من لم يرى الابادة الطائفية فهو اعمى

بواسطة د.مهند العزاوي قراءة 1043
من لم يرى الابادة الطائفية فهو اعمى
من لم يرى الابادة الطائفية فهو اعمى

الجمعة, 01 حزيران/يونيو 2012 20:54

د.مهند العزاوي

يدخل العراق والمنطقة منعطفا خطيرا في ظل سلوكيات الابادة الطائفية التي تمارسها المليشيات السياسية والمسلحة ضد مكونات الشعب العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام , وبالتأكيد انه نتاج للسياسة الامريكية المتخبطة في العراق والانتهازية ايران الساعية لبسط نفوذها الطائفي السياسي بالمنطقة , ونشهد التمدد الايراني في لبنان وسوريا والعراق والكويت والبحرين واليمن ومصر تحت يافطة التشييع السياسي من ناحية وأكذوبة الثورة الاسلامية من ناحية اخرى اذا ما قورنت السياسات بالأفعال وضحاياهم من المسلمين , ويبدوا ان الخطيئة الحربية الامريكية بحرب مغامرة غير مبررة في العراق وسياسة ترميم القوة والأزمات الاقتصادية واقتراب الانتخابات الامريكية جعلت من ادارة اوباما ان  تسلك استراتيجية الاقتراب الغير مباشر وتعقد صفقة حرب تستمر ايران بإبادة المجتمع العراقي قيدت ستة ملايين مهجر ومليون ضحية قضت في عمليات التطهير والقتل الطائفي ومليون معتقل عراقي من لون واحد وإقصاء سياسي منظم وتبعية طائفية لإيران بالقوة ,اذن من لم يرى الابادة الطائفية فهو أعمى!

تركنا العراق خلفنا وشهد شاهد من اهلها

أكدت دورية " فورين افير " الامريكية في ابريل / نيسان الماضي والتي كانت بعنوان "تركنا العراق خلفنا "[1]  واقع الابادة الطائفية في العراق , وانتقدت الخطيئة الامريكية في رسم السياسة في العراق والانسحاب الفوضوي مع غياب الخدمات الاساسية والحياة الدستورية والديمقراطية في العراق التي وعد بها ساسة الولايات المتحدة لإرسائها في العراق .

اكدت الدورية ان حزب السلطة متعطش للانتقام الطائفي وذكرت الدورية ايضا تسليم العراق لخصمه التقليدي ايران وذئابه من اللصوص والقتلة واللذين اعادوا العراق الى القرون الوسطى , وتلك الحكومة قد فاقمت الاضطهاد الطائفي وأنعشت الفساد المسلح وعسكره المجتمع وكذلك القتل خارج القانون وتسييسه طائفيا لصالح طائفة سياسية بعينها مع شياع ظواهر الانتقام الطائفي .

أكدت الدورية  ان العراق اصبح دولة فاشلة ورئيس الوزراء يترأس نظاما يعج بالفساد والوحشية ، والقادة السياسيين استخدموا قوات الأمن والميليشيات لقمع الأعداء وتخويف السكان عموما , واستخدام القانون كسلاح ضد المنافسين وإخفاء مساوئهم من الحلفاء ( ازدواجية وطائفية) وبات حلم العراق الذي يحكمه قادة منتخبين يخضعون للمسائلة أمام الشعب قد تلاشى بسرعة وذهب بعيدا.

