أوجه العلاقة بين تكفيريِّي داعش ومُتشيِّعي الصَّابرين

بواسطة عبد الرحمن مسلم قراءة 2051
أوجه العلاقة بين تكفيريِّي داعش ومُتشيِّعي الصَّابرين
أوجه العلاقة بين تكفيريِّي داعش ومُتشيِّعي الصَّابرين

عبد الرحمن مسلم

2015-11-1

عمل كثيرٌ من المفكِّرين والباحثين على إيجاد علاقةٍ بين الشيعة من جهةٍ وداعش من جهةٍ أخرى؛ مستندين في تقريرهم لهذه العلاقة على ركائز متعدِّدة، منها بعض التقارير الاستخباراتيَّة المسرَّبة، أو السُّلوك الميداني على الأرض لكلا الفريقيْن، وغير ذلك من الأمور.

لكن ما نحن بصدد الحديث عنه هو من أكثر المواضيع حساسيةً وتعقيدًا، وهو العلاقة بين التكفيريِّين المقيمين في قطاع غزَّة، وحركة الصابرين –الشيعيَّة-العاملة في قطاع غزة.

وتتعدَّد أوجه العلاقة وتتنوَّع بين هذيْن الفريقيْن، وسنحاول في هذه السطور الوقوف على أبرز وجوه هذا العلاقة من خلال:

1- الفريقان يعْتَنِقَان عقيدةً فاسدةً منحرفةً؛ فالتكفيريُّين يُكفِّرون المجتمع الغزِّي بالجُملة، ويروْن الخروج على وليِّ الأمر، ويشقُّون عصا جماعة المسلمين، ويُمارسون ذلك عمليًّا-في بعض الأحيان-.

أمَّا الشِّيعة وأشياعهم وأتْباعهم فمن التَّرف الحديث عنهم؛ فمعتقداتهم الفاسدة واضحة، وأقوالهم وأفعالهم تشهد على بطلان مذهبهم.

2- الطَّرفان يعْملان لصالح أطراف وأجندات خارجيَّة مشبوهة، لا ترقب في قطاع غزَّة إلًّا ولا ذمَّةً.

فلقد بات من المؤكَّد أنَّه ما من مصلحةٍ شرعيَّةٍ ولا سياسيَّةٍ ولا مجتمعيَّةٍ –على الأقل في الوقت الحالي-من الزجِّ بقطاع غزَّة في مواجهةٍ مع العدو الصهيوني الغاشم غير محسوبة النتائج في ظلِّ تعقيدات الوضع الفلسطينيِّ الداخليِّ، والظرف الإقليمي الرَّاهن.

إلَّا أن سلوك الطرفين على الأرض – التكفيريِّين والمُتشيِّعين –  يُثبت بما لا يدع مجالًا للشكِّ محاولاتهم المستمرَّة لخرق الإجماع الوطني الفلسطيني القائم على تجنيب غزة ويلات الحرب في هذا الوقت الرَّاهن والعصيب، وسعْيهم الحثيث لإشعال جبهة غزة، وحتى لا يكون حديثنا رجمًا بالغيْب، أو ادِّعاءً بغير بُرهان، نسوق للقارئ عدَّة أدلَّة تُثْبِت ذلك:

1- قذْف المدن الصهيونيَّة الواقعة على غلاف غزَّة بالصواريخ قصيرة المدى، والتي لا تُلْحِقُ أيّ أذيَّة بشريَّة أو ماديَّة بالعدو الصهيوني، ويتبنَّى هذا الفعل ما يُسمَّى بـسرية الشيخ عمر حديد الموالية لما يُسمَّى بتنظيم الدولة الإسلامية.

والجدير ذكره أنَّه عقب كل عملية لإطلاق صاروخ تجاه العدو الصهيوني الغاصب – ولو سقط هذا الصاروخ على السِّياج الفاصل - يقوم العدو الصهيوني بالردِّ تجاه أهداف حسَّاسةٍ تابعةٍ للمجاهدين الفلسطينيِّين؛ كقيام العدو باستهداف أنفاق المقاومة التي تحفرها لمواجهة العدو الصهيوني، وكذلك استهدافه لكاميرات وأبراج المراقبة التي استحدثها المجاهدون لمراقبة تحرَّكات العدو الصهيوني، أو استهداف قوَّات الاحتلال لمصانع وورشٍ لتصنيع السلاح.

2- قيام عناصر من الذراع العسكري لما يُسمَّى بحركة الصابرين بالتحرُّش بالعدوِّ الصهيونيِّ عن طريق إطلاق بعض الرَّصاصات المشبوهة تجاه عربةٍ عسكريَّةٍ صهيونيَّة مصفَّحة، وبالتالي لا تُسبِّب هذه الرصاصات الطائشة أيّ أذيَّةٍ للعدوِّ الصهيونيِّ.

واللافت هنا، أنَّ مُوالي ما يُعْرف بتنظيم الدَّولة الإسلاميَّة عند قيامهم بعملٍ تجاه العدوِّ الصهيوني يقومون بتبنِّي ذلك، والإعلان رسميًّا، أما عناصر الذراع العسكري لما يُسمَّى بحركة الصابرين فإنَّهم يعملون بالخفاء، ولا يُعْلِنون عن أفعالهم، ولكن كشف الله مكرهم باستهداف العدوِّ لأبرز قادتهم، وقتْله؛ فقاموا بالاعتراف بأنَّ قتيلهم (أحمد السِّرحي) كان يمارس عمليَّات تجاه العدو الصهيوني.

وليس بغريبٍ قولنا أنَّ الحرب الثالثة على غزَّة، والتي اندلعت منتصف عام 2014م كان أحد أهم أسباب اندلاعها هو قيام تلك المجموعات المشبوهة بالتحرُّش بالعدوِّ الصهيوني، وعند قيام الحرب لا تسمع لهم رِكْزًا، ويختبئون في جحورهم.

وإذا أردت أن تعْلم من الفاعل الحقيقيِّ فابحث عن المستفيد!

3- المعلومات المؤكَّدة الواردة من الأجهزة الأمنية العاملة في قطاع غزَّة تُظْهر أنَّ هناك تقاربًا وتنسيقًا بين الفريقيْن في بعض الأعمال الميدانيَّة على الرَّغم من الاختلاف الظاهريِّ لعقيدة وأفكار كلا الفريقيْن، ولعلَّ اعتقال الأجهزة الأمنية في غزَّة لأحمد السرحي (أحد مسؤولي الذراع العسكري لحركة الصابرين ومؤسس سرايا الرسول الأعظم والذي قتله العدو الصهيوني مؤخَّرًا إثر نشاطٍ كان يقوم به على الحدود) على خلفيَّة اتِّهامه بتهريب عُنصرين من أنصار ما يُسمَّى بالدولة الإسلاميَّة مطلوبيْن للأجهزة الأمنية إلى مصر عبر الحدود الفلسطينيَّة المصريَّة يُثْبت حجم التَّنسيق بين الجهتيْن !



مقالات ذات صلة