هل يصفي جيش الإسلام حساباته مع المتشيعين بغزة ؟

بواسطة غزة – مراسل الحقيقة قراءة 2598
هل يصفي جيش الإسلام حساباته مع المتشيعين بغزة ؟
هل يصفي جيش الإسلام حساباته مع المتشيعين بغزة ؟

 

هل يصفي جيش الإسلام حساباته مع المتشيعين بغزة ؟

 

غزة – مراسل الحقيقة

 

حذر جيش الإسلام أحد الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة من مخطط صفوي شيعي يلوح في الأفق ويرسخ أقدامه على الأرض ويسعى لتخريب البلاد وإلصاق التهمة بالمجاهدين لتنفير الناس منهم.

قال تنظيم "جيش الإسلام" الفلسطيني يوم الثلاثاء 3 – 6 -2008  إنه اكتشف مجموعات شيعية في قطاع غزة تتلقى تمويلها من إيران ، وذلك في إطار ما وصفه بـ"مخطط إيراني" للسيطرة على المنطقة" ، نافياً في الوقت ذاته تبعيته التنظيمية لتنظيم "القاعدة" وإن أقر بأن أفكاره قد تتطابق مع أفكار هذا التنظيم.

وأوضح أبو محمد المقدسي أحد قادة التنظيم في مقابلة خاصة مع مجموعة من الصحافيين , ونقلتها وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن: "جيش الإسلام" اكتشف في قطاع غزة "مجموعة.. تتبع النهج الشيعي لدرجة أنهم يحيوا شعائر الشيعة الاثني عشرية، ويقومون بضرب أنفسهم بالسلاسل في بعض المناسبات". وأضاف بالقول إن هذه المجموعة "تتلقى تمويلها المباشر من إيران لتطبيق نهجها الشيعي تمهيدا للسيطرة على المنطقة".

وأشار القيادي الفلسطيني إلى أن "جيش الإسلام" أجرى اتصالات مكثفة مع عدد من التنظيمات الفلسطينية الإسلامية للاستفسار عن بعض الشخصيات التي تنتمي لهذه المجموعة "وقد تم حصر جميع الأسماء المشتبه بهم بالتشيع والذي لا يتجاوز عددهم العشرات أو بضع مئات".

وحذر المقدسي مما قال إنه "مخطط إيراني يلوح في الأفق يسعى إلى وضع موطئ قدم له على الأرض الفلسطينية" متهما إيران بالسعي لـ"ترسيخ منهجها الشيعي في قطاع غزة". وأشار إلى أن "تنظيم جيش الإسلام سيجتث أي بذرة لهذا المخطط".

وقال إن: "ما بيننا وبين إيران كما بين السماء والأرض فهم من الشيعة الرافضة، خرجوا من دين الله، وهذا يجعلنا نرفضهم، وعلينا أن نجتث كل بذرة تزرع من قبلهم في هذه الأرض ونحن سنسعى لاجتثاثهم ومنع أي تحرك لهم".

 

التحديات أمام جماعة جيش الإسلام لاستئصال عبيد طهران:

 

ظهر اسم جماعة جيش الإسلام في قطاع غزة لأول مرة بعد تنفيذ عملية " الوهم المتبدد " والتي وقع خلالها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في الأسر ولا يزال حتى اللحظة محتجزاً لدى الفصائل الفلسطينية التي شاركت مع جيش الإسلام في عملية الأسر وهي كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية .

 و جيش الإسلام عبارة عن منظمة تنشط في قطاع غزة وتختلف مع حركة حماس في كثير من الأمور حيث يؤصل كل منهم تأصيلات شرعية لنصرة رأيه ونحن هنا لسنا بصدد التحيز لطرف على طرف ولكن بصدد إيجاد آلية لقطع الطريق أمام عبدة الدولار الفارسي  .

