( جزر القمر ) تتشيّع.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد
عبد العزيز الكثيري
التاريخ: 9/2/1431 الموافق 25-01-2010
كتبت مقالاً قبل عام تقريباً _ في هذا الموقع وغيره _ عن موضوع التشيع في جزر القمر وسطوة المجوس على ذلك البلد السني المستضعف الذي تحاصره الفتن من كل جانب ، فكم عانى من الاحتلال الفرنسي الذي امتد قرابة مئة خمسين عاماً ، واجه خلالها أنواع الظلم والجبروت الصليبي ومحاولات التنصير المستمرة بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى لكن دون جدوى ولله الحمد ، فالعدو واضح ظاهر للعيان ، بقى الفرنسيون تلك المدة الطويلة لم يتنصّر فيها رجل واحد ، والفضل يرجع بعد الله لتدين الشعب القمري وتمسكه الشديد بعقيدته الإسلامية التي لا يرضى بها بدلاً .
وهاهو اليوم يواجه عدواً شرساً خطيراً قد أمسك بمفاصل الدولة وأحكم سيطرته عليها ، ظاهره الإسلام _ وهذا مكمن الخطر _ وباطنه الضلال وعقيدة السوء ، فالرئيس الحالي أحمد سامبي ( الشيعي المستبصر ) كما يسميه آيات قم، فتح البلد على مصراعيها للمجوس يعيثون ويفسدون ، ويستغلون حاجة هذا الشعب الفقير المعدم لمساومته على دينه وشرائه بالأموال الرافضية ( المال الحلال ) الذي تفاخر به خميني لبنان ، هذا البلد السني الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه المليون نسمة سيتحول إلى بلد شيعي في سنوات محدودة ما لم يتداعى له إخوانه من أهل السنة بمؤازرته ونصرته في وجه المد الرافضي ، لست والله مبالغاً فسترى أخي القارئ الكريم في ثنايا هذا المقال ما يؤكد ما أقول من تقارير ونداءات بل وصرخات من أخوتنا الدعاة في جزر القمر فقد بحت أصواتهم يطلبون نجدة إخوانهم لكننا نائمون في العسل !! كما يقولون ، ولا أعلم متى نصحو من غفلتنا ، ويبدو أننا لن نصحو إلا عندما يهاجمنا المجوس في غرف نومنا حينها لن ينفع العويل والبكاء .
وصلني عبر الإيميل ما يدمي القلب ويسكب الدمع ، أرسلها دعاة مخلصون من الجزر يستغيثون ويستنجدون ، فهل من مجيب !! وهل من منجد !! لن أطيل الحديث والعويل والبكاء ، ستجد بعض هذه الرسائل في ثنايا هذا المقال فتأملها جيداً .
أخي القارئ الكريم هذا غيض من فيض وما يشهده الواقع القمري أكثر من ذلك بكثير ، فالأحداث متسارعة والخطوات تليها الخطوات في نشر التشيع في ذلك البلد السني الذي تخلت عنه أمته ، فالوفود المجوسية الرسمية لا تغيب والمساعدات بشتى أنواعها لا تنقطع ، ولعل أخطر ما يواجهه القمريون هو المنح الدراسية المجانية للجنسين التي فُتحت على مصراعيها للدولة الصفوية أو لمراكزها التعليمية في كينيا حيث معهد الرسول الأكرم الذي أسسه الإيرانيون أو غيرها من المراكز الأخرى في بعض الدول الإفريقية ليعودوا غداً على نهج رئيسهم المستبصر لا سمح الله .
ولعل آخر الفجائع تلك الزيارة الموسومة بالتاريخية للرئيس المجوسي نجاد التي قام بها في شهر صفر من العام الماضي حيث تعد أول زيارة لرئيس دولة لجزر القمر ولم يسبقه رئيس قبل ذلك على مر تاريخ ذلك البلد ، ويهدف فيها المجوسي إلى دعم الرئيس الحالي في إقرار التعديل الدستوري الذي يسمح له بتمديد فترة رئاسته ، وتهيئةً لذلك صرفت الحكومة للموظفين راتب شهرين ووزعت المواشي عن طريق مؤسسة الخميني لتذبح أمام موكب الرئيس الصفوي ابتهاجاً بقدومه وانتشرت الأعلام المجوسية في كل المدن والقرى ورفعت صوره واللافتات التي نادت به ناصراً وداعماً للمقاومة الفلسطينية ؟ وقد تم التمديد للرئيس بفوز مؤيديه في البرلمان وتحقق له ما أراد _ حسبنا الله ونعم الوكيل - .
والمخيف في هذا الأمر أن كل ذلك يمرّر دون أدنى حراك من الفرنسيين الذين هم أعداء الشعب القمري التقليدي ، فهم داعمون بقوة للرئيس الحالي ومتغاضون عنه ،ليس حباً فيه بل تحقيقاً لمصلحة كبرى يصبون إليها وهي التخلي عن المطالبة بالجزيرة القمرية الرابعة ( مايوت ) التي مازالت تصطلي بنار الاحتلال الفرنسي ، وهذا ما تعهد به الرئيس القمري ( المستبصر ) وقد أشار إلى ذلك الكاتب عبد الله عبدالقادر في مقاله القيّم (( الثورة الخضراء في جزر القمر )) في موقع شبكة الدفاع عن السنة الإلكتروني يصف لقاء الرئيس القمري بالرئيس الفرنسي ساركوزي بقوله: ( وتمخض عن هذا اللقاء المشؤوم الاتفاق بين الجانبين على تصفية هذه القضية وطي صفحتها، وذلك بتشكيل لجنة من كبار موظفي البلدين للحوار"من أجل الحوار" والتضليل، فيما قررت فرنسا إجراء استفتاء في الجزيرة في مطلع عام 2009م على منح "مايوت" صفة "الدائرية" أي جعلها دائرة من دوائر فرنسا بصفة رسمية، مما يعني فصل الجزيرة عن شقيقاتها الثلاث الأخريات وإسقاط سيادة وأحقية جزرالقمر عليها بصفة نهائية.
