية السعودية ومصالحها خصوصا , عبر تنفيذ عمليات إرهابية فيها , بواسطة الأقليات الشيعية الموجودة هناك .
فقد هدَّدت إيران عبر وسائل إعلامها بتفجير الأوضاع بالمنطقة ، وباستهداف السعودية ومصالحها عبر عمليات انتحارية إرهابية , يقوم بها حلفاؤها المدعومون منها في المنطقة , من (حزب الله) اللبناني و (حزب الله) العراقي ، إلى الحوثيين في اليمن ، في حال تعرَّضت سوريا لضربات عسكرية غربية .
وبحسب صحيفة سبق ، فقد هدَّد (حزب الله) العراقي المدعوم من إيران , في بيانٍ له بالقيام بعمليات إرهابية داخل السعودية , عبر استهداف الموانئ وآبار النفط والمصالح الاقتصادية السعودية ، والمقار الأمنية عبر عمليات إرهابية انتحارية .
وهدَّد الحزب باستهداف العاصمة السعودية والمصالح الأجنبية داخل السعودية عبر عمليات مفاجئة وكبيرة - على حد وصف البيان.
كما هدَّدت المعارضة البحرينية المقيمة في إيران بتصعيد عملياتها في البحرين ، معلنة استخدام الوسائل الممكنة في ذلك ، وهو ما ظهر جليًّا في اليومين الماضيين في تفجير سيارتين مفخختين ، ما أدى إلى إصابة ثمانية أفراد من رجال الأمن في البحرين.
وقد وضعت صحيفة (يو إس توداي) الأمريكية خمس مخاطر في حال معاقبة سوريا على جرائمها في حق المدنيين ؛ أبرزها ردة فعل إيران وتهديها أنظمة الخليج العربي .
لقد بات واضحا أن الأقليات الشيعة في دول الخليج , يشكلون الطابور الخامس الذي يخدم مصالح إيران وينفذ أجنداتها , وأن إيران تعتبر نفسها الراعي الرسمي لهذه الأقليات , والمدافع عن مصالحهم والحامي لهم , مما يعيد إلى الذهن الطريقة الاستعمارية القديمة الحديثة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية .
فإلى متى ستبقى إيران تستغل الأقليات لأهداف سياسية ؟؟!!
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث