حماس تنجز تعاونا ثقافيا مع إيران والدم السوري يجري

بواسطة الحقيقة قراءة 2743
حماس تنجز تعاونا ثقافيا مع إيران والدم السوري يجري
حماس تنجز تعاونا ثقافيا مع إيران والدم السوري يجري

منذر النابلسي

خاص بالحقيقة 

23-9-2012

بعد سحب حماس لكوادرها من دمشق وإستنكارها لما يحدث من مجازر لأهلنا في سوريا , وتقاربها مع المحور العربي , إستبشرنا خيرا  بهذه الخطوات, ولكن في خبر تناقلته بعض المواقع ومنها موقع وزارة الداخلية التابعة لحكومة حماس يوضح بأن العلاقات بين حماس وإيران ما زالت لم تتعكر,  فهنالك تعاون ثقافي بينهم , علما أن هذا التعاون هو من أخطر أنواع التعاون خاصة من ناحية الغزو الفكري, وكلنا يعلم كم تستخدم إيران هذا الغزو الناعم كما يقال لنشر أفكار التشيع بالوسائل الثقافية والإعلامية ومع الأسف مازالت حماس لم تستوعب الدرس وتعتبر إيران دولة إسلامية صديقة , وهذا يبين مدى الهوة التي تفصل بين عقيدة أهل السنة والجماعة وخاصة قضية الولاء والبراء مع الفرق الباطنية وفرق الضلال, وبين ما تتبناه جماعة الإخوان المسلمين ومنها حماس من منهج بعيد عن منهج السلف الصالح في موقفهم تجاه تلك الفرق , خاصة وأن إيران مولغة إلى حد الثمالة في دم الشعب السوري الشقيق وهذا بإعتراف إيران نفسها, فقد أكد اللواء "حسن فيروز أبادي" رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية: أن الحرب الجارية في سوريا هي حرب بلاده !!!

وإليكم ما جاء في خبر تعاون حماس مع إيران في المجال الثقافي :

عقدت وزارة الثقافة والشباب والرياضة (في غزة ) مؤتمراً صحفياً للإعلان عن تفاصيل توقيع إتفاقية التعاون الثقافي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وبعد أكثر من (5) أيام من المباحثات توصلت وزارة الثقافة الفلسطينية ونظيرتها الإيرانية إلى الإتفاق على مذكرة التفاهم والتي تضمنت أكثر من (18) بنداً ومن أهم ما تم التوافق عليه تبادل الوفود الشبابية والتدريب في المجالات المختلفة خاصة السينمائية  (إخراج، إنتاج، تصوير، مونتاج، مكياج، مكساج) في إيران. [1]

وفي إنجاز آخر وقع الوزير المدهون مذكرة تفاهم في المجال الثقافي مع وزير الثقافة الإيراني، والتي تضمنت أكثر من (18) بنداً ومن أهم ما تم التوافق عليه ما يلي حسب البيان:-

1. تبادل الوفود الشبابية والتدريب في المجالات المختلفة خاصة السينمائية  (إخراج، إنتاج، تصوير، مونتاج، مكياج، مكساج) في إيران.

 2.تسويق الأفلام السينمائية المنتجة في البلدين وتوزيعها في كل منهما مع تعهد وزارة الثقافة الإيرانية، بشراء بعض الأفلام المنتجة في فلسطين.

 3. أعلن الجانبان التعاون لإقامة المهرجانات والمعارض الثقافية والفنية والعلمية منها معارض الكتب، والصناعات اليدوية والفنون التشكيلية.

 4. يعلن الجانبان التعاون لإقامة المهرجانات وأسابيع الأفلام السينمائية حول فلسطين والقدس، والانتفاضة في طهران وغزة.

 5. يعمل الجانبان على إقامة علاقات ثنائية بين الاتحادات السينمائية في البلدين لإنتاج الأعمال السينمائية المشتركة وتشجيع ودبلجة الأفلام المنتجة في البلدين وتوزيعها في كل منهما.

