"شيعة واشنطن" يضعون خطة للقضاء على الوهابية
نقلاً عن شبكة الراصد الإسلامية : واشنطن – وطن.
قدم نزار حيدر، مدير مركز الإعلام العراقي بواشنطن في المهرجان الخطابي الذي نظمته الجاليات المسلمة في مركز الإمام علي (عليه السلام) في العاصمة الأميركية واشنطن 17/6/2007 خطة لضرب الدعوة الوهابية ، ومع أن الشيعة لا وزن لهم في أمريكا إلا أنهم يعملون لنشر باطلهم في ساحة فارغة من التوعية والتوضيح بحقيقة الدعوة السلفية الوهابية ، وهذه الخطة مليئة بالأكاذيب والافتراءات ، وهي تقوم على مغالطة كبرى وهي الخلط بين الدعوة السلفية الوهابية والدولة السعودية وبين تنظيم القاعدة ، رغم أن الدعوة السلفية والدولة السعودية تبرأت من تنظيم القاعدة علناً بل هما من أكبر المتضررين من أعمال تنظيم القاعدة ، فلا يجوز تحميل أخطاء وجرائم تنظيم القاعدة للدعوة السلفية أو الدولة السعودية.
ولما كان من سنن الله في كونه أن الفوضى لا تغلب النظام ولو كان النظام لترويج باطل !! ولتحذير أهل الشأن نقدم مجمل هذه الخطة.
ومن الملفت للنظر أن هذه الخطة هي ما تقوم إيران والقوى المتحالفة معها حاليا ًبتنفيذه على أرض الواقع لمن يتأمل !! الراصد
إن خطر الوهابية لا يقتصر على الشيعة فقط، بالرغم من أنهم المتضرر الأول منها وأنهم اكبر ضحاياها منذ نشوئها قبل أكثر من قرنين ولحد الآن، بسبب عدائها لمدرسة أهل بيت النبوة والرسالة، وإنما يتعدى ذلك إلى البشرية جمعاء بغض النظر عن الدين أو المذهب أو الاتجاه الفكري، فمثل خطرها كمثل الخطر العالمي الذي كانت تمثله النازية والفاشية منتصف القرن الماضي، أو كمثل الشيوعية خلال القرن الماضي بأكمله تقريباً.
إن الوهابية حزب سياسي تلفع بالدين، فهي ليست مذهب من مذاهب المسلمين أبداً، كما إنها ليست حركة إصلاحية، كما يحاول بعض الكتاب والباحثين تصويرها، بل هي حركة تدميرية هدامة، تعتمد الإلغاء والإقصاء والتكفير وعدم الاعتراف بالآخر ما لم يلتزم بكل ما تذهب إليه، إنها حركة تدميرية تلجا إلى كل الوسائل غير الشريفة للوصول إلى أهدافها ونيل مآربها، وعلى رأس هذه الوسائل، القتل وانتهاك الأعراض واستباحة الحرمات والاستيلاء على مال (العدو) الوهمي.
إنها فكر شمولي خطير يعتمد التطرف والعنف والكراهية وإلغاء الآخر والحقد والتكفير لتصفية الخصم، فهي خطر على الشيعة كما إنها خطر على السنة، وخطر على الإسلام كما إنها خطر على المسيحية، ويخطئ من يظن أنها في خدمة هذا المذهب أو ذاك الآخر من المذاهب الإسلامية، إنها في نهاية المطاف فكر هدام يسعى لتدمير الإسلام من خلال تصويره وكأنه دين القتل والتدمير والعنف والذبح، أو كأنه دين لا يعترف بأحد ما لم يسلم أمره إليهم جملة وتفصيلا وبلا نقاش أو حوار، أو انه دين متخلف لا يعترف بالآخر ولا يعتمد الحوار والمنطق والدليل العقلي، ولا يعترف بالأديان السماوية الأخرى، أو انه دين لا يعتقد بالتعايش بين بني البشر الذين قال عنهم الإمام أمير المؤمنين في وصيته إلى ابنه الإمام الحسن عليهما السلام {الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نضير لك في الخلق} أو انه دين لا يعترف بالتعدد والتنوع الذي خلقه الله تعالى من اجل خير وصلاح البشرية، من خلال التعارف والتواصل وتاليا التكامل. ( واضح جداً حجم الكذب والافتراء على الدعوة السلفية مع وضوح نفس التكفير للدعوة السلفية وهو حقيقة موقف الشيعة من مخالفيهم . الراصد ) .
