هل حزب الله هو أشرف ظاهرة عربية وإسلامية ؟
حسن الرشيدي
مفكرة الإسلام: "المقاومة في لبنان هي أشرف ظاهرة في العالمين العربي والإسلامي "
هذا ما قاله رئيس وفد حزب الله إلى مؤتمر الدوحة النائب محمد رعد والذي جاء محملاً الرغبة في الحوار ظاهرياً و لكن حقيقة جاء إلى الدوحة لجني الثمرة السياسية لانتصار الحزب العسكري في بيروت .
و لكن هل حزب الله كما يقول رعد هو أشرف ظاهرة عربية و إسلامية ؟ و كما يردد بعض المخدوعين بشعاراته ؟
هل أشرف ظاهرة هي من ترفع السلاح في وجه من احتضنها في محنتها وفتح منازله ودياره للهاربين من جحيم القصف الإسرائيلي إبان حرب تموز عام 2006 و نعني بهم أهل السنة في بيروت ؟
هل أشرف ظاهرة هي من انقلب على رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة و الذي جاء عبر انتخاب مباشر من اللبنانيين و الذي وقف مع حزب الله في محنته في الحرب مع إسرائيل يقول السفير الأمريكي في لبنان أثناء حرب حزب اله و إسرائيل في عام 2006 جيفري فيلتمان في حديث لصحيفة الحياة : أعتقد أن الحرب كانت ستكون أسوأ وأطول وأصعب معالجة لولا فؤاد السنيورة وأعتقد بأن السنيورة لعب دوره في شكل ساعد على نهاية أسرع للحرب وحال دون اتجاهها نحو الأسوأ. ولا أتصور أن الأسرة الدولية كانت ستكون بمثل هذا السخاء في استوكهولم للمساهمة في إعادة الإعمار لو أن السنيورة لم يكن على هذا المستوى من الوضوح في كلامه باعتباره ناطقاً باسم كل لبنان. وفؤاد السنيورة عارض الفصل السابع الذي كانت الإدارة الأميركية وسواها يفضلونه بالنسبة إلى القرار 1701 لقد كان فؤاد السنيورة مفاوض قاس وهو الأقسى وكان يترأس حكومة بلد عرضة لحرب وهو لم يفسح لنا أي مجال لنسيان ذلك ولا لنسيان أن هناك لبنانيين يتألمون ويقتلون ويجرحون بسبب هذه الحرب. ومن أسوأ الأمور المهينة في الهجمات التي تعرض لها السنيورة عقب الحرب بعد أن دافع بقوة عن مواقف لبنان وعارض بشدة الفصل السابع لأن حزب الله كان يرفض الفصل السابع .
و نحن لسنا بصدد تقويم مواقف السنيورة و هل هو على خطأ أو صواب في تلك المواقف؟ أو أنه كان ساذجا لا يدرك مؤامرات هؤلاء أو تاريخهم و لكنه نستغرب أن يعلن هؤلاء بعد ذلك أنهم هم الأشرف عربيا و إسلاميا .
يعترف صبحي الطفيلي أول أمين عام لحزب الله بأن الحزب هو الحامي للمستوطنات اليهودية في شمال إسرائيل و يعترف بان تفاهم ابريل عام 1996 و الذي أسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيلية وذلك بموافقة وزير خارجية إيران. و هل بعد ذلك الكلام من أحد الذين كانوا على رأس الحزب لديه شرف .
أليس أتباع حسن نصر الله و حزب الله يعتدون بالسب والشتم على عمر الفاروق رضي الله عنه وعلى الصحابة الكرام ويقومون بضرب رجال الأمن والاعتداء على المواطنين لمجرد إنهم سنة فيطلقون النار على شاب سني ملتزم ووالدته السبعينية التي حاول الفرار بها من جحيم القذائف الصاروخية التي كان يطلقها مسلحو الميليشيات الشيعية التابعة لحزب الله فكانت رصاصات الغدر بانتظاره لترديه على الفور وتسبح أمه السبعينية في دمائها لتفارق الحياة لحظة وصولها المستشفى وما إن يهرع بقية أبنائها إلى هناك حتى يصاب أحدهم برصاصة في بطنه والآخر في ظهره. ثم يدعون الشرف .
و هل إدعاء الشرف يشمل أيضا محاصرة مسجد ذي النورين لا لشيء سوى اسمه وإطلاق القذائف الصاروخية على أبوابه الحديدية وقاموا بتكسير زجاجه بأسلحتهم الرشاشة وهم يكبرون ويهتفون باسم أبي عبد الله الحسين وعندما يسقط المسجد في أيديهم وبداخله إمامه والخدم يكبرون تكبيرات النصر وكأنهم دخلوا كنيساً يهوديا.
و تؤكد صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على أن مقاتلين من حزب الله اللبناني يقومون بتدريب عناصر من الميليشيات العراقية في مخيم قرب طهران، فيما قالت الحكومة العراقية أنها تملك دليلا ملموسا على أن إيران تهيج العنف في العراق، وبأن لجنة عراقية عالية المستوى تشكلت لتوثيق الإثباتات وإرسالها إلى الإيرانيين..
وقالت الصحيفة نقلا عن محاضر استجواب أمريكية أن المعلومات عن دور حزب الله كشف عنها أربعة من عناصر ميليشيا شيعية اعتقلوا في العراق في أواخر السنة الماضية وقام محققون أميركيون باستجوابهم كل على حدة. و سبق أن اعتقلت القوات الأمريكية في البصرة في العام الماضي أحد عناصر حزب الله و يدعى علي موسى دقدوق الملقب بحميد محمد جبور اللامي و قد جاء للعراق بإيعاز وتغطية من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في إيران.
و ليست هذه أول إشارة إلى تدريب حزب لله لجيش المهدي فقد سبقتها معلومات أخرى أكدتها جهات محايدة و الجميع يعرف من هو جيش المهدي و دوره الدموي في العراق من تفجير للمساجد و احتجاز أهل السنة و قتلهم بأبشع الطرق في مجازر جماعية سيظل يستذكرها التاريخ .
إذن حزب الله يدرب ميليشيا المهدي صاحبة المجازر ضد أهل السنة في العراق إذا هي أشرف ظاهرة عربية إسلامية !!!.
وحزب الله هو الأداة الكبرى للمشروع الإيراني في المنطقة الذي يرمي إلى إعادة أمجاد إمبراطورية فارس و أمجاد كسرى و طموحات إسماعيل الصفوي و جعل العرب و المسلمين مرة أخرى خاضعين لسلطة فارس .
و أخيرا حزب الله هو وريث أبواق الخداع العربي و تخدير الشعوب الغافلة الذين كانوا لا يملون الأسماع ليلا و نهارا بالقضاء على إسرائيل و رميها في البحر و شاركوا في هذا التنويم حتى صدقناهم و جرت على لأمة أسوأ الهزائم على يديهم أليس عبد الناصر هو بطل هزيمة الخامس من يونيو ...أليس صدام من ألقى بصواريخه على إسرائيل و جر على العرب أكبر هزيمة إستراتيجية في تاريخهم يوم أن سقطت بغداد و أخيرا نصر الله الذي يلعبها بخبث هذه المرة لصالح المشروع الإيراني فتتحول لبنان على أديه إلى خراب في صيف عام 2006 ثم يأتي بعد ذلك ليقول لو أعرف أن الأمور ستؤول إلى ذلك ما كنت بدأت بعملية خطف الجنديين .
فهنيئا للمخدوعين بأشرف الظواهر العربية و الإسلامية .