20-9-2014
سبي النساء في الفكر الحوثي .. ألف عام من اللهيب تحت نير التكفير والقتل والإبادة الجماعية .. بالصفحة والمصادر التاريخية – حقائق صادمة لكل من يرفض العبودية .
ما سيتم ذكره ليس مجرد تطاول أو تشويه صورة طائفة أو فئة من المجتمع بقدر ما هو رصد موثق للتاريخ بالصفحة وإسم المجلد , سيتم نشر سلسلة تقارير تاريخية حول نير العبودية للشعب اليمني من قبل أدعياء الحق الألهي , اليوم نجد الحوثيين يطلقوا على خصومهم التكفيريين أقرءوا هذه السطور التاريخية وأحكموا بأنفسكم ة وقد ضمنا بعد كل معلومة تاريخية إسم المرجع ورقم المجلد ورقم الصفحة باللون الأحمر لمن اراد التوسع والتأكد :
لا تستطيع الكلمات أن تصف المأساة التي عاشها الشعب اليمني تحت حكم أدعياء الحق الالهي في الحكم لأن هذه الكلمات مهما بلغت من البلاغة والفصاحة لا تستطيع تصوير كارثة شعب بأسره رزح تحت نير التكفير والاحتقار والقتل والابادة الجماعية وسبي النساء لأكثر من الف عام واذا كانت بعض الدول قد عرفت ( داعش ) منذ سنوات فاليمن قد حكمها ( داعش ) منذ أكثر من الف عام .
لم يبق قبيلة على وجه الارض اليمنية لم تنكب في خيرة رجالها وأبناءها ولم يبق قبيلة لم يمارس أدعياء الحق الالهي بحقها مجزرة أو محرقة ترقى لجريمة الابادة الجماعية ولم يبق قرية لم تخرب وسد لم يهدم وبئر لم تردم.
قد يظن قارىء هذه السطور أن في هذه الكلمات مبالغة أو أن هذه الاحداث كانت استثناء فعمدت هذه السطور الى محاولة تعميمها على طول فترة حكم الأئمة والجواب أن المطلع على تاريخ اليمن لتلك الفترة يدرك جيدا أن ليس ثمة مبالغة في الأمر ولا تعميم وأن اليمن لم تعرف طعما للأمن ولا رائحة للاستقرار بل كانت رائحة الموت تفوح في كل أنحاء اليمن طوال هذه الفترة
لقد كان أول من وصل الى اليمن من أدعياء الحق الالهي في الحكم هو ابراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ولقد لقب المؤرخون بمن فيهم المؤرخون الشيعة الزيدية هذا القادم الجديد بلقب ( ابراهيم الجزار ) وذلك لكثرة ما قتل من اليمنيين وسفك من دمائهم وخرب من قراهم ولقد بلغ من وحشيته أن قام بتخريب سد الخانق في صعدة امعانا منه في التنكيل وانزال العقوبة باهلها
المرجع التاريخي :( انظر للتفصيل : ابراهيم بن موسى الجزار – المؤرخ الزيدي الكبير/ زيد بن علي الوزير – مجلة المسار )
وجاء قدوم الامام الهادي الى الحق يحيي بن الحسين الى اليمن في اواخر القرن الثالث الهجري ليكمل ما بدأه ابراهيم الجزار وليدشن رسميا مرحلة التكفير والقتل والابادة التي سيعيشها اليمنيون لأكثر من ألف عام
كان الامام الهادي كثيرا ما يخاطب اليمنيين الرافضين لإمامته الالهية ب ( أمة الكفر ) ومن ذلك القول :
يا أمة الكفر الذين تحملوا **** بالصغر منهم طاعة الشيطانِ
رفضوا الهدى والحق ثم تعلقوا *** وتمسكوا بالظلم والعدوانِ
وعصوا بكفرهم الإله فأصبحوا *** متقلدين سرابل النيرانِ) سيرة الهادي الى الحق – علي بن محمد العلوي .