 6. يعمل الجانبان على إقامة المعارض القرآنية ومسابقات القرآن الكريم ونشر السيرة النبوية الشريفة.

 7. يقوم الجانب الإيراني بترميم وصيانة صالات السينما في فلسطين.

 8. يعلن الجانبان العمل على إقامة ملتقيات لنشر ثقافة الانتفاضة والمقاومة لدحض الرواية الصهيونية، والتأكيد علي هوية فلسطين التاريخية.

 9. يعمل الجانبان على ترجمة ونشر وتوزيع مؤلفات الكتاب الإيرانيين والفلسطينيين حول المقاومة، والانتفاضة في كلا البلدين.

 10. يعمل الجانبان على إقامة الملتقيات والمؤتمرات الإقليمية والدولية السنوية للتعريف بالقضية الفلسطينية، ودعم المقاومة وإثبات أحقية هذه القضية وعدوانية الكيان الصهيوني واحتلاله للأراضي الفلسطينية.

 11. يعلن الجانب الإيراني استعداده لدعم تأسيس المؤسسات الثقافية وتجهيز المكتبات الثقافية والفنية في غزة وإنشاء مجمع سينمائي ومتحف لتخليد المقاومة في فلسطين.[2]

تعليق :

إن هذا الإتفاق يسلط الضوء على مدى الإزدواجية في الرؤية وفي المواقف عند حركة حماس بل ومدى الضبابية في التعامل مع مباديء العقيدة الإسلامية !!!, فلا نريد أن نقلب الصفحات الماضية في غدر إيران بأهل السنة عموما والفلسطينيين خصوصا وإعتدائها على خيار هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الدين .

ولنكن من أبناء يومنا كما يقال , أليست هذه الدماء التي تجري كألأنهار في سوريا هي دماء مسلمة, أليست سوريا التي تدَمَرْ بأبشع الصور وأكثرها همجية بل لم يَسْلم منها الأطفال والنساء والأعراض من همجية النظام النصيري في سوريا, بل لم يسلم الفلسطينيون في سوريا من بطش هذا النظام , كل هذا يحدث بدعم منقطع النضير من إيران وبكل الأنواع للنظام النصيري في سوريا , وفي الآونة الاخرة خرجت تصريحات بأن حرب النظام السوري هي حرب إيران كما بينا سابقا .

فلا ندري ماهو تفسير حركة حماس لهذه العلاقة المحرمة مع دولة تدعم بل هي مشاركة في قتل أخواننا في سوريا ؟؟؟؟

وقد قال تعالى : {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22

ما ذا لو قتلت إيران بعض أفراد حماس هل ستعقد معها حماس إتفاقيات تعاون أم ستعاديها؟؟ وما الفرق بين الدم السوري والدم الفلسطيني بل ما الفرق بين الدم الفلسطيني في الخارج والدم الفلسطيني في الداخل ؟؟!!

فلماذا إذا استنكار المجازر في سوريا ألا يترتب على هذا الإستنكار واجبات ومستحقات من قبل حماس تجاه أهلنا في سوريا, ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :

 المسلم أخو المسلم لا يخونه و لا يكذبه و لا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه و ماله و دمه التقوى هاهنا - و أشار إلى القلب - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم .[3]

اليست من الخيانة والخذلان لإخواننا في سوريا هو الإتفاق مع من يقتلهم ويسفك دمائهم وينتهك أعراضهم ويُغيرْ دينهم .

ثم ما هذه الإتفاقيات والبنود التي تتيح لإيران إختراق الأرض الفلسطينية عبر دورات لشبابنا في إيران وعبر التعاون الثقافي والمشاركة في المعارض ونشر وتوزيع مؤلفات الكتاب الإيرانيين, أليست هذه وسائل لنشر التشيع والرفض والطعن بالصحابة الكرام تستخدمها إيران.

