لماذا إستضافة ( حزب الله ) ياحركة النهضة التونسية؟؟؟

بواسطة عبد الرؤوف الرملي قراءة 2841
لماذا إستضافة ( حزب الله ) ياحركة النهضة التونسية؟؟؟
لماذا إستضافة ( حزب الله ) ياحركة النهضة التونسية؟؟؟

عبد الرؤوف الرملي

14-7-2012

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه اما بعد:

لقد تلقت الثورة السورية التي تصارع المشروع الشيعي في المنطقة طعنات عديدة من العدو والصديق والبعيد والقريب, وهاهي الآن تتلقى طعنة جديدة مؤلمة من قبل فصيل يدعي بأنه ينتمي الى الإسلام, ألا وهو حركة النهضة التونسية, وذلك بمشاركة وفد من حزب الله اللبناني الشيعي في المؤتمر التاسع للحركة والذي عقد يوم الخميس الماضي ويمتد لثلاثة أيام .

إن هذا تطور خطير وطعنة في الظهر للشعب السوري البطل وهو يدافع عن الأمة الإسلامية و يبذل الغالي والنفيس من دماء أبنائه وأعراض نسائه في مواجهة الطغمة النصيرية الحاقدة التي استخدمت أخس الوسائل وأبشعها للتنكيل بهذا الشعب السني المجاهد.

العجيب من هذا التصرف الغير مسؤول , أن حزب الله ومنذ إندلاع أول شرارة للثورة السورية وفي بداية تساقط أبناء سوريا الواحد تلو الآخر برصاص الغدر النصيري ساند النظام السوري وتبنى وجهة نظره في الصراع الدائر وأصبح بوقا له, ودعمه بكل ما أوتي من قوة إعلاميا وسياسيا وفي ارسال المقاتلين ليدافعوا عن نظامه , وكل ذلك موثق وبشهادات أهل سوريا أنفسهم حتى صار من المسلمات, بل قد إعتقل الجيش السوري الحر عددا من مقاتلي حزب الله وهذه اعرافاتهم منتشرة على صفحات اليوتيوب , وقد شيع حزب الله في لبنان بعض من مقاتليه الذين تم تصفيتهم على أيدي الجيش الحر , بل  وصل الأمر بحزب الله في أن يطارد اللاجئين السوريين في لبنان ويضيق عليهم ويختطفهم, وما وقف الحكومة اللبنانية لعلاج الجرحى السوريين في مستشفياتها الا حلقة من هذا المسلسل .

فكيف بحركة النهضة التي تدعي بأنها إسلامية دعوة مثل هذا الحزب الشيعي الطائفي والذي يديه ملطختان بدم الشعبين الفلسطيني والسوري , هذا الحزب الذي لا يخجل ويصرح بأعلى صوته أنه ينتمي الى ولاية الفقية الايرانية التي تنتقص من الصحابة وأمهات المؤمنين وتلعنهم وهذا معلن وموثق .

إن كانت حركة النهضة التي تدعي أنها اسلامية !!!!!!! لا تغار على أعراض الصحابة وهذا المشهد تعودنا عليه في تجربتنا مع عدد من التيارات التي تنتمي لحركات إسلامية, ويتجلى ذلك في مدحها لخميني وإيران وخلع صفات المقاومة والجهاد على تلك الحركة الباطنية التي تمتد من طهران وحتى بيروت , فلتغار حركة النهضة على الدماء المسلمة البريئة التي تسكب كل يوم على أرض سوريا المباركة .

لقد انتقد الغنوشي في وقت سابق الدعم الإيراني لسوريا في مواجهة شعبها فقال وحسب الجزيرة نت :" أعرب رئيس حزب حركة النهضة الإسلامي التونسي راشد الغنوشي عن قلقه من أن يقود التضامن الإيراني السوري إلى توتّر مذهبي في المنطقة، وانتقد بشدة دعم طهران للنظام السوري الذي اختار المقاربة الأمنية لاحتواء المظاهرات التي اندلعت منذ نحو عام مطالبة بإسقاطه " هـ.

فلماذا إذا لا ينتقد حزب الله والذي يتخذ نفس الموقف الأيراني ويطابقه , بل فوق ذلك يُقرب ويدعى الى مؤتمر حركة النهضة !!!!!!!!!! وعلاوة على ذلك يوصف بأنه حزب مقاوم !!!, ولا ندري على أي شيء إعتمدت النهضة في هذه التسمية فهو لم يطلق على اليهود طلقة منذ 6 سنوات , بل أن جل مقاومته موجهة ضد أهل السنة في لبنان وسوريا والعراق حيث درب ميلشيات جيش المهدي واليمن حيث تسربت أنباء عن قتاله بجانب الحوثيين فوق ذلك مساندته المعارضة الشيعية في البحرين وغيرها من دول الخليج .