ويذكر كاتب سيرة الهادي في مقدمته عن دعوة الهادي ما يلي ) فخالفت الأمة نبيها في ذلك حسدا منها لأهل بيت نبيها فقدموا غيرهم وأمروهم عليهم وطلبوا العلم من سواهم واتبعوا أهوائهم وكفروا بربهم ونقضوا كتب الله ) سيرة الهادي الى الحق ص 27
وكان الهادي يعتقد أن الأمة اما ان تستجيب لإمامته والا فهو الكفر بالله يقول كاتب سيرة الهادي وهو ابن عم الهادي : سمعته يوما يقول ( ولو لم اكن في هذا الأمر لم يمنعني ترك الفكر في هذا الأمر حتى ناظرت نفسي يه طويلا فما وجدت الا الخروج أو الكفر بما أنزل الله على محمد ص ) سيرة الهادي ص 52.
ويروي صاحب سيرة الهادي هذه الابيات :
عدا قوم على ملك *** وكان الله قد شده
ولابد لأهل البيت أن *** أن يسترجعوا عقده
اذا ما خرج الهادي *** بعد البأس والشدة
ليلقى أمة حادت *** عن الاسلام مرتدة
ومدلول هذه الشواهد واضحة فإما الإقرار لأدعياء الحق الالهي بالحكم واما الكفر والردة والمروق من الدين وهذه هي الثقافة التي ظل ادعياء الحق الالهي في الحكم يروجونها في أوساط الشعب اليمني
العين أونلاين رصد مجموعة من نماذج الأحاديث النبوية التي كان يروج لها طوال فترة الحكم الامامي :
1- (من ناصب علياً في الخلافة بعدي فهو كافر، ومن شك في علي فهو كافر) البدر المنيرفي معرفة الله العلي الكبير - المهدي لدين الله محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد الهادوي – 2/48
2- (علي سيد البشر فمن أبى فقد كفر) السابق
3- ( والذي بعثني بالحق نبياً لو أن رجلاً لقي الله عز وجل بعمل سبعين نبياً ثم لم يلقه بولاية أولي الأمر من أهل بيتي ما قبل الله منه صرفاً ولا عدلاً) السابق – 2/45
4- ألاَ إن التاركين ولاية علي بن أبي طالب هم الخارجون من ديني ) المصابيح
للإمام السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم 1/ 279
5- ( لا يتقدمنّك أحد بعدي إلاّ كافر ولا يتخلف عنك بعدي إلاّ كافر ) السابق
6- ((من ناصب علياً بعدي في الخلافة فهو كافر ومن شك في علي فهو كافر))
المصدر : روض الفؤاد في مثالب ابن آ كلة الأكباد - العلامة الصفي أحمد بن عبد الله الجنداري 1/ 15
واستمر هذا الفكر التكفيري لأدعياء الحق الالهي في الحكم لليمنيين فهذا الامام الزيدي الأكبر عبدالله بن حمزة يصرح بكفر الأمة الاسلامية برمتها فيقول : (فقد صح لنا كفر أكثر هذه الأمة لو لم يكن لهم جرم إلا شتم العترة..... والكل من أهل الدنيا إلا القليل شاتم أو مصوب للشاتم، فقد عمهم حكم الشاتم وهو الكفر )
المجموع المنصوري - الجزء الثاني القسم الأول للإمام عبدالله بن حمزة بن سليمان 1/139.
ويقول (فلولم يكن لهذه الأمة جرم إلا موالاة من قدمنا ذكره من بني أمية وبني العباس، واعتقاد إمامتهم لكفروا بذلك، واقتحموا بحار المهالك، وحل قتلهم وسباهم ولعدت في الأنفال ذراريهم ونسائهم) السابق 1/130.
ثم يقرر أن تسليم الزكاة لخليفة بغداد وعدم تسليمها له كفر صريح فيقول (وقد ثبت أن أكثر هؤلاء المعتقدين لإمامة صاحب بغداد لا يحملون إليه الحقوق، وبعض الناس لا يراه أهلاً لذلك، فإذا لم يسلمها إلينا استحلالاً لتأخيرها كان كافراً بذلك، وإنما أردنا نبين لك تأكيد الأدلة وتظاهرها على كفر الأكثر من الأمة بالبرهان الجلي، فتأمل ذلك بعين الفكرة لتنجو من الحيرة والحسرة) السابق 1/137.
