التحالف النصيري الفرنسي القديم الجديد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فبعد الإخفاقات التي مني بها الحكم العلوي في سوريا من اتهام أمريكا والمجتمع الدولي المتكرر له باغتيال الحريري ومسرحية المحكمة الدولية وكذلك هجوم حزب الله اللبناني الشيعي على أهل السنة في بيروت وبعض مدن لبنان بدعم مكشوف من الحكومة العلوية السورية وإيران والحلف القوى مع راعية التشيع في العالم إيران وكذلك ما حدث في سجن صيدنايا (بالقرب من دمشق) من مجزرة بحق السجناء . حتى بدا يتضح لأي ناظر للساحة تشكل الهلال الشيعي الباطني من كل من إيران والعراق (وما الاتفاقيات الاقتصادية مؤخراً بين العراق وسوريا إلا دليل على هذا ) وسوريا ودولة حزب الله في لبنان !!!
بعد هذا المسلسل لم يعد خافياً على احد وخاصة شعبنا السوري السني الدور التآمري الذي تلعبه الحكومة العلوية في سوريا على أهل السنة فقط في المنطقة فكتب ابن تيمية وكتب ابن القيم ممنوعة في سوريا وكتب الرافضة التي تلعن الصحابة مسموحة .
علماً أن الشعب السوري ساخط منذ القدم على هذه الحكومة بسبب مذبحة حماة المعروفة والأحداث التي رافقتها ودور النظام العلوي في ذبح المقاومة الفلسطينية وسنة لبنان إبان الحرب الأهلية على حساب تقوية الرافضة في هذا البلد، كل هذه العوامل زادت في عزلة وضعف الحكومة العلوية أمام الشعب السني السوري الذي لا يرضى بضرب إخوته السنة في لبنان والعراق .
أمام هذا المأزق جاء الدور الإنقاذي لفرنسا التي تناست دور هذا النظام في قتل الحريري وحلفه مع إيران والدور السلبي في العراق والحكم الدكتاتوري الفردي الذي يتناقض مع الديمقراطية التي يدعون، كل هذا نسي وإذا عرف السبب بطل العجب . لنرجع إلى الوراء قليلاً ونعرف من هم النصيريون ومن أطلق عليهم اسم العلويين .
النصيرية : هي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري , أصحابها يعدون من غلاة الشيعة , الذين زعموا بأن الإله قد حل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه , ومقصدهم من ذلك هو هدم الإسلام ونقض عراه .
والنصيرية إخواني في الله مع كل معتد لأرض المسلمين , ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين , تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية الباطنية الخبيثة , والنصيرية تسمت بهذا الاسم نسبة إلى محمد بن نصير النميري , الذي عاش في القرن الثالث الهجري , وهم من الشيعة الغلاة , وذلك لأنهم غلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وقالوا بإلوهيته , وهم بالإضافة إلى قولهم بإلوهية علي رضي الله عنه , يعتقدون بتناسخ الأرواح , والتأويل بالباطن , ومذهبهم مزيج من الوثنية الآسيوية القديمة والمجوسية واليهودية والنصرانية , خاصة في قضية الحلول أي حلول الله سبحانه وتعالى في جسم إنسان - عياذاً بالله تعالى من الكفر (انظر: موسوعة فرق الشيعة ) .
علاقة النصيرية مع الاستعمار الفرنسي : بعد أن شكلت فرنسا حكومتي دمشق وحلب , استغلت التركيب الطائفي في البلاد فأنشأت حكومة الدروز ومركزها مدينة السويداء وأخرى للنصيرين مركزها مدينة اللاذقية وذلك منذ عام
إن النصيرية أخلصوا للانتداب الفرنسي فلم يبعثوا بنائب عنهم إلى المؤتمر السوري وكان موقفهم هذا متفقاً مع عرفانهم للجميل حيث شملتهم فرنسا بالعناية والعطف (انظر: المؤامرة الكبرى على بلاد الشام ) .
ولهذا نجد أن النصيرية تدين لفرنسا بالولاء والتقدير، حيث أصدر الفرنسيون قراراً يقضي بتسمية جبل النصيريين بأراضي العلويين المستقلة تعميقاً لانفصالهم .
ناهيك عن خيانتهم للأمة الإسلامية بوقوفهم إلى جانب المارونيين النصارى في كثير من الأحداث سواء في سوريا أو لبنان .