إن دعوة حزب الله لهذا المؤتمر هو وسام شرف لا يستحقه علقته حركة النهضة على صدره, كذلك تصب تلك الدعوة في إعادة السمعة الى حزب الله ومشاركة في تنظيف ساحته بعد أن خسر كثيرا جراء مساندته للنظام السوري .

لقد علمتنا التجارب أن الحركات التي على شاكلة حركة النهضة لا تقيم  وزنا للعقيدة ولا للولاء والبراء ونخشى أن تجد الحركة الباطنية الشيعية من تسنم تلك الحركة مقاليد الحكم في تونس منفذا لنشر فكرها الرافضي وجسرا يعبروا من خلاله, وتجد الجحافل الرافضية موطئأ لها جراء تساهل تلك الحركة وتميعها للدين وضبابية الرؤيا لديها .

 يقول محمد بن صقر السلمي الخبير في الشؤون الإيرانية بهذا الصدد : إن استضافة حركة النهضة التونسية ممثلا لحزب الله ووصف هذا الحزب بالمقاوم إشارة خطيرة جداً.

وأضاف في تصريح خاص لـ المجلة” “الواقع يقول هناك إشارات لتوغل إيراني – شيعي ممنهج في تونس ما بعد الثورة، فقبل أسابيع نظمت رابطة الحوار الديني في قم الإيرانية أول مؤتمر حوار بين شباب إيران و شباب تونس وضم الوفد التونسي، حسب التقارير الواردة، بعض الطلبة التونسيين في إيران ومجموعة قدمت من تونس خصيصا لهذا اللقاء. المؤتمر أهتم – حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية – موضوع مستقبل العلاقات الثقافية بين إيران و تونس و كذلك العلاقة الثنائية بين الثورة التونسية و الثورة الإيرانية مما يعني أن المؤتمر يسعى إلى تأسيس أرضية لتعاون مستقبلي”.

ويضيف السلمي “من المؤشرات الأخرى لوجود توغل إيراني في تونس ما أعلن عنه أخيرا من إنشاء جمعية أطلق عليها اسم “صوت المستضعفين” وهذا الاسم يعطي انطباعا بأنها على علاقة بإيران حيث أن من أهم أهداف إيران بل أن الوثيقة الدستورية لإيران ما بعد الثورة الإسلامية تنص على ما يعرف هناك بـ “نصرة المستضعفين”.

وقال: “إضافة إلى ذلك، هناك نشاط كبير لرجل دين شيعي يدعى سمير الباهي وهو خريج جامعة الخميني في سوريا ويتنقل كثيرا بين إيران وسوريا ولبنان. غير أن الأدهى من ذلك كله هو حفل ضخم أقيم أخيرا في مدينة قابس وكان بمناسبة استقبال النائب اللبناني السابق والمقرب من حزب الله وحركة أمل، ناصر موسى قنديل وقد رفع في تلك الاحتفالية علم حزب الله وعلم سوريا”. ويختم الخبير في الشؤون الإيرانية “عندما نجمع مثل هذه الأحداث الصغيرة مع بعضها البعض يظهر لنا جليا أن هناك نشاطا ملحوظا لحزب الله وإيران في مهد الربيع العربي. لكن أن يتحول هذا النشاط من شعبي إلى رسمي من خلال استضافة ممثل لحزب الله في هذه المناسبة فإن ذلك يعد تأييدا، بشكل أو بآخر، لما يقوم به حزب الله من دعم للنظام السوري الذي يحاول وأد إحدى ثورات الربيع العربي وإن الشعب السوري ينتظر من النظام الجديد في الدولة التي انطلقت منها شرارة الربيع العربي الدعم السياسي الكامل لا استضافة من يشارك في قتله والتنكيل به”.[1]

لقد إنطلقت الحركة الباطنية المسماة " بالفاطمية " من مدينة (المهدية) في تونس ثم تمت السيطرة على الشمال الإفريقي بعدها فنقول لحركة النهضة لا يؤتى المسلمون من قبلكم ويعيد التاريخ كرته, وأن تعطوا الباطنيين الجدد فرص على صفائح الذهب وتلقوا اليهم بأطواق النجاة  بعد أن إنفضحوا وبانت نواياهم الشريرة لكل مسلم  وتراجع مشروعهم ومني بخسائر جسيمة. فإن دعوة حزب الله عمل منافي للدين وموقف غير أخلاقي تجاه إخوانكم في سوريا كما إنه انتحار سياسي .فلا تسبحوا عكس التيار فإن في ذلك نهايتكم ولتكن في سيرة غيركم ممن جامل الرافضة عبرة لكم .

 ولتكن دماء إخوانكم أغلى من كل المجاملات والمنافع السياسية وأخيرا أذكركم بقول المصطفى صلى الله عله وسلم : عن جابر وأبي طلحة مرفوعا : { ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته }[2]


[1] موقع وطن

[2] رواه أحمد وأبوداود

 



مقالات ذات صلة