حزب الله..يستبدل القدس بحلب

بواسطة طارق السيد قراءة 1602
حزب الله..يستبدل القدس بحلب
حزب الله..يستبدل القدس بحلب

2016-7-19

طارق السيد

 

 

لم يتخلَّ «حزب الله» عن القدس منذ أن دخل الحرب السورية كطرف مساند أساسي للنظام الحاقد نظام بشار الأسد في العام 2011، بل فعلها يوم أدار فوهة مدفعيته باتجاه بيروت والجبل والشمال ويوم استعاد لبنان كله في السابع من أيار/مايو العام 2007.

تطوّع «حزب الله» لقتل الشعب السوري ومن قبلها تطوّع لقتل الشعب العراقي ولاحقًا اليمني. هذه طبيعة الحزب الميليشياوي المبني في الباطن على عقيدة الدم والقتل والتنكيل وأكل حقوق المقهورين والمُضطهدين. أما في الظاهر، فهناك الرايات والشعارات التي تتحدث ليلًا ونهارًا عن الظلم والمظلومية والحرمان، ومن هنا يُعرف بأنه حزب يُمارس التقية في أفعاله لإخفاء مخططاته الهادفة إلى تسليم المنطقة لـ«ولاية الفقيه» وإلحاقها بالمد الفارسي الذي دخل المنطقة من باب «التعاطف» مع الشعوب المظلومة ونصرتها.

تحوّلت القدس بالنسبة إلى «حزب الله» إلى ذكرى يُحتفى بها مرة واحدة في كل عام، وهي التي احتلت أولوياته منذ نشأته في العام 1982 إلى العام 2011 أي قبل اندلاع الثورة السورية. اليوم أصبحت حلب هي وجهة الحرب بالنسبة إلى الحزب وهي المشروع الذي بدأ يستقطب عليه آلاف المقاتلين من دول متعددة وذلك بعد أن أصبحت قضية القدس خاسرة بالنسبة له، وما عاد يستطيع أن يحشد من خلالها لا الدعم البشري ولا الدعم المادي، فباتت قضية خاسرة ولذلك كانت حلب هي البديلة.

في حلب يقتل «حزب الله» عناصره من خلال زجه بهم في حرب غير مُتكافئة خصوصًا أنه يُقاتل أصحاب أرض يعود تاريخها إلى آلاف السنين وهم فيها متجذرون لا تُغنيهم عن حبّة تراب منها، كل جوازات سفر العالم. لكن السؤال هو، لماذا يُبيح الحزب لنفسه الدفاع عن أرضه ومعتقداته المستوردة من الخارج، بينما يُحرّم على الشعب السوري القيام بالأمر نفسه للدفاع عن وطنه وأرضه، هذا مع العلم أن حركات المقاومة في العالم، هي الرد الطبيعي على الغزو والاحتلالات ومشاريع الهيمنة والتسلط، وهي تشكل وحدها ضمانة تحقيق العدالة والاستقرار والسلام، سواء كانت مقاومة مسلحة أو سلمية.

يكاد المواطن العربي يجزم، بأن كلمة إسرائيل قد سقطت من قاموس حزب الله في المعنيين السياسي والعسكري بعدما ترسخت الحرب السورية في مفهومه وأصبحت بوصلة العقيدة والمقاومة بذاك الاتجاه. لم يعد للخليل الذي سبق للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أن دعا مقاتليه إلى التحضر ليوم يطلب منه احتلاله أو السيطرة عليه، لم تعد له أي أهمية لا عسكرية ولا معنوية. فاليوم عنوان المعركة هو حلب وهي التي قال عنها نصرالله إنها «أم المعارك وإن القتال دفاعًا عنها هو دفاع عن سوريا والمنطقة بأسرها».

يُصر «حزب الله» على إغراق نفسه في سوريا، في بلد لم يسبق أن مدت له سوى الخير في الحرب والسلم. سوريا التي استقبلت جمهور وبيئة الحزب في زمن الحرب وهي التي حمت ظهر الحزب في أكثر من موقعة ونقطة، ها هو الجميل يُرد لها بالتدمير وقتل أبنائها وبإرسال مقاتلين للتنكيل بشبابها فقط لأنهم يُريدون العيش بكرامة.

يُصر «حزب الله» على أن يُحوّل سوريا إلى واحة للإرهاب ولو في مخيلة كل شيعي طالما أن هذا الأمر يخدمه لعشرات السنين، وهو الذي ابتكر لأبناء طائفته جماعة «التكفيريين» و«شيطن» لهم جيران جمعت بينهم الألفة والمودة والقرابة في بيروت والجنوب والبقاع.

في «حزب الله» توجد فئة غير قليلة تُقاتل في سوريا عن اقتناع بأن هناك «تكفيريين» يجب أن يُقتلوا، وهناك فئة غير قليلة أيضًا، تُقاتل خوفًا من أن تطالها اتهامات بالتواطؤ أو الخوف أو حتّى العمالة. لكن هناك فئة ثالثة، تُدرك حجم الأخطار التي سوف يجلبه لها هذا القتال في سوريا ولو بعد عشرات السنين. فهناك أجيال تربو على الحقد وينمو في داخلها حب الثأر للوالد أو الأخ أو الأم. والبعض من هذه الفئة لا يستبعد أن يأتي يوم ويُعيد فيه نصرالله كلامه «لو كنت أعلم».

المصدر: موقع قناة الاحواز الفضائية.



مقالات ذات صلة