وفي سجلات وزارة الخارجية الفرنسية (رقم 3547 وتاريخها 15/6/1936) وثيقة خطيرة تتضمن عريضة رفعها زعماء الطائفة النصيرية في سوريا إلى رئيس الوزراء الفرنسي يلتمسون فيها عدم جلاء فرنسا عن سوريا، ويشيدون باليهود الذين جاءوا إلى فلسطين ويؤلبون فرنسا ضد المسلمين، ووقع على الوثيقة: سليمان الأسد، ومحمد سليمان الأحمد، ومحمود أغا حديد، وعزيز أغا هواش، وسليمان المرشد، ومحمد بك جنيد، وفيما يلي نص الوثيقة نورده لأهميته:
"دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية :
إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم "السني" ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من التدخل، وإننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين، وإن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرخاء ولم يوقعوا الأذى بأحد، ولم يأخذوا شيئًا بالقوة ومع ذلك أعلن المسلمون (السنيون) ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريه، إنا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله، ولكن سوريا لا تزال بعيده عن الهدف الشريف خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين (السنة) وكسر الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضمانًا لحريته واستقلاله ويضع بين يديها مصيره ومستقبله، وهو واثق أنه لا بد واجد لديهم سندًا قويًّا لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات ( د/ محمد أحمد الخطيب: الحركات الباطنية في العالم الإسلامي (ص335) ط عالم الكتب للنشر والتوزيع، الرياض - الطبعة الثانية (1406هـ - 1986).)
بعد هذا الموجز التاريخي يتبين عمق العلاقة المصيرية بين فرنسا وطفلها الحميم الفرقة النصيرية في سوريا التي تعتبر رأس جسر لأي غازي لبلاد المسلمين حالها حال أي فرقه باطنية أخرى وما ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي وإسماعيل الصفوي عنكم ببعيد وفي الوقت الراهن ما يجري بالعراق خير دليل إذ لولا الشيعة لما استطاعت أمريكا من احتلال العراق .
لذا لا نرى غرابة من مسارعة فرنسا لإنقاذ الحليف القديم الجديد , والمتأمل للمشهد يرى هذا بوضوح كيف سارعت تركيا وبعض الدول العربية بقيادة فرنسا لإنقاذ الحكم العلوي وكأنما لسان حالهم يقول ها نحن معك يا بشار ونسيَ في ليلة وضحاها دم الحريري ودم أهل السنة في سوريا .
وقبل هذا دعم دولة اليهود لهم من خلال مسرحية محادثات السلام بينهم والحكومة العلوية في سوريا وكأنما لم تكن هذه الحكومة هي الحارس الأمين لحدود دولة اليهود والقاضية على المقاومة الفلسطينية السنية في لبنان والقامعة للشعب السوري السني ذو الروح الجهادية . إن هذا كله يدخل في إنقاذ وحماية هذه الحكومة لأنها الحارس الأمين لدولة اليهود ومن والاها .
مما مضى تتلخص النتائج التالية :
1-أهل السنة هم المادة المقاومة لأي احتلال لبلاد المسلمين والتاريخ يشهد بهذا .
2- أي محتل وغازي لبلاد المسلمين أول ما يشهر عداءه لمذهب أهل السنة والجماعة وخير شاهد ما يحدث الآن في العراق وعالمياً حيث يوصم أهل السنة بالإرهاب .
3- الفرق الباطنية على مدى التاريخ تعتبر موطئ قدم لكل غازي لبلاد المسلمين .
4- كلما تغزى بلاد المسلمين فان الفرق الباطنية تنتفش وتظهر مذهبها وهذا ما حدث بالعراق حيث المآتم الحسينية كما تسمى ما أعلنت إلا بدخول المحتل الأمريكي .
5- إسناد الكفار لهذه الفرق وتوفير المناخ لنشر مذهبهم لأنها تعتبر خير وسيلة لمحاربة الإسلام من الداخل .
وأختم بفتوى لشيخ الإسلام في الطائفة النصيرية تلخص ما مضى ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى المجلد 35 ما نصه : ( هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى , بل وأكفر من كثير من المشركين , وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار الفرنج والترك وغيرهم , فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت , وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار .... وصنف علماء المسلمين كتباً في كشف أسرارهم وهتك أستارهم , وبينوا ما هم عليه من الكفر والزندقة والإلحاد الذي هم به أكفر من اليهود والنصارى ومن براهمة الهند الذين يعبدون الأصنام , وما ذكره السائل في وصفهم قليل من الكثير الذي يعرفه العلماء في وصفهم , ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهاتهم وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين , فهم مع النصارى على المسلمين , ومن أعظم المصائب عندهم - أي عند النصيرية - فتح المسلمين للسواحل وقهار النصارى , بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار , ومن أعظم أعيادهم إذا استولى والعياذ بالله تعالى النصارى على ثغور المسلمين .... وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جنودهم فإنه من الكبائر , وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم , فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم , وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة , ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات , وهو أفضل من جهاد من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب , فإن جهاد هؤلاء - يعني النصيرية - من جنس جهاد المرتدين , والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب , فغن جهاد هؤلاء حفظ لما فُتح من بلاد المسلمين .... ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب , فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ) أهـ
11/9/2008
حاضر العربي