إيران تضطهد حتى جماعة الإخوان المسلمين الإيرانية!!
سني نيوز : أسامة شحادة – كاتب أردني
برغم تشدق إيران بصداقتها وعلاقتها المميزة بجماعات الإخوان المسلمين العربية إلا أنها في نفس الوقت تضطهد جماعة الإخوان في إيران والتي تعرف باسم جماعة الدعوة والإصلاح!!
ومن التناقضات العجيبة في مواقف إيران أنها حشدت مؤخراً 1000 شخص (600 من الخارج، و400 من الداخل) للمشاركة في مؤتمر الصحوة الإسلامية الأول في شهر 9/2011 إلا أنها لم تدعُ جماعة الدعوة والإصلاح لهذا المؤتمر!!
فعن أي صحوة تتحدث إيران ومتى نفهم حقيقة هذه المؤتمرات الإيرانية التي يراد بها عموماً كسب الولاء لإيران وتعزيز نفوذها، أما هذا المؤتمر فمقصوده الأول تعويض خسارة إيران شعبيتها في الشارع العربي بسبب موقفها المخزي في مساندة نظام بشار الأسد في قتل الشعب السوري، وللتعويض عن فشل لعبة مؤتمرات التقريب فلجأت إلى شعار جديد "الصحوة الإسلامية" بدلاً عن التقريب بين المذاهب الإسلامية.
جماعة الدعوة والإصلاح:
بحسب موقع الموسوعة الإخوانية فإن "جماعة الدعوة والإصلاح في إيران والتي تمثل الإخوان المسلمين في إيران، تأسست في بداية انتصار الثورة في 1979 على يد مجموعةٍ من الدعاة المتأثرين بالصحوة الإسلامية العالمية في أوساط أهل السنة والجماعة قبل ثلاثين سنة، وعلى رأسهم الشيخ ناصر سبحاني، وهي جماعة إسلامية إيرانية مستقلة ولها وجودها ورموزها في كل المحافظات التي يقطنها أهل السنة في إيران وتمارس نشاطاتها بشكل شبه رسمي.. وإن جماعة الدعوة والإصلاح مع كونها مستقلة في اتخاذ مواقفها وقراراتها، تلتزم بمبادئ حركة الإخوان المسلمين وثوابتها وتفتخر بانتمائها الفكريّ لها".
ومن خلال بعض المقالات المتناثرة في الإنترنت يمكن أن نتصور وضع جماعة الدعوة والإصلاح كما يلي:
* مركز الجماعة في طهران، ولها فروع وأعضاء ونشاطات منظمة في 12 محافظة ذات أغلبية سنية.
* لم تحصل الجماعة عل? ترخيص لبناء مسجد في طهران منذ ثلاثين سنة!! ولكن تقام صلاة الجمعة في خمسة أماكن في مدينة طهران، أشهرها في حي الصادقية الذي تشرف عليه الجماعة، ?ما أن الجماعة بجانب نشاطاتها الدعوية استطاعت - ولله الحمد - بمساعدة أهل الخير أن تقوم ببناء 1600 مسجد لأهل السنة في جميع المحافظات السنية.
* بدأوا في الآونة الأخيرة يظهرون عل? السطح بشكل تدريجي، وكانت نشاطاتهم في الماض? تتسم بالسرية والخفاء.
* ويعد الأستاذ عبد الرحمن بيراني هو الأمين العام الحالي للجماعة منذ العام 1991.
السلطات الإيرانية تقتل بعض زعماء الإخوان:
وكان من أبرز مؤسسي جماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ ناصر سبحاني والشيخ فاروق فرساد وهما من الشخصيات الإسلامية الكردية المعروفة على المستوى الإيراني، وقد أعدم أحدهما واغتيل الآخر على يد السلطات الإيرانية.
الشيخ ناصر سبحاني:
والذي يعد مؤسس الجماعة ومرشدها، ولد عام 1951 في قرية (دوريسان) التابعة لمدينة (باوه) في كردستان إيران، وبعد إكمال دراسته المتوسطة تحول إلى دراسة العلوم الشرعية ودرس على يد العلماء الكبار في ايران وحصل على الإجازة العلمية.
عندما قامت الثورة في ايران زار قادة الثورة عدة مرات وأوصل لهم مطالب الشعب الكردي.
كان رحمه الله يعتبر من كبار روّاد الصحوة الإسلامية المباركة ومن الذين زرعوا دعوة الإخوان المسلمين في إيران بمعاونة عدد من الدعاة في كردستان العراق.
