مذكرة حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق

بواسطة أبناء فلسطين في العراق قراءة 2006

بسم الله الرحمن الرحيم

  تقرير من بغداد

 

 إلى جميع الشرفاء في العالم ،،،

 

م/ مذكرة حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق

 

جاء الفلسطينيون إلى العراق عام 1948م بواسطة الجيش العراقي وكان عددهم 3000 شخص، أما الآن فيبلغ عددهم 23000  شخص وفق آخر إحصائية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين عام 2003م.

إننا نمر بأسوء ظروف مر بها الفلسطينيون في العراق، على الرغم من طول فترة اقامتنا وولادة معظمنا في العراق والتي قاربت الستين عام عشنا خلالها وارتبطنا بالعراق وتعايشنا مع شعبه وتصاهرنا معهم، حزنا لحزنهم وفرحنا لفرحهم.

أيها السادة الكرام:

إن اللسان ليعجز عن وصف حالتنا فنحن الآن متهمون بفلسطينيتنا محاصرون في تجمعاتنا لا نستطيع أن نتكلم بلهجتنا الفلسطينية في أي مكان عام لأن هذا سيؤدي إلى الاعتقال أو ربما التصفية الجسدية مباشرة، كل هذا له أسباب ربما من الأفضل أن نمر عليها سريعاً لأجل التوضيح:-

1- الوضع القانوني:

لا يوجد أي وصف قانوني واضح للوجود الفلسطيني في العراق فلا نعلم هل نحن لاجئون أم مقيمون أم وافدون أم مهجّرون أم بدون، ناهيك عن الإجراءات المجحفة بحقنا في مديرية الإقامة التي ترتجل القوانين بطريقة اجتهادية فردية بين الحين والآخر كان آخرها منحنا إقامة لمدة ثلاثة أشهر فقط!!

والله وحده يعلم كيف يمكن للفلسطيني الحصول على هذه الإقامة فلابد من إحضار جميع أفراد العائلة ليقفوا طابوراً في حر الشمس وذلك بعد أن يستحصلوا ورقة من وزارة المهجرين تثبت أنهم من عام 1948م في العراق، وتأييد سكن من المجلس البلدي وما أدراكم ما المجلس البلدي!! إهانات.. عراقيل.. ابتزاز.. بل وصل الحال في كثير من الأحيان التدخل في بعض الخصوصيات، وكلما كان هنالك لقاء مع بعض المسئولين في شئون الإقامة أو وزارة الداخلية لتسهيل هذه الإجراءات وتخفيفها مع الشرح الوافي لوضعنا الحقيقي ومعظمنا من مواليد العراق، بالمقابل تزداد عمليات الضغط والعرقلة بل وتظهر أشياء جديدة لم تكن من قبل، وكان آخرها أنك لابد أن تذهب إلى مجلس المحافظة حتى تستحصل على تأييد السكن بدلاً من الاكتفاء بالمجلس البلدي الخاص بمنطقتك، وعندما ذهب أحدهم أخبروه بأن اللجنة لا تجلس إلا في اليوم الفلاني، ناهيك عن صعوبة التنقل وخطورة الوصول لهذه الدائرة. وهنالك من صدر بحقه حكم الإبعاد والتسفير عن العراق لأنه ارتكب مخالفة مرورية في زمن النظام السابق!!

2- الوضع الأمني:

لقد أحصينا عدد الاعتداءات التي طالت الفلسطينيين في أماكن تجمعهم وتواجدهم فوجدنا أنها أكثر من 150 اعتداء لا لشيء إلا لأننا فلسطينيون، فقد قتل منا أكثر من 65 شخصاً واعتقل الكثير وبقي منهم في السجون لحد الآن ما يقارب الخمسين.