إذا أراد المسلمون أن ينقذوا دينهم من التضليل والخداع والغش، وإذا أرادوا أن يوضحوا الصورة الحقيقية التي عليها دينهم الحنيف، وإذا أرادوا أن يردوا على الشبهات التي تحوم حول دينهم المقدس، وإذا أرادوا أن ينقذوا شباب الأمة والجيل الصاعد من أبنائهم من خطر الوقوع في فخ وشراك مجموعات العنف والإرهاب التي ترتدي عباءة الإسلام، إذا أرادوا كل ذلك، فعليهم أن يقاطعوا الوهابية ويحاربونها ويقضون عليها قبل أن تقضي عليهم وعلى دينهم، بعد أن تحولت الوهابية اليوم إلى أداة طيعة ومعول هدام بيد كل متخلف وجاهل يسعى إلى تدمير الإسلام وهدم أركانه، من وعاظ سلاطين وحكام جور وأجهزة مخابرات دولية ومؤسسات تناصب الإسلام الحنيف العداء المستحكم.
على المسلمين بمختلف مذاهبهم، أن يميزوا أنفسهم عن الوهابية، وان يتبرؤوا منها، كما أن عليهم أن يوضحوا للعالم بان الوهابية لا تمثل الإسلام وان فقهاءها وعلماءها فئة ضالة تحاول تسخير الدين لخدمة أغراضها الدنيوية الدنيئة، وأنهم يتلفعون بالدين والدين منهم براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
إن من العيب حقا ومن المخجل أن تصادر حفنة من وعاظ السلاطين ومن فقهاء البلاط من فقهاء التكفير الذين سخرهم آل سعود وأمثالهم لخدمة أغراضهم السياسية الدنيئة، إن من العيب أن تصادر مثل هذه الحفنة السيئة الإسلام لتتاجر به، لتخدع العالم بان أمراء ساقطين تافهين مثل أمراء آل سعود هم ولاة الأمر، وهم ممن لم يفقه بكتاب الله تعالى آية، فكيف سوقهم فقهاء البلاط للأمة وكأنهم ولاة الأمر؟ أليس ذلك لأمر مخجل؟ فأين إذن علماء الأمة الأمناء وفقهاءها المتدينون وولاتها الملتزمون؟.
إن مثل هذا النوع من البشر لا يمكن ردعه ولا يمكن أن نضع حدا لجرائمه البشعة ضد الإنسان، ومن المستحيل وقفه عند حد معين ما لم يتم التعامل معه بكل قسوة وغلظة ليرتدع ويتوقف عن ارتكاب الجريمة المنظمة، ولذلك جاء الخطاب القرآني مع أمثال هؤلاء قاسيا وعنيفا ورادعا وشديدا جدا لا رحمة فيه ولا لين ولا تسامح، لان خطر أمثال هؤلاء كبيرا جدا قد يؤدي إلى كوارث اجتماعية وإنسانية مرعبة والى فساد كبير ما لم يتم التعامل معهم بمثل هذه القسوة.
ومن اجل أن لا نتكلم كثيرا ونفعل القليل، كما هي عادتنا في كل مرة يرتكب فيها المجرمون أعمالهم البشعة، قال نـــــزار حيدر، دعونا نحدد تفاصيل مشروع عمل للقضاء على الفكر الوهابي والى الأبد.
أولاً؛ التحرك على هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، من اجل إصدار قرار دولي يجرم الوهابية، باعتبارها فكر شمولي تدميري لا إنساني يشكل خطرا على البشرية.
