تمكنت القوى الصهيونية والمنظمات اليهودية من حشد أعداد كبيرة من المجاهرين ونقلهم إلى فلسطين عام 1948، بهدف افتعال تغيير ديمغرافي كبير يضمن نجاح حملتها في احتلال فلسطين مع انتهاء الانتداب البريطاني وتأسيس دولة يهودية.
وكانت الجالية اليهودية في العراق تعتبر من كبرى الجاليات اليهودية القديمة في العالم، وتعود لأيام السبي البابلي، وفي عام 1948 بلغ عددها 135 ألف شخص أكثر من نصفهم كان في بغداد، وكانت أعداد كبيرة من هذه الجالية أثرياء وتمتعوا بمكانة اجتماعية مرموقة، لكن عقب قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني عام 1947 بدأت تحدث المضايقات ليهود العراق.
ومع الإعلان عن قيام “إسرائيل” في مايو حزيران عام 1948 سجن الكثير من يهود العراق، واعتبرت الحركة الصهيونية خارج عن القانون، وتم فرض الكثير من القيود على اليهود ما أدى إلى التأثير على أوضاعهم.
هذا ما دفع “إسرائيل” إلى البحث عن سبل لهجرة يهود العراق إليها، وكان الحلّ في البداية بتنظيم خطّ هجرة بري سري طويل وخطر يمر في البداية عن طريق الأردن وسوريا ثم عبر إيران، ومن هذا الممر هاجر إلى “إسرائيل” في شهر ديسمبر كانون أول عام 1949 حتى فبراير عام 1950 نحو 3000 يهودي.
وفي عام 1950، سمحت حكومة العراق لليهود بالخروج من الدولة بشرط أن يتنازلوا عن جنسيتهم، وعن ممتلكاتهم وحقّهم بالعودة للدولة مستقبلًا، ويبدو أن العوامل التي أدت لهذا التغيير في السياسية العراقية كانت لرغبة العراق بالتوقف عن ملاحقة النشاط الصهيوني لليهود، ورغبة العراق بالسيطرة على الممتلكات فيها، وذلك لتحسين مكانتها وصورتها في العالم.
وفي شهر أبريل عام 1950 حتى يوليو عام 1951، نقل مبعوثو الوكالة اليهودية ومنظمة جوينت (المترجم: تنظيم يهود العراق من أجل الهجرة إلى “إسرائيل”)، 125 ألف من يهود العراق في طائرات تابعة لشركة طيران أمريكية وبإذن خاصّ من الحكومة العراقية.
وسُميت حملة الهجرة الواسعة هذه بحملة عزرا ونحميا على اسم اثنين من قادة يهود بابل الذين عادوا إلى القدس بعد سماح كورش الفارسي لهم بذلك، كما سُميت كذلك بحملة بابل، وبعد الانتهاء منها استمر وصول مهاجرين إلى البلاد حتى انتهاء هجرة يهود العراق عام 1952.
المصدر : صحيفة العراق الألكترونية
30/2/1440
8/11/2018