تحل "ذكرى ميلاد بوذا" اليوم، وهو أحد الشخصيات المشهورة في آسيا والعالم أجمع، والذى استطاع أن يحول الأفكار إلى عقيدة أو ديانة، ومثال ذلك يوجد العديد من النماذج على هذا المنوال، فهناك على سبيل المثال البهائية، طائفة دينية تأسست فى ستينيات القرن التاسع عشر على يد البهاء الله (١٨١٧-١٨٩٢)، وهناك من يؤكد أن تلك العقيدة خرجت من رحم الشيعة.
وحسب كتاب "دراسات عن البهائية والبابية" تأليف محب الدين الخطيب وعلى على منصور ومحمد كرد على ومحمد فاضل، "فإن الدين البهائى الجديد منبثق عن العقيدة الشيعية، وقد تمخضت عنه بيئتها في إيران، وقد سبقته إرهاصات أولها دعوة رجل من شيعة العراق يدعى أحمد زين الدين الاحسائى "1157 م"، وله أتباع إلى الآن يسمون "الشيخية"، وتلاه داعية آخر من شيعة إيران يدعى كاظم الرشتي "1209مـ1259"ـ ثم تأثر بهما وبتلاميذهما شاب عامي من تجار إيران اسمه على محمد الشيرازي "1235 ـ1266 هـ".
وأوضح كتاب "دراسات عن البهائية والبابية"، أن هؤلاء الثلاثة وكثيرين غيرهم معهم كانوا طلائع البهائية والتجارب الولى لظهورها، وكانوا يرمون إلى غرض واحد هو إكمال الخطوة التالية التي كان يطمع فيها غلاة المنحرفين من الف سنة، وهى إعلان تغيير دين الإسلام في عقائدة وتشريعه وانظمته وجميع أهدافه.
ويرى البهائيون الديانات بصورة عامة على أنها دين واحد فتحت طياته شيئا فشيئا، ويمثل بهاء الله مؤسس الدين البهائى، أحدث الحلقات فى تعاقب هؤلاء "المربين الإلهيين"، ولكنه ليس آخرهم، فالبهائيون يعتقدون بدوام حاجة البشر إلى "التربية الإلهية" ويعتقدون بـ"مجيء رسل آخرين فى المستقبل"، ولكن بعد ألف سنة على الأقل من ظهور "الرسالة السابقة".
الدين البهائى يؤكد أن "الوحي لا يزال مستمراً"، وبأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينتهم كالخاتم يزين الإصبع، كما أنه يحرم ذكر الله فى الأماكن العامة ولو بصوت خافت، كما جاء فى كتاب "الأقدس".
وتشير الكتب البهائية إلى أنهم لا يؤمنون بالعذاب والثواب المادي بعد الموت، بل يؤمنون بالعذاب الروحي، كما أنهم لا يؤمنون بالجنة أو النار، ولا يؤمنون باستمرار الحياة الجسدية أو المادية للفرد بعد ، كما أنهم لا يؤمنون بالملائكة والجن.
اليوم السابع
15/8/1441
8/4/2020