اعتقل رحمه الله في حزيران 1989 في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان إيران وبقي في السجن قرابة عام. ولقد تواترت الأنباء بأنه كان طيلة بقائه في السجن صابرا محتسبا مقاوما مدافعا عن آرائه واجتهاداته، إلى أن أعلنت السلطات الإيرانية خبر استشهاده محكوما بالإعدام في يوم عيد الأضحى المبارك 1990.
الشيخ فاروق فرساد:
الشيخ فاروق فرساد، كان له دور بارز في الدعوة، وكان له حلقات علم في منطقته، اعتقل وعذب وسجن عدة سنوات ثم أبعد إلى مدينة أرومية لمدت خمس سنوات وبعد انقضاء مدة الإبعاد تم اغتياله في عام 1996م في منفاه.
البيان الأول للجماعة يكشف الظلم الواقع على أهل السنة:
أصدرت جماعة الدعوة والإصلاح السنية في إيران بيانا سياسيا في 20/4/2009 طالبت فيه المرشحين للرئاسة بوجوب العمل على تطبيق العدل ورفع جميع أشكال التمييز المذهبي والقومي ضد أهل السنة على اختلاف أعراقهم ولغاتهم، من خلال المطالب العشرة التالية:
أولا: تحقيق مطالب عامة الشعب الإيراني ووحدة التضامن الوطني التي لا تتحقق إلا بمشاركة الجميع وذلك من خلال إقامة انتخابات تنافسية حرة ونزيهة.
ثانيا: من اللائق إعطاء الأهمية لإجراء حوار متساوٍ وعادل بين الأقوام والمذاهب في البلاد وأن يُهيأ لهذا الحوار برفع الإجراءات التمييزية وتطبيق البنود المعطلة من الدستور أولا.
ثالثا: الاهتمام الجدي بتنفيذ المادة الثانية عشرة من الدستور الإيراني والتي تنص على أن في كل منطقة يتمتع أتباع أحد المذاهب بالأكثرية, فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة تكون وفق ذلك المذهب مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى وعدم التدخل في شؤونهم المذهبية.
رابعا: الاهتمام الجدي بحماية الهوية القومية واحترام ومراعاة الأقليات نظرًا لوجود التنوع الثقافي والقومي في إيران والتأكيد على تنفيذ المادة الخامسة عشرة من الدستور التي تنص على وجوب تدريس لغات تلك القومية في مختلف المراحل التعليمية.
خامسا: بما أنه يوجد نص قانوني يمنع من تسلم مواطن مسلم سني منصب رئاسة الجمهورية فإن حرمان أهل السنة من استلام حقائب وزارية نعده خرقًا لحقوقنا الأساسية ومنها حق المواطنة, لذا فإننا نصر على حضور أهل السنة في التركيبة الوزارية القادمة.
سادسا: العمل على التنمية والتوسعة الثقافية في مناطق أهل السنة مع توفير الأرضية اللازمة لذلك من خلال إعطاء التراخيص من أجل إصدار النشرات ورفع الرقابة عن الكتب الخاصة بهم.
سابعا: تفويض شؤون الأوقاف السنية بإدارة سائر الأمور الدينية ومنها على الأعم انتخاب أئمة الجمعة والجماعة وإدارة المدارس الدينية وإقامة الأعياد لأهل السنة أنفسهم.
ثامنا: الاهتمام الجدي بالتنمية الاقتصادية لمناطق أهل السنة عن طريق إقامة البنى التحتية وبناء المؤسسات الصناعية, واستخراج الثروات الطبيعية, وإيجاد فرص عمل من أجل القضاء على معضلة البطالة, ووضع ميزانية خاصة لتلك المناطق.
تاسعا: الاستفادة من طاقات أهل السنة في المناصب الإدارية في الوزارات والسفارات وحكام الأقاليم والمحافظات والمراكز العلمية والثقافية والجامعات وذلك بهدف تطبيق العدالة في توزيع المناصب الإدارية.
عاشرًا: إعادة النظر في محتوى الكتب والتعاليم الدينية والاهتمام بأصول عقيدة أهل السنة والجماعة وفِقه الإمام الأعظم والإمام الشافعي, رحمهما الله . أ.هـ
وطبعاً لا بد من الانتباه إلى اللغة الدبلوماسية التي كتبت بها هذه المطالب وهي من بدايات الظهور العلني للجماعة.