ومن اجل تشكيل قناعة دولية بهذا الصدد، يلزم تذكير المجتمع الدولي ببعض الحقائق الدامغة التي تؤكد هذه الحقيقة التي نذهب إليها، منها، على سبيل المثال لا الحصر، أن تنظيم القاعدة الوهابي التكفيري تمكن حتى الآن من تجنيد عناصر إلى صفوفه ينتمون إلى أكثر من (57) دولة، ما يعني انه نجح في تجنيد رعايا دول أوربية كذلك بالإضافة إلى رعايا الدول العربية والإسلامية، وربما سينجح في تجنيد مواطنين من القارة الأميركية واستراليا وكل دول العالم، ما لم يواجه بقرار دولي يجرمه كفكر لا إنساني تدميري، وعندها سيتضاعف خطره على البشرية، ومنها كذلك أن حركة طالبان الإرهابية التكفيرية، التي كانت الملجأ والملاذ الآمن لهذا التنظيم الإرهابي، هي التي ورطت المجتمع الدولي بحرب طارئة لم تكن البشرية بحاجة إليها، ولو لم تتمكن طالبان من الوصول إلى السلطة في أفغانستان لتطلق النار من هناك على المجتمع الدولي وبالتالي لتهدد السلم والأمن الدوليين، كما إن تنظيم القاعدة الإرهابي ضرب بعملياته الإجرامية العالم في الاتجاهات الأربعة، فلم يسلم من شره بلد أو شعب من الشعوب في هذا العالم المترامي الأطراف، بعد أن اصدر فتوى كفر فيها العالم اجمع، ما يعني أن خطره عالميا وليس إقليميا أو محليا.
أما الدور التدميري السيئ الذي تلعبه الوهابية والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها في العراق، فهي علامة واضحة لتحدي إرادة العراقيين والمجتمع الدولي الذي يقف إلى جانبهم في مساعيهم الرامية إلى بناء النظام السياسي الديمقراطي للعراق الجديد، في إطار قرارات الشرعية الدولية، فلا يخفى على احد، ولا يمكن أن يتساهل معه احد أبداً، لأنه تدميريا بكل معنى الكلمة، لدرجة انه بات يشكل تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي.
على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية في التصدي لخطر هذا الحزب المتخلف، فكما تعاون المجتمع الدولي واتفق واتحد ووضع يدا بيد للقضاء على النازية في ألمانيا، بعد أن تأكد له بان خطرها عالميا وشاملا وليس محليا أو إقليميا، من خلال الحرب المدمرة التي شنتها على العالم، لدرجة أن ألمانيا لا زالت تدفع تعويضات تلك الحرب وما سببته من مآسي على البشرية، من جانب، ولدرجة، من جانب آخر، لا زال المتقدم لطلب الجنسية الأميركية يسأل عما إذا كان في يوم من الأيام قد عمل في صفوف النازية أو أي من مؤسساتها وهيئاتها، بالرغم من مرور أكثر من (60) عاما على نهاية أسطورة النازية، وبالرغم من تقادم الأجيال، كذلك يجب أن يصدر المجتمع الدولي قرارا يجرم فيه الوهابية ويطارد زعاماتها وأنصارها وكل من يتعاطف معها من قريب أو بعيد، سلطة كانت أم مؤسسة أم شخص، حالها حال النازية والشوفينية والشيوعية، وكل الأفكار العنفية الإرهابية الهدامة، التي تقوم في فلسفتها الفكرية والثقافية على القتل والتدمير والسعي لإلغاء الآخر، ومطالبة كل متورط بدفع التعويضات للضحايا والمتضررين منها .
ثانيا؛ التحرك على الهيئات الدولية، والعالمية، كالأميركية والاروربية، لإدراج زعماء وفقهاء التكفير في القائمة السوداء، لحرمانهم من المال وحرية الحركة والاتصال بالعالم، لمحاصرتهم وتحديد خطرهم وتاليا للقضاء عليهم نهائيا، وكلنا يعرف جيدا ما للفتوى (الدينية) من اثر كبير على عملية غسيل الدماغ التي يتعرض لها المغفلون من الشباب في مختلف دول العالم والتي من خلالها نجح الإرهابيون التكفيريون في تجنيدهم إلى صفوفهم، وتحويلهم إلى كتل ناسفة وملتهبة تدمر الإنسان والحضارة وتهدد البشرية بمخاطر جمة.
ثالثا؛ التحرك على هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يمهل نظام آل سعود مدة زمنية محددة للتبرؤ علنا وبكل صراحة ووضوح من الحزب الوهابي، والبدء بتصفية أوكاره وتجفيف البرك العفنة والمستنقعات الآسنة التي يعيش فيها.