ويصل الهوس التكفيري بالإمام عبدالله بن حمزة الى التكفير الصريح لأهل السنة قاطبة وجواز قتلهم وسبي نساءهم وبيع أطفالهم في الأسواق ( انظر السابق 1/85).
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد راح الامام عبدالله بن حمزة يروج لفتاوى تكفيرية لم يسبقه لها أحد من الناس من هذه الفتاوى فتوى عدم جواز أكل الطبيخ الذي يحتوي على الزعفران لأن الزعفران يجلب من بلاد أهل السنة الذين يسميهم المجبرة وأهل السنة يجنون الزعفران بأيديهم وهم كفار أنجاس فيتنجس الزعفران ويحرم أكله أو أكل ما طبخ فيه.
ومن هذه الفتاوى الفتوى بسقوط الحج وعدم وجوبه اذا كان الحاج سيمر من بلاد أهل السنة ويضطر لمصافحتهم وملامسة ايديهم فيتنجس ( انظر : السابق 1/111) .
لم يكتف الامام عبدالله بن حمزة بالتنظير لتكفير مخالفيه والأمة جمعاء بل طبق ذلك عمليا بإعلان تكفير الدولة الأيوبية في اليمن وتكفير أهل صنعاء لخضوعهم للأيوبيين الكفار وأمر بسبي نساء صنعاء وجعل أراضيهم خراجية كأراضي الكفار بل وقام باستخلاص امرأة أيوبية مسلمة لنفسه واتخذها جارية له وأنجب منها ولدا سماه سليمان وكان يخاطبه قائلا :
سليمان بيتاك من هاشم *** ومن بيت قنطور بيتا شرف
( انظر : الخزرجي – العسجد المسبوك و الحدائق الوردية الجزء الثاني – الشهيد حميد المحلي و هجر العلم – القاضي الأكوع ).
ثم قام بإعلان تكفير الزيدية المطرفية وابادتهم جماعيا وسبي نساءهم وأطفالهم وهدم مساجدهم ( انظر : المطرفية الفكر والمأساة – زيد بن علي الوزير ) .
ثم قام الامام عبدالله بن حمزة بتكفير الشافعية في اليمن الأسفل ومحافظات الجنوب , وفي ذلك يقول الشهيد حميد المحلي في الحدائق الوردية ( وكذلك الجبرية القدرية فانه عليه السلام أجرى فيهم ما اجراه على المطرفية من القتل وسبي الذرية لقضائهم بقدم القرآن فخرجوا بذلك عن التوحيد ومن خرج عن التوحيد كان كافرا ...فلما علم كفرهم علم جواز قتلهم وسبي ذراريهم وتغنم أموالهم ) 2/307,308 بتحقيق الدكتور المرتضى المحطوري
والقول بقدم القرآن هو مذهب جميع الشافعية في اليمن والى اليوم .
الى هنا ولم تنتهي الحكاية وسيواصل العين أونلاين في الحلقات القادمة استكمال بيان المسيرة التكفيرية لأدعياء الحق الالهي في الحكم للشعب اليمني وهناك ملاحظة هامة لا بد من ذكرها وهي أنه ليس المستهدف من هذه السطور الاخوة الهاشميين كما يتصور البعض بل هي مظلومية شعب لتاريخ مضى وانقضى يراد له اليوم أن يعود ولقد كان الهاشميون هم الضحية الأكبر للحكم الالهي كما ستبينه الحلقات القادمة ولذلك كانوا في مقدمة صفوف الثوار الذين أنهوا الحكم الامامي الكهنوتي كما لا بد من التنويه أن هذا الفكر التكفيري هو الخلفية الفكرية للميليشيات الحوثية المسلحة وسيتضح من خلال الحلقات القادمة ومن أدبيات الحركة الحوثية أن هذا الفكر التكفيري هو الأيدلوجيا التي تعتنقها الحركة الحوثية وتحدد مسارها وتحاول رمي غيرها بهذه التهمة تصديقا للقول المأثور ( رمتني بدائها وانسلت ) .
المصدر : موقع هنا عدن