فلسطينيو العراق يصلون الهند طلباً للأمان.

بواسطة تقرير قراءة 1560

فلسطينيو العراق يصلون الهند طلباً للأمان.

 

يعيش الفلسطيني نسيم جمال محمد البالغ الـ24 من العمر في احد أحياء نيودلهي البائسة حيث وصل بعد أن عانى الأمرين وواجه سلسلة من المآسي.

وشاء القدر أن يولد نسيم اللاجئ الفلسطيني في بغداد بعد أن وقع اختيار والديه على هذه المدينة للعيش فيها حياة هادئة قبل أن تنشب فيها الحرب.

وقال نسيم "غادرت بغداد مع احد أقربائي قبل 14 شهرا هربا من القصف والتفجيرات والاعتداءات على أيدي مجموعات شيعية تشيع حالة من الذعر في العاصمة العراقية".

وأضاف "تسود بغداد فوضى عارمة وكنت قلقا على سلامتي".

ونسيم واحد من حوالي ألف لاجئ فلسطيني كانوا يقيمون في احد أحياء بغداد القريبة من مدينة الصدر معقل ميليشيات جيش المهدي. وقد قرر مغادرة البلاد عندما تلقى في آذار/مارس تهديدات من "فرق الموت" الشيعية.

وقال نسيم وهو جالس على الأرض على فراش قديم "قالوا لي إنني فلسطيني سني يدعم صدام حسين وان علي مغادرة بغداد تحت طائلة التعرض للقتل".

وتابع "طلبت من رجل أن يؤمن لي جواز سفر مزورا وعبرت الحدود إلى سوريا ومنها إلى أبوظبي فالهند".

وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الأربعاء أن أعداد اللاجئين تتصاعد للمرة الأولى في العالم منذ خمس سنوات خصوصا بسبب العنف في العراق.

وقدرت المفوضية العدد الإجمالي للاجئين بحوالي عشرة ملايين شخص في نهاية العام الماضي.

وقد لا تكون الهند الخيار الأول لطلب اللجوء السياسي لكن احمد (26 عاما) قريب نسيم قال إن الخيارات محدودة.

وقال احمد "كانت سوريا والأردن تستقبلان اللاجئين العراقيين لكنهما لم يستقبلا الفلسطينيين"، موضحا أن "الهند لطالما كانت تدعم الشعب الفلسطيني".

لكن الظروف الحياتية في احد أفقر أحياء نيودلهي صعبة مع كثافة سكانية كبيرة وعدم توفر المياه الصالحة للشرب والكهرباء بشكل منتظم. ولا تشكل الظروف المعيشية المشكلة الوحيدة التي يواجهانها.

وقال احمد "في بغداد كنت أتابع دراستي قبل اندلاع الحرب في 2003 أما الآن فإنني اجلس في شقتي وأشاهد التلفزيون. ليس لدي أصدقاء ولا أتكلم اللغة ولا أرى أي آفاق لمستقبل زاهر".

ويساور الفلسطينيون الذين فروا في أيار/مايو من العراق إلى الهند ويقدر عددهم بحوالي مئة الشعور نفسه.

من جانبه قال الفلسطيني حسن حمد (48 عاما) الذي لجأ إلى نيودلهي قبل شهرين أن حياته سلسلة من المآسي والبؤس. وأضاف "غادرت أسرتي فلسطين في 1948 واستقرت في بغداد ظنا منها بأنه سيكون لنا مستقبل أفضل".

وتابع "لكن العام 2003 قلب كل المقاييس لأنه شهد حربا لم تكن كالحروب السابقة" في إشارة إلى حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران التي دامت ثماني سنوات وانتهت في 1988 وحرب الخليج الثانية في 1991 التي أدت إلى طرد القوات العراقية من الكويت.

وقال إن "التدخل الأميركي في العراق دمر هذا البلد. عندما كان صدام حسين يحكم العراق لم يكن السنة والشيعة منقسمين كانوا جميعهم عراقيين. الآن برزت الانقسامات فهناك شيعة وسنة ومسيحيون وعراقيون وفلسطينيون وأميركيون".

وأوضح "خسرنا كل شيء للمرة الثانية. لا بلد لدينا ولا جنسية ولا حياة ولا مستقبل".

وحمد مدرج شأنه شأن فلسطينيين آخرين على لائحة المفوضية العليا للاجئين في نيودلهي ويتلقى مساعدة مالية شهريا.

من جانبها قالت باسمة عجيل (47 عاما) التي تعيش مع ابنتها حنين البالغة الـ14 من العمر في شقة صغيرة أن "مبلغ الـ 73 دولارا الشهري ضئيل".

وأضافت باسمة التي غادرت بغداد بعد أن دمرت سيارة مفخخة منزلها في شباط/فبراير "علينا أن ندفع إيجار الشقة وان نؤمن غذائنا وعلى ابنتي مواصلة دراستها".

وتابعت "كانت الحياة في بغداد ممتازة. كنا نعيش بأمان في منزلنا لكن الحرب غيرت كل شيء". وتابعت "ليس لدي الكثير من الأصدقاء هنا ولا يمكنني العمل. لكنني سعيدة لان أكون وابنتي في أمان.

 



مقالات ذات صلة