"منتدى اسطنبول للسلام"
" المسجد الأقصى أين ؟!!
عبد العزيز الغريب
في صبيحة يوم السبت الموافق 25/4/2009م انطلقت فعاليات مؤتمر "منتدى اسطنبول للسلام" )1( بالتعاون مع منظَّمات المجتمع المدني، ويهدف إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وجذب الانتباه إلى خطط الكيان الصهيوني الغاشمة لهدمه.
شارك في هذا المنتدى شخصيات عالمية من دول شتى ، وجمع كبير من الكتَّاب والمفكِّرين والمؤرِّخين ، من أبرزهم الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني- والشيخ راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة التونسية، وأكرم العدلونى الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية ؛ والأستاذ حسن صنع الله (مركز البحوث المعاصرة) والدكتور محسن صالح (مركز الزيتونة للدراسات والبحوث) وإبراهيم جبريل (جمعية الأقصى بجنوب أفريقيا) .
ومن تركيا - الدولة المضيفة- شارك الدكتور أحمد أغير أقجا (مركز البحوث والدراسات، عضو اتحاد العلماء المسلمين) والباحث الصحفي مصطفى أوزجان؛ ومحمد دميرجى (جمعية تراثنا) والدكتور طوفان بُوزبينار (عضو اللجنة الفنية التركية التي أعدت تقريرًا عن الحفريات أسفل المسجد الأقصى) وممثلون من الجمعيات المنضوية لاتحاد السلام؛ إضافة إلى عدد آخر من الباحثين من فلسطين ولبنان وكندا والفلبين.
وقد ترأس الجلسة الأولى الشيخ رائد صلاح، وتناول فيه المشاركون "تاريخ المسجد الأقصى، وأهميته في الإسلام" وكانت المفاجئة في هذا المؤتمر ما قاله الباحث والصحفي التركي "مصطفى أوزجان " في ورقته التي ألقاها في الندوة التي بعنوان "التحديات التي يواجهها المسجد الأقصى ومدينة القدس" ؛ وبثت مباشرة من عدة قنوات أبرزها "قناة الجزيرة مباشر" ؛ وترجمت الكلمة للحاضرين ترجمة فورية للعربية والإنجليزية ، بأن المسجد الأقصى يتعرض للتشكيك في مكانه – أي في القدس - ومكانته عند المسلمين .
وأوضح في كلمته بأن هناك بعض الكُتاب في الصحافة التركية من يقول : بأن المسجد الأقصى هو مسجد بالقرب من مكة ، ويشكك بأن يكون المسجد الأقصى هو مسجد القدس ؛ وأن تلك الأقوال تترادف وتتوافق مع ما ينشره الباحثين اليهود في كتبهم وكتاباتهم !!
ثم انتقل لمحور جديد – فاجأ الحضور - ألا وهو كتابات الشيعة حول مكان ومكانة المسجد الأقصى ؛ وخص بالذكر " كتاب يحمل مسمى " المسجد الأقصى أين " وكاتبه جعفر مرتضى العاملي وهو شيعي من جبل عامل في لبنان
وذكر نصوص من كتاب العاملي والتي جاء فيه : " لقد تبين لنا عدة حقائق بخصوص المسجد الأقصى والذي يحسم الأمر أنه ليس الذي بفلسطين"!!
وأضاف " الباحث التركي اوزجان" بأن "العاملي" زعم كذلك في كتابه : " الصحيح من سيرة النبي الأعظم ": " أنه حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلاً ، فضلاً عن أن يسمى أقصى " ؛ وأن " المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه ، والذي بارك الله حوله ، هو في السماء" !!
وطرح "اوزجان" سؤال : "هل ما جاء به "العاملي" وما خلُص إليه بأن المسجد الأقصى مسجد في السماء !! كتابة فردية أم تكررت في بعض كتب ومراجع وتفسيرات معتمدة لدى علماء الشيعة !!
واستنكر "الباحث التركي" تلك الأقوال والكتابات من الشيعة والتي تنص على أن المسجد الذي أسري إليه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مسجد في السماء في البيت المعمور واسمه المسجد الأقصى ، ويتشابه اسمه مع مسجد القدس !!
وأن عداوة الشيعة لبني أمية وكرههم لهم دفعهم لذمّ دورهم في إعادة بناء المسجد الأقصى وإعمارهم للقدس بمنشآت جديدة ، كان ذلك من أبرز دوافع الشيعة للتقليل من شأن المسجد الأقصى ، وإعطاء أماكن أخرى مكانة عظيمة تفوق مكانة المسجد الأقصى وفضله !!
وتحدث "مصطفى اوزجان" عن دور المؤرخ اليعقوبي المتشيع في نشره الروايات المتحامله على الأمويين ؛ فهو منافس لبني أمية ، ورواياته كانت متناقضة وواهية؛ والمصادر القديمة باستثناء اليعقوبي لم تشر إلى هذه الرواية ولم تذكرها .
وختم الباحث حديثه بالتأكيد على إجماع المسلمين على مكانة المسجد الأقصى وأن فضله حق لا يعتريه باطل ، وأن المسجد الأقصى المذكور في الآية هو عينه الموجود في بيت المقدس .
وبعد تلك الكلمة ، كانت كلمة د. أحمد أغير أقجا (عضو اتحاد العلماء المسلمين - تركيا ) والتي استنكر وبشدة تلك الأقوال الزاعمة بأن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء !! مؤكداً بأن المسجد الأقصى هو مسجد القدس بنص الآية الأولى في سورة الإسراء .. ومهما حاول المبطلون فإن الحقيقة لا تحجب بغربال!!
نعم لقد تطرق الباحث الصحفي"مصطفى اوزجان" لقضية في غاية الأهمية بل والخطورة أيضاً مفادها : "أن من حاول التشكيك في مكانة المسجد الأقصى المبارك – ومن أولئك اليهود والمستشرقون - دلل على ذلك بمزاعم واهية استلها من مراجع الشيعة ، لتكون سيفاً يضرب ثوابت أمتنا وعقيدتها ، ويزعزع مكانة المسجد الأقصى في قلوبنا "!! .
ولا شك ما قاله "مصطفى اوزجان" هو غيض من فيض ، ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتاب "الشيعة والمسجد الأقصى(2) لمؤلفه طارق حجازي وليرى ما كتبه العاملي وغيره في التشكيك في مكان ومكانة المسجد الأقصى عند المسلمين.
1- "منتدى إسطنبول للسلام" هو تجمعٌ مدنيٌّ تأسس في بداية عام 2009 من قبل مجموعةٍ من مؤسسات المجتمع المدني توجد مراكزها في مدينة إسطنبول التركية. ويهدف المنتدى إلى التعـاون لإحـلال العـدل والسلام في العالم والمساهمة في ذلك؛ كما يهدف إلى إيجاد حلـولٍ للأزمات الإنسانية، والصراعات، ومظاهر الظلم التي يعاني منها العالم.
2- الكتاب من إصدار لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة-فلسطين وهو متوفر على موقع اللجنة على الإنترنت وبعدة لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والتركية). www.haqeeqa.com