لقد وعد السعوديون، بعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مباشرة، المجتمع الدولي، بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم، وأنهم سيفعلون المستحيل من اجل القضاء على الفكر الوهابي المتخلف الإرهابي بعد أن تأكد للجميع من انه هو الذي يقف وراء العقلية والثقافة التي هزت العالم بتلك الأحداث، إلا أنهم لم يفعلوا ما يلزم عليهم فعله إذ لا زال الوهابيون هم الآمرون والناهون في مؤسسات الدولة السعودية، ولا زالت مدارسهم ومراكزهم أعشاش ومفقسات تفرخ الإرهاب وترعى الإرهابيين، ولا زال المال والفتوى والإعلام وكل شئ في خدمتهم، يتأسس وينمو ويكبر ويصدر في السعودية ومنها ومن بقية دول الخليج.
لذلك يجب أن يحدد المجتمع الدولي مهلة زمنية محددة وثابتة للنظام في السعودية للإسراع في تصفية الفكر الوهابي، وإلا فيجب أن يتم التعامل مع الوهابية وأسرة آل سعود على أنهما وجهان لعملة واحدة هي الإرهاب، وأنهما شريكان في كل قطرة دم تراق في هذا العالم باسم الدين والدين منهم براء.
إن أي محاولة لتبرئة آل سعود من المسؤولية هو وهم ووهم كبير جدا، إذ ما كان باستطاعة الوهابية أن يشتد عودها بهذا الشكل المرعب إن لم تجد الحواضن الدافئة في السعودية وأمثالها من دول المنطقة، تنفق عليها المال وتدافع عنها وتصد عنها الهجمات وتغطيها بالإعلام والدعاية وتهئ لها كل مستلزمات القوة والديمومة والاستمرارية والانتشار، ولذلك لا يعقل أن نحارب القاعدة في العراق، مثلا، في الوقت الذي لا زال فيه مجرى نهر الإرهاب والعنف يصب في بلاد الرافدين قادما من السعودية والكويت وقطر والإمارات والأردن ومصر والباكستان وغيرها من الدول التي تحتضن الإرهابيين، وقبلهم مصنع الفكر الذي ينتج هذا العنف والإرهاب، والعناصر المستعدة لتفجير نفسها لتقتل الأبرياء في كل مكان.
إنها حرب استنزاف يديرها آل سعود وأمثالهم، بأدوات الوهابيين والتنظيمات الإرهابية، فلا يجب أن ننخدع بها أبداً، وقديما قيل، إذا أردت أن تقضي على الحية وتبعد عنك خطرها، بادر على الفور إلى قطع رأسها، ولا تلتهي أو تنشغل بذيلها.
إن خطر دور آل سعود في دعم وإسناد الوهابية، يتمثل في أن السلطة والمال والبترول والإعلام (السعودي) كلها في خدمتهم، ولذلك لا يمكن الفصل بين آل سعود والوهابية، إلا إذا قررت الأسرة أن تفك ارتباطها العضوي مع هذا الحزب الإرهابي المتخلف.
رابعا؛ تنظيم ملفات موثقة وعلمية ودقيقة وبكل اللغات العالمية الحية وغير الحية بجرائم الحزب الوهابي منذ تأسيسه وتمكينه وانتشاره بتحالفه مع أسرة آل سعود ولحد الآن، بالأسماء والتواريخ والصور والأماكن، ليطلع الرأي العام على وسائله التدميرية التي سخرها لبسط نفوذه، وكيف انه اصدر فتاوى القتل والتدمير والغزو الهمجي البربري ووضعها في خدمة آل سعود ليبسطوا بها نفوذهم في المنطقة، وليتعرف الرأي العام على حجم الخطر الذي يشكله هذا الحزب الخطير بأفكاره ووسائله، من خلال التعرف على مساحة ضحاياه الجغرافية.
خامسا؛ تنظيم ملفات موثقة، وبمختلف اللغات العالمية كذلك، بكل فتاوى التكفير، على مدى القرنين الماضين، أي منذ تأسيس الحزب الوهابي ولحد الآن، مشفوعة بالبطاقة الشخصية لـ (الفقيه) الذي أصدرها، ليس فقط تلك الفتاوى التي تكفر الشيعة، أبدا، وإنما كل الفتاوى التي تكفر الشيعي والسني والمسيحي واليهودي وأصحاب بقية الديانات الأخرى، سواء السماوية منها وغير السماوية كالمجوسية والصابئة التي ذكرهما القرآن الكريم اعترافا بهما وبمن يتبعهما، كدليل على اعتراف الإسلام بالآخر، مهما اختلف مع الله ورسالته الخاتمة.