ومن جانبها تلتزم فرنسا بالتغاضي عما يجري في جزر القمر وتمكين الرئيس سامبي من إحكام قبضته عليها، وتحقيق أجندات «الثورة الخضراء»، ودعمه في "التعديل" المرتقب للدستور، وتمديد فترة ولايته على الطريقة "اللحودية" في لبنان، وهو مطلب إيراني بامتياز يعيد نفسه في المشهد القمري ضمن استراتيجيات الدوائر الاستخباراتية الإيرانية لتصدير الثورة الخمينية. والمفارقة هنا أن التمديد لولاية سامبي تتقاطع فيه المصالح الإيرانية الفرنسية، بينما تعارضت وتباينت في التمديد لأميل لحود (الرئيس السابق). ولعل القارئ يذكر بأن فرنسا كانت قد احتضنت آية الله الخميني الذي انطلق من باريس للإطاحة بنظام الشاه الموالي للغرب وإقامة ثورة الجمهورية الإسلامي.( ويضيف الكاتب )أما الجانب القمري فقد تم للرئيس سامبي ما أراد ، وبالتالي تعهد بالتزام الصمت أمام ما يجري في "مايوت" من أعمال غير إنسانية ضد القمريين من الجزر الأخرى المتواجدين فيها، والذين تعتبرهم فرنسا مهاجرين غير شرعيين، والسماح بإجراء الاستفتاء، وفي حالات الضرورة القصوى التي قد تصدر منه بعض عبارات الشجب من النوع الخفيف الذي لا يرقى إلى مستوى الإدانة ، من أجل تخدير الشعب وصون ماء الوجه، فلن يخرج ذلك عن إطار مبدإ «لساني عليك وقلبي معك».
ومما يدل على أن «الثورة الخضراء» أسقطت هدف «تحرير الأرض»،هوالآخر، من قاموسها أن حكومة الرئيس سامبي لم تعرض هذا الموضوع إلى جامعة الدول العربية، فقد تضمنت كلمة الرئيس سامبي في قمة دمشق إشارة خفيفة لهذا الاحتلال ، من غير طلب تسجيله في جدول الأعمال والتقديم بمشروع قرار. كما أنها- الحكومة- لم تطلب أيضا من منظمة المؤتمر الإسلامي ولا من الاتحاد الإفريقي تفعيل قراراتهما ذات الصلة بهذه القضية.) انتهى كلامه ، وأعتذر عن الإطالة في النقل لأهميته .
لا أريد أن أكون سوداوي النظرة لكنني أردت أصف الحقيقة وأجلّيها كما هي ، إبراء للذمة أمام الله تعالى وأساله الإخلاص في القول والعمل ، أخي القارئ الكريم هناك جهود كبيرة يقوم بها الدعاة الصادقون ممن يحملون عقيدة السلف الصالح وهم ولله الحمد كثر ، فثمار جامعات بلادنا المباركة بلاد الحرمين _ وفق الله ولاة أمرها لكل خير _ لا تخلو أرض منها ، فأينما ذهبت في جميع أقطار العالم الإسلامي إلا وتجد مشعلاً ونوراً للحق نفع الله بهم ، وهاهم في جزر القمر يناصحون ويرصدون خطر أولئك المجوس _ خذلهم الله وشتت شملهم ... اللهم آمين _ ومن تلك الجهات المباركة ( الرابطة الخيرية الإسلامية بجزر القمر ) التي أصدرت تقريرها السنوي المرفق عن التشيع في الجزر الذي يبين جلياً تغلغل المد الرافضي في مفاصل الدولة ومرافقها ، وهاهم العلماء الصادقون هناك يصرخون ملء أفواههم وهذه بياناتهم تتالى واحداً تلو الآخر يستنجدون بكم يا أهل السنة فماذا أنتم فاعلون ؟!!.
ختاماً.... إن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة ، وإن التشيع أضحى كالسرطان ينتشر في جسد الأمة بدأ بالأطراف ، فإن لم يُقض عليه التهم باقي الجسد ، وما الحوثيون عنا ببعيد ، فهولاكو قادم وابن العلقمي بيننا يتحين الفرصة ، وخلاياه النائمة تنتظر ساعة الصفر ، فهل نعي ما يراد بنا ، ونحصّن جبهتنا الداخلية بالالتفاف حول ولاتنا وعلمائنا ، وننصر إخوتنا أهل السنة في مواجهة المد الرافضي ؟!!! أم سننتظر ليأتينا الدور _ والله المستعان _ .
وأخيراً .. إخوانكم في جزر القمر ما زالوا ولا يزالون يواجهون تلك الهجمة الرافضية الشرسة ، ولكن إمكاناتهم ضعيفة وأدواتهم محدودة وبحاجة ماسة لدعم إخوانهم ونصرتهم ..... الله الله يا أهل السنة أدركوا إخوانكم قبل الطوفان .
المصدر: لجينيات
صور لمظاهر التوغل الشيعي في جزر القمر
http://208.43.93.63/index.cfm?do=cms.con&contentid=32962