وفي الحقيقة يعيش معظم الفلسطينيون في قلق دائم وخوف وخشية من المجهول وخصوصاً مع تزايد عمليات التهديد المستمرة لبعض التجمعات والأفراد والعوائل في مناطق مختلفة، حتى أن كثيراً من الطلبة جلسوا في بيوتهم وبعض الموظفين لم يباشروا وظائفهم حتى الذي يبيع الخضار لا يستطيع أن يذهب إلى الأسواق لكي يتبضعوا فلابد من وسطاء وعملية معقدة لذلك الغرض، بل حتى في أماكن التجمعات والسكن تحدث استفزازات بين الحين والآخر، وتحريضات إعلامية متصاعدة بل حتى في المجالس لا يذكرون الفلسطيني إلا بالسوء حتى حصلت تعبئة كبيرة شعبية ضد الوجود الفلسطيني ولا يوجد لحد الآن أي استنكار رسمي أو فتوى من المرجعيات أو حتى نفي لذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة، بل حدثت عدة حالات قتل خنقاً، يعني لا يحتاجون لأسلحة فهم يجتمعون على الشخص المستضعف ثلاثة أو أكثر ويقتلونه خنقاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومهما وصفنا الحالة المأساوية التي نمر بها فاللسان يعجز عن وصف الواقع المرير، وليس الخبر كالمعاينة.

3- الوضع الاجتماعي والسكني:

نتيجة لما يتعرض له الفلسطينيون من مضايقات واضطهاد في مختلف مناحي الحياة فإن هذا انعكس على مجريات حياتهم فنسبة البطالة الآن جاوزت الـ 80%. وبسبب التهديدات التي يتعرض لها الفلسطينيون الذين يسكنون خارج التجمعات الفلسطينية فقد انضموا إلى التجمعات السكنية الفلسطينية حفاظاً على حياتهم مما أدى إلى أن تغص التجمعات بالساكنين وعلى سبيل المثال لا الحصر فعدد العوائل في مجمع البلديات يبلغ 1700 عائلة يسكنون في 768 شقة وهناك عوائل بلا سكن.

إن هذا الوضع دفع بعض العوائل الى الخروج الى الحدود والسكن في العراء خوفاً من المجهول الذي ينتظرهم، ومنهم العوائل التي خرجت الى الحدود السورية قبل أربعة أشهر، وهي العوائل التي تخيم الآن في مجمع طريبيل الحدودي بعد أن رفضت الحكومة الاردنية دخولهم.

 

أيها الأخوة الأفاضل:

من أجل التخفيف من معاناة الفلسطينيين وإيجاد الحلول فإننا نقترح:-

1-  التأكيد وحث جميع الأطراف العراقية المختلفة على عدم إقحامنا وزجنا في الصراعات الداخلية وعدم حسابنا على أي طرف من الأطراف لا مذهبياً ولا عرقياً ولا طائفياً.

2-  صياغة قانون واضح للتعامل معنا في العراق بما يضمن الحق الأدنى لأي لاجئ أو حق ضيافتنا، ثم تعميمه عبر وسائل الإعلام لجميع الطبقات.

3-    حث الحكومة العراقية على توفير الحماية لنا.

4-  العمل على منحنا وثيقة سفر معترف بها من الدول العربية تتيح لنا التنقل بين تلك الدول أو منحنا الجنسية العراقية مع ضرورة احتفاظنا بالجنسية الفلسطينية.

5-    شمولنا برعاية وكالة الغوث (الاونروا).

6-  حث الدول المجاورة للعراق على تسهيل استقبال ودخول الفلسطينيين إما عبر وثيقة السفر أو جواز السلطة الوطنية لا سيما سوريا والأردن.

 

إننا نقول إذا لم يتم حل مشكلتنا ومأساتنا وإنقاذنا من الإبادة التي نتعرض لها، فإننا نطالب أن يتم التفكير جدياً في نقلنا للعيش في أماكن آمنة أخرى كحل إنساني شامل وبما يوافق الاتفاقيات والقوانين الدولية للأمم المتحدة عام 1951م بخصوص اللاجئين.

وفق الله الجميع لعمل الخير وسدد خطاكم لطريق الفلاح.

 

أبناء فلسطين في العراق

30/4/2006م

 



مقالات ذات صلة