ومن المهم جدا أن تشفع هذه الملفات كذلك، بفتاوى القتل واستباحة الدماء والحرمات والأعراض والأموال، فان مصادر التاريخ الحديث تكتظ بمثل هذه الفتاوى التي راح ضحيتها الملايين من الأبرياء من مسلمين ومسيحيين ويهود، وعلى وجه التحديد من شيعة، وان ما نراه اليوم من قتل منظم للشيعي أولا ومن ثم للمسيحي واليوم للسني على يد تنظيمات الوهابيين الإرهابية في العراق، إنما هو غيض من فيض جرائمهم، وان ما نراه اليوم في العراق من تحالف الوهابية مع أيتام النظام البائد، واتفاقهم على القتل وتحالفهم على تدمير العراق، على قاعدة علي وعلى أعدائي، إنما بسبب التلازم والتشابه بين فكر الحزبين القائم على الإلغاء وعدم الاعتراف بالآخر بأي شكل من الأشكال.
كما يجب أن تشفع هذه الملفات بملفات أخرى توثق الأماكن المقدسة التي تم تدميرها بفتاوى التكفير الوهابي من مساجد ومراقد مقدسة ومزارات وكنائس ودور عبادة ونصب تذكارية يحترمها أصحابها وغير ذلك.
سادسا؛ تنظيم حملة إعلامية وسياسية ودبلوماسية منظمة ومستمرة لفضح هذا النهج الدموي التدميري المتخلف، وتحذير الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي من خطره، ليس على العرب والمسلمين فحسب، وإنما على البشرية جمعاء.
ويجب أن تسخر مثل هذه الحملة كل الوسائل والأدوات الحضارية والتكنولوجية لتصل إلى كل العالم، فالإعلام والندوات والتظاهرات السلمية ومعارض الصور والأفلام والمسلسلات بعض هذه الوسائل.
على العرب والمسلمين أن يعوا جيدا بان الوهابية لا تخدمهم وهي الضرر الأول والخطر الأكبر المحدق بدينهم، فالوهابية شوهت صورة الإسلام، وقلبت الحقائق ولوت عنق الحقيقة خدمة لأغراضها الدنيئة.
كما إن على العالم (المسيحي) على وجه التحديد، أن يتيقن كذلك من أن خطر الفكر الوهابي لا يقتصر على العرب والمسلمين فقط وإنما يتهدد المجتمع الدولي وكل المجتمعات الحرة، وإنها خطر محدق بالسلام العالمي، وان ما نراه اليوم من جرائم القتل والتهجير وتدمير دور العبادة التي يتعرض لها المسيحيون وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى من غير المسلمين في العراق، إنما هي رسالة القوم إلى كل العالم، فاليوم العراق وغدا كل العالم، الذي سيحوله الإرهابيون من الوهابيين والتكفيريين إلى عراق كبير يعيثون فيه فسادا وقتلا وتدميرا، والى مسرح كبير للجريمة.
لقد عاد الوهابيون، وللأسف الشديد، ليستغلوا الحرية التي يعيشونها في بلاد الغرب، ومنها أميركا، ليحولوا المساجد والمدارس الدينية وحلقات الذكر الديني، إلى أوكار لتدريس الكراهية والتكفير والحقد على الآخر، وان على سلطات هذه البلدان أن تنتبه إلى ما يخطط له وينفذه هؤلاء التكفيريون التضليليون، قبل أن ينجحوا في تجنيد العناصر الساذجة والبسيطة في الثقافة والتفكير والعاطفية، لخدمة مشاريعهم التكفيرية القاتلة والمدمرة.
كما إن عليهم الانتباه إلى الدور الخطير الذي تلعبه سفارات نظام آل سعود في مثل هذه البلدان، من خلال الدعم المالي والتغطية الدبلوماسية للعناصر الوهابية التي عادت تنتشر في كل مكان، مستغلة أجواء الحرية والديمقراطية التي يتمتعون بها في البلدان الحرة.
ومن اجل كل ذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يتعامل مع الوهابية بمنطق القرآن الكريم الذي يقول عز من قائل {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فسادا في الأرض أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب اليم} لردعهم والى الأبد، ما لم يغيروا.