وهل تعرف إيران القران ...إن القران عندهم قد حرفه الصحابة وغيروا به , ثم ماهي السيرة التي تريد إيران تصديرها إلينا ؟؟ هل فيها الترضي عن أبي بكر وعمر وخالد بن الوليد وبيان مواقفهم العظيمة في نصرة الدين ؟؟ أم فيها أن الصحابة قد خانوا الله والرسول واغتصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه.. فليجيبنا مفكروا حماس ومشايخهم .

وما هي ثقافة إيران غير الغلو في آل البيت وبث سموم الفكر الباطني , ألا نخاف على أبنائنا وشبابنا الذين قد يتعاملون مع إيران في هذه المجالات... فلإيران وسائلها وخبرتها في تشييع الناس عن طريق الجنس بإسم المتعة وعن طريق المال وعن طريق بث الشبهات, لذا فإننا بدأنا نرى المتشيعين في غزة خاصة بعد العلاقات بين بعض الفلصائل الفلسطينية وإيران .

إن إيران تستغل كل فقرة من تلك الفقرات لتقوية مشروعها وتحسين صورتها التي مُرِغتْ بالتراب بسبب موقفها من القضية السورية , فهي ليست جمعية خيرية تعمل لوجه الله .

ثم ألا تُعتبرْ إيران خطرا على أهل السنة كما يمثله الخطر اليهودي والنصراني , بل هم أخطر لأنهم يستهدفون عقيدتنا ويخترقون صفوفنا بحجة الممانعة والمقاومة  دون أن نشعر , علما إن ما ارتكبته إيران وحلفائها من مجازر بحق الفلسطينيين وأهل السنة يفوق ما ارتكبه اليهود .

ألا تفهم حماس هذه المعايير... فلماذا هذه الإزداوجية إذا حيث يُجَرمْ من يتعامل مع اليهود ولا يُجَرمْ من يتعامل مع إيران !!!!!!!!!!!

هذا سؤال موجه إلى حماس لتجيب عليه .

وللمناسبة فهذا نص للشيخ عبد القاهر البغدادي يبين فيه خطر الفرق الباطنية وأنها أخطر من اليهود والنصارى فيقول رحمه الله :

 " إعلموا أسعدكم الله ضرر الباطنية على فرق المسلمين أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس عليهم, بل أعظم من مضرة الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم بل أعظم من ضرر الدجال الذى يظهر في آخر الزمان لأن الذين ضلوا عن الدين بدعوة الباطنية من وقت ظهور دعوتهم إلى يومنا أكثر من الذين يضلون بالدجال فى وقت ظهوره لأن فتنة الدجال لا تزيد مدتها على أربعين يوما وفضائح الباطنية أكثر من عدد الرمل والقطر.هـ[4]

فكيف بنا ندْخِلْ الثعابين الى حجورنا وبأيدينا , ونفتح أبوابنا للرافضة والباطنية على مصراعيها عبر هذه التعاونات والمشاريع , فمن يتحمل تغيير عقيدة أبنائنا إذا خرج فيهم من يسب أبا بكر وعمر؟؟, أم أن هذا الأمر ليس مهما عند حماس بل المهم هو أن تساهم إيران بفتح وإنشاء السينمات في قطاع غزة .

فقد قال يوما مستشارهنية " أحمد يوسف " : " ما العيب أن تكون شيعيًا ؟ فالشيعة اليوم هم عزُّ هذا الزمان،هـ .

إن الأمر جد خطير فالمنطقة تتزلزل بفعل مؤمرات إيران وبالإتفاق والتعاون مع أعدائنا من الأمريكان واليهود وما خذلان أهلنا في سوريا من قبل المجتمع الدولي إلا حلقة في هذا المسلسل , فلا يجب أن تلعب حماس بنار الرفض والتشيع الذي قد يأتي يوم تحرق نفسها به وهذا ما لا نتمناه . 


[1] (موقع الرأي أون لاين )

[2] موقع (وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة )

[3] رقم : 6706 في صحيح الجامع .

[4] الفرق بين الفرق



مقالات ذات صلة