مقابلة مع الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح:
قامت صحيفة الشرق الأوسط (4/7/2010) بإجراء مقابلة مع الأمين العام للجماعة، الأستاذ عبد الرحمن محمد، عبر البريد الإلكتروني، جاء فيها:
* كيف تتعامل معكم الحكومة الإيرانية بما أنكم لستم حزبا رسميا؟
- إن الجماعة منذ بداية تأسيسها أخذت بعين الاعتبار التنوع القومي والفوارق المذهبية والخلافات التاريخية، وتعاملت معه بواقعية وحكمة، وانتهجت منهجا وسطيا في الفكر والسلوك بعيدا عن التطرف وإثارة الخلافات. فتوسعت دائرة نشاطات الجماعة ووصلت إلى جميع المحافظات التي يقطنها أهل السنة على مستوى العلماء والمدارس الشرعية الأهلية وكذلك في الوسط الطلابي والقطاع النسائي ومؤسسات المجتمع المدني، واحتفظت الجماعة بعلاقتها مع التيارات الأخرى في الداخل.
وعلى صعيد العالم الإسلامي لنا علاقات مع القيادات الفكرية والعلماء والرموز وصرنا عضوا مؤسسا في اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي وكذلك في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. نحن من جانبنا قررنا الالتزام بقاعدة الحوار وحل المشكلات بطرقها القانونية بعيدا عن الصخب الإعلامي، وفي المقابل تتعامل الحكومة معنا بشكل شبه رسمي، ونحن نرى أن هذا الأسلوب هو الأفضل لحل المشكلات، وبالأخير نحن مع الحرية للجميع والانفتاح السياسي والثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة.
* كيف ترون الموقف العربي والإسلامي من قضايا السنة ومطالبهم في إيران؟
- في حين أننا نرفض أي تدخل من قبل الدول في شؤون الآخرين، لكن نظرا لوجود الأقليات المذهبية في بعض المجتمعات الإسلامية ووجود الخلافات الفكرية والتاريخية التي ليست وليدة الحاضر وبعضها يرجع إلى ألف عام ولا يمكن وضع حلول سريعة أو عابرة لها، وكذلك وجود أرضية لإثارة هذه الخلافات وتحويلها إلى نزاعات وعداوات والاعتداء على الحقوق وتهدر بعض طاقات الأمة ?ما رأينا في دول الجوار لنا، لأن التفرق والاختلاف قد يتطوران إلى تناحر واحتراب، وهذا من الخطورة بمكان.
بناء على هذا، ?ان من الأجدر أن تعتني الحكومات والنخب الفكرية والعلماء بهذه القضايا وتتعاون في ما بينها لحل المشكلات بشكل سلمي حضاري، ولا شك أن الخلافات المذهبية جزء مهم من الواقع لا يمكن إهمالها وليس من الصحيح إثارتها، ونعتقد أن رد الفعل المتعصب تجاه التعصب المذهبي وإثارة الخلافات لن تخدم حل المشكلة، وسبق أن ?ان لنا اقتراح بهذا الشأن تم تقديمه إلى العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ?مشروع يدعو إلى إعداد وثيقة تنطوي على الحقوق والواجبات للأقليات المسلمة السنية والشيعية في البلدان الإسلامية على غرار ما شاهدناه من جهود مباركة بالنسبة إلى حقوق الأقليات المسلمة الموجودة في المجتمعات الغربية.
* من وجهة نظركم، كيف هي أوضاع السنة حاليا في إيران؟ هل ترون أن السنة يتعرضون للتمييز أو الاضطهاد؟
- إن أمل قيادات السنة بالثورة الإسلامية في إيران ?بيرا، في القضاء على الخلافات والأحقاد التاريخية وبتوفير المساواة بين المواطنين، ونجحت قيادات الثورة في كتابة دستور يلبي معظم مطالب المجتمع عموما ويصرح بالحقوق الأساسية والحريات العامة للمواطنين جميعا، إلاّ في بعض أصوله التي تنص على المذهب الرسمي الجعفري ومنع السنة من الترشح لرئاسة الجمهورية، والتي قد اعترض عليها بعض قيادات السنة آنذاك.