بطولات طائفية

يشهد العراق ظواهر البطولات الطائفية للطائفيين الجدد بغية الحصول على منافع ومكاسب شخصية في مزاد التشدد الطائفي دون الاكتراث الى جحيم الظلم والإبادة الطائفية التي يتعرض لها العرب في العراق , وقد صرح علنا بذلك محذرا مفتي الديار العراقية الشيخ الدكتور رافع طه الرفاعي لانزلاق العراق الى حرب اهلية تحاكي الابادة الطائفية التي مورست بحق مكون اساسي في العراق , وقد تمادي الطائفيون الجدد في ترسيخ سلوكيات الابادة الطائفية الوافدة والتي تجسدت مؤخرا بالاستيلاء على بيوت الله  واعتقال الابرياء والقتل خارج القانون وانتزاع الاعترافات بالإكراه والتهديد وتلفيق الملفات القانونية لتلبيس الابرياء جرائم ارتكبت لدواعي سياسية استهدفت الشعب العراقي ضمن سياسة الصدمة والترويع وصناعة الازمات , وبنفس الوقت يجري انعاش تجارة السجون والفساد والإبادة الطائفية عبر عمليات مفبركة منتجة بعناية لا توقع خسائر بشرية تجاه هدف سياسي موالي ليجري على اثره استخدام القوة والبطش الطائفي  ويتم تسويقها للإعلام بشكل غير قانوني لتحقيق الاستقطاب الطائفي والبقاء بالمناصب الدموية على حساب وحدة الشعب العراقي ومؤسسات الدولة.

ازمة نظام

بات واضحا ازمة النظام السياسي في العراق وغياب الحياة السياسية والدستورية والديمقراطية وقد أسس النظام وفق معايير طائفية وافدة اتسقت بفلسفة الفقيه الايراني وتجلت بحكومة المذهب الواحد وإبادة بقية المذاهب والمكونات , وهذا ما تجسد جليا عبر حكومات حزب الدعوة منذ عام 2005 وحتى الآن , والذي أشعل فتيل الابادة الطائفية في العراق عند تسلم ابراهيم الجعفري رئاسة الوزراء ليبدو بطل طائفيا وسميت حكومته بحكومة " الدريل " نظرا للقتل والتعذيب بالمثقب الكهربائي الذي اشاع استخدامه بيان جبر صولاغ وزير الداخلية اينذاك وذهب ضحيته آلاف العراقيين دون مسائلة قانونية  دولية او وطنية , وقد جرمتهم منظمة هيومن رايتس ووتش  في تقرير صدر عنها عام 2008 ولاكن دون اجراءات تذكر , ويبدوا ان البطولات الطائفية عقيدة مرسخة واضحى الاخرين يمارسون البلطجة الطائفية في بغداد وسامراء والبصرة بغية دخول مزاد رئاسة الوزراء المتنازع عليه طائفيا بين مرشحين جميعهم من طائفة واحدة .

الاحداث الدراماتيكية

تؤكد الاحداث الدراماتيكية الاخيرة في المشهد السياسي والأمني العراقي غياب العدالة الاجتماعية والتعايش بين المكونات ولا وجود لأي مظهر من مظاهر دولة المواطنة والحياة السياسية والدستورية في العراق ونشهد أيضا ظواهر التملق والارتزاق السياسي من الدكاكين السياسية المشكلة خارج العراق وزعانفهم من الكتاب البائسين والنفايات الالكترونية  الموجهة ضد الشعب العراقي الساعية لإغراقهم بوهم المذهب فوبيا ويمكن تبويبها ضمن المرفنة الشعبية وفرض واقع مغلوط يوهم الرأي العام بحقائق لا وجود لها إلا في عقلية الجهات المخابراتية الايرانية الداعمة لهؤلاء المرتزقة .

اضحى تسييس القانون بالعراق واستخدامه بشكل طائفي وسيلة اساسية في عمليات الابادة الطائفية مع شياع ظواهر البطولة الطائفية لدى الطائفيون الجدد والنزول بالقانون الى ساحة التصفيات الطائفية , وشياع سياسة تلبيس الجرائم الموجهة من حزب السلطة والأحزاب المتحالفة معه ضد مكون العرب السنة وتبرئة القتلة والمليشيات المدعومين من ايران من الجرائم ضد الانسانية اتي اتركبت منذ عام 2005 وحتى اليوم , وقد شهد ملف طارق الهاشمي وليث الدليمي عضو مجلس امانة بغداد ومن القائمة العراقية تسويق طائفي واسع لحشد الاستقطاب الطائفي  ولعل الابادة الطائفية مجسدة ببصمات دموية تتعدى المائة ضحية يوميا في العراق والجوار العربي المحتل ايرانيا ومن لم يرى الابادة الطائفية فهو اعمى

المصدر:موقع زمان الوصل



مقالات ذات صلة