ويبقى عمل جيش الإسلام في حدود المعقول في قطاع غزة إذا كانت  نشاطاته كلها تتكرس في العمل المقاوم والمجاهد ضد الكيان الصهيوني لكنه بلا شك سيدخل في سجال قد يعرض عناصره للخطر إذا ما تدخل في الشئون الداخلية الفلسطينية والأمنية منها، وذلك لأن حركة حماس هي من يقود غزة وهي المسئول الأمني عن كل صغيرة وكبيرة في قطاع غزة ، وأي عمل من أي تيار خارجي على الصعيد الأمني سيؤدي بلا شك إلى إحراج حركة حماس التي تحاول قدر الإمكان الظهور أمام الجميع على أنها حققت إنجازات للشعب الفلسطيني وأنها تمكنت من القضاء على الفلتان الأمني خاصة بعد أحداث منتصف يونيو من العام الماضي والتي تمكنت فيها حماس من السيطرة على غزة وبالتالي فإن حماس لن تسمح لأي طرف خارج الحكومة بالتصرف الارتجالي لأنها هي من يحكم غزة .

كما أن علاقة حركة حماس مع جيش الإسلام علاقة فاترة جداً يشوبها المد والجزر كانت في بعض الأحيان قاب قوسين أو أدنى من  المواجهة خاصة عندما قامت جماعة جيش الإسلام باختطاف الصحفي البريطاني ألان جونسون مراسل بي بي سي تلك  الحادثة التي كانت  ستؤدي إلى مقتلة عظيمة بين الطرفين ولكنها حلت بعد تشكيل لجنة شرعية بتت في الأمر وفق الشريعة الإسلامية أفرج بعدها عن جونسون .

كما أن حركة حماس قامت باعتقال مجموعة من عناصر جيش الإسلام ثبت تورطهم في عمليات تفجير ضد مؤسسات نصرانية تعمل في قطاع غزة وبالتالي فإن أي عمل عسكري ضد المتشيعين في غزة سيعيد حلقة المواجهة من جديد بين حماس وتنظيم جيش الإسلام وكلاهما سني بلا شك .

كذلك لعل من أهم المعوقات أمام جيش الإسلام هو الصراع الفكري بين حماس وجيش الإسلام حيث تحذر حماس دوماً عناصرها من الإلتفات لكل ما يصرح به جيش الإسلام وينتقد بشدة حماس وذلك من خلال تقعيد العديد من القواعد الشرعية على منهج حماس وخطواتها السياسية وتصريحات قادتها السياسيين .

حماس مطالبة بالتحرك ضد المتشيعين:

 

مما سبق يتضح أن عملية تصفية المتشيعين بغزة والوقوف أمام المخطط الصفوي ربما يكلف جيش الإسلام الكثير ، بل ربما قد يتسبب في إراقة دماء سنية سنية " حماس وجيش الإسلام " ولا يخفى على عاقل أن الساحة الفلسطينية ليست بحاجة على الإطلاق إلى مواجهات داخلية فالشعب الفلسطيني يكفيه ما فيه .

 ولكن ربما العمل والتنسيق بين هذين الطرفين قد يصب في مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني وحتى لا تكون حماس جسراً لعبور الصفويين إلى فلسطين، وينبغي لوزارة الداخلية بغزة التحرك بحزم لمن يثبت تورطه في نشر الفكر الشيعي بغزة كون ذلك لا يصب في مصلحة حماس التي طالما تغنت وقالت إن علاقتها مع إيران علاقة قائمة على تحقيق مصالح للشعب الفلسطيني ، وبالطبع فإن تشيع أي فلسطيني وشتمه للصحابة لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني ولعل العمل من جهة قانونية بعيداً عن الارتجالية سيقطع الطريق بلا شك أمام الصفويين  وحذار حذار من ترك الحبل على غاربه .

ويمكن أن تتم عملية التحرك هذه بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية تنسيقاً دقيقاً مع رفع الغطاء التنظيمي عن كل من يثبت تورطه في تشيع أهلنا في فلسطين بل وتقديمه للمحاكمة  ونحن بصدق لا زلنا حتى اللحظة نسمع بين الفينة والأخرى من يتحدث عن الصحابة ويمجد طهران وثورتها ، كل ذلك بدعم فارسي محض.

وحتى لا تتهم حماس بولائها لنظام الملالي هناك في طهران حيث تعزف حركة فتح دوماً على هذا الوتر فينبغي عليها التحرك وإظهار هذا التحرك للرأي العام.



مقالات ذات صلة