لكن نسبة النجاح في تطبيق الدستور ?انت أقل من المتوقع لأسباب لسنا بصدد الخوض فيها. فبالتالي، هناك مشكلات وبطبيعة الحال لا ننفي وجودها، وفي المقابل ليست كل الأبواب مغلقة. على سبيل المثال كما اشتهر موضوع عدم السماح ببناء المساجد لأهل السنة في العاصمة طهران، قد احتويناها بحل متوسط من خلال فتح عدة مصليات لإقامة صلاة الجمعة والعيدين والتراويح في العاصمة، وتتعامل الحكومة معها بالتسامح، وأحيانا تتعاون لحل بعض المشكلات الطارئة أمام هذه المصليات.
* هل تؤيدون استمرار احتلال إيران لجزر الإمارات؟
- أولا، لا نوافق على استخدام ?لمة الاحتلال، ثانيا ?لنا نعلم أن هناك خلافات حدودية بين معظم الدول في المنطقة يجدر حلها من خلال الحوار. ?ذلك بالنسبة إلى الجزر ينبغي الجلوس على طاولة الحوار وإزالة سوء التفاهم، ولا شك في أن إيران والإمارات الشقيقة تجمعهما الاشتراكات الدينية والثقافية، إلى جانب مستويات من العلاقات العائلية بين الشعبين و.. فينبغي حل هذا الخلاف بطريق سلمي وحضاري ونتمنى ذلك.
* كيف ترون محاولات التقريب بين السنة والشيعة؟
- لا شك في أن فكرة التقارب والحوار بين أتباع المذاهب ?انت ثمرة مبار?ة لجهود طيبة قامت بها قيادات بارزة للصحوة الإسلامية المعاصرة ?أمثال سيد جمال الدين ومحمد عبده ورشيد رضا والإمام البنا وعلماء الأزهر الشريف والشيخ محمد تقي القمي، فبادروا بإطلاق مشروع حكيم يرنو إلى الوحدة الإسلامية والتقارب بين أتباع المذاهب، حيث تم إنشاء أول دار للتقريب في القاهرة، و?ان هذا المشروع إحدى ثمار المدرسة الفكرية الإصلاحية التي مهدت الطريق أمام قبول الآخر والتعامل مع الآراء المخالفة من منطلق مبدأ تعدد الآراء والاجتهاد المشروع، وتعبّر عن هذا الانفتاح القاعدة الذهبية «نتعاون في ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه»، وإن جماعة الإخوان تبنت هذه الفكرة، وقد تربي جيل من المفكرين في مدرسة الإخوان عاشوا فوق الفوارق القومية واللغوية والمذهبية وتعاملوا معها تعاملا إسلاميا حضاريا، وبات هذا ديدنة الجماعة وصبغتها.
وبعد الثورة الإسلامية في إيران، تم تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وأقام هذا المجمع مؤتمرات عالمية بحضور بعض العلماء وقادة الفكر في الداخل وفي الخارج وبذل جهودا ?ثيرة وحقق أهدافا. لكن في ظل الأوضاع الراهنة التي ?ثرت فيها الخلافات والنزاعات والتحديات وتقلصت فيها نسبة الثقة المتبادلة بين الفريقين، نحن نرى أن تحقيق الهدف المنشود لمشروع الوحدة الإسلامية يتطلب إرادة قوية صادقة إلى جانب مشاركة الرموز والمرجعيات الفكرية المؤثرة من الفريقين، بالإضافة إلي مسايرة الرأي العام وإقناعه بضرورة التقارب، لأن اتفاق القيادات الفكرية والسياسية على أمر ما سهل، ولكن إقناع الشعب هو الجانب الرئيس في القضية. أ.هـ
وطبعاً واضح هنا من حديث الأستاذ عبد الرحمن محمد الدبلوماسية الزائدة في الإجابات والتي تتضح أكثر حين تُقارن بالمطالب الشيعية المتطرفة والأوصاف الجائرة التي تطلقها القيادات الشيعية والمتشيعة في الدول السنية.
فإذا كانت جماعة الإخوان الإيرانية لم تستطع بناء مسجد في طهران، منذ أكثر من 30 سنة، ولا المشاركة في الحكومة كما هو حاصل للأقليات الشيعية في دول الخليج، وإدارة مؤسساتهم الدينية والتعليمية بحرية وفق مذهبهم، ولا الحصول على العدالة في الحقوق الأساسية، فهل يمكن لعاقل أن يصدق رغبة إيران بالتعاون والوحدة مع السنة خارج إيران؟؟؟
المصدر : الراصد نت .