نجاد يتوعد إسرائيل ويبطش بالشعب السوري!!
احمد النعيمي
24-8-2012
منذ أن استلم الرئيس "محمود نجاد" السلطة في إيران بتاريخ الثالث آب 2005م، وهو يرفع شعار المسلح لليهود،ولا تكاد تمر سنة إلا ويصرح فيها تصريح أو تصريحين، مرة يزعم انه سيمحو إسرائيل عن الخارطة، ومرة ينفي محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، وثالثة يجمع الأمرين سوية.
أول تصريحاته كان يوم الأربعاء السادس والعشرين من تشرين الأول2005 في كلمة ألقاها في مؤتمر عقد بطهران بعنوان "العالم بدون صهيونية" أعلن فيه بأن إسرائيل وصمة عار على العالم الإسلامي تحتاج إلى محوها من صفحات التاريخ،مضيفاً: "سنشهد عالماً من دون أمريكا أو إسرائيل" في معرض إشارته إلى قول الخميني:" الكيان المحتل للقدس يجب أن يزول عن الوجود"، وقد أدان مجلس الأمن تصريحات نجاد التي دعا فيها إلى محو إسرائيل عن الخريطة، يوم الخميس السابع والعشرين من الشهر نفسه، دون أن يصدر بيان رسمي عن المجلس بذلك، وذلك استجابة لطلب قدمه وزير خارجية إسرائيل "سليفان شالوم" بعقد المجلس جلسة لتحث تصريحات نجاد، داعيا إلى رد قوي وحازم على التصريحات الإيرانية.
ويوم الجمعة الثامن والعشرين من الشهر نفسه خرج عشرات الآلاف من الإيرانيين في طهران ومختلف المدن الإيراني في يوم القدس العالمي حاملين لافتات مناهضة لإسرائيل وأمريكا ونادوا بتدمير الدول العبرية، وعاد نجاد ليؤكد أنه كان على صواب، وأنه مستغرب لردود الفعل على تصريحاته قبل يومين.بينما في خطبة الجمعة قال رئيس البرلمان الإيراني السابق "علي أكبر ناطق نوري":" إن تصريحات نجاد قصد منها أنه يجب أن تكون هناك انتخابات فلسطينية حرة وعادلة، وبمشاركة كافة الفلسطينيين، بمن فيهم اللاجئون، وأن الفائز في الانتخابات هو من يتولى الحكم" فيما قال "شارون" أنه يجب طرد إيران من الأمم المتحدة بناء على تصريحات نجاد.
وبعد تنديد مجلس الأمن تراجعت إيران عن تصريحات رئيسها نجاد، دون أن تنفي بطريقة محددة تصريحات نجاد، في بيان أصدرته الخارجية الإيرانية يوم السبت التاسع والعشرين من الشهر نفسه، جاء فيه:" إن طهران تتمسك بالتزاماتها التي وردت في ميثاق الأمم المتحدة وليس لديها النية لشن هجوم على الدولة اليهودية، وأنها ستؤيد أي مسار يختاره الفلسطينيين لحل الصراع في الشرق الأوسط"
ورغم تراجع إيران وتأكيدها أنها تحترم مواثيق الأمم المتحدة، إلا أن نجاد عاد ليشكك في مؤتمر صحفي على هامش القمة الإسلامية التي أنهت أعمالها في مكة المكرمة يوم الخميس الثامن من كانون الاول2005م، في حدوث محرقة نازية لليهود، داعياً إلى نقل إسرائيل إلى ألمانيا و النمسا، فيما وصفت إسرائيل الرئيس الإيراني بـ"الخطير جداً" في تصريح لسيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي لراديو إسرائيل، مضيفاً:" لم تكن هذه زلة لسان أو تعليقاً عابراً أنها طريقة تفكير مرتبة، تهدف إلى إبادة دولة إسرائيل"، وانتقدت الدول الغربية التصريحات من جديد، بينما وصفت روسيا تصريحات نجاد بالـ"غير مقبولة" وذلك كما صرح به مصدر بالخدمة الإعلامية لوزارة الخارجية الروسية يوم السبت العاشر من الشهر نفسه في حديث لوكالة "أنترفاكس للأنباء"، مضيفاً: " هناك معرفة تاريخية مشتركة تتعلق بالحرب العالمية الثانية والهولوكوست، ومثل هذه الحقائق ليست للمراجعة"، وصدر بيان رسمي من مجلس الأمن يدين فيها تصريحات نجاد، جاء فيه:" إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يؤكدون على حقوق والتزامات دولة إسرائيل، العضو بالأمم المتحدة، ويشددون على ضرورة امتناع كافة الدول الأعضاء – بموجب ميثاق الأمم المتحدة- عن التهديد أو استخدام القوة ضد الاستقلال السياسي أو سلامة أراضي أي دولة أخرى".
وصرح الأميرال "محمد إبراهيم دهقاني" احد قادة الحرس الثوري يوم الثلاثاء الثاني من أيار 2006م أن إسرائيل ستكون أول جهة تستهدفها إيران رداً على أي عمل شرير تقوم به أمريكا، حسبما نقلته وكالة الطلبة للأنباء، وذلك بعد تدريبات بحرية أجرتها إيران في شهر نيسان من السنة نفسها.
ثم عاد نجاد ليعقد مؤتمراً في طهران في شهر كانون الأول 2006م لمناقشة المحرقة، شارك فيه ثلاثون ممثلاً من منظمات أجنبية، وفي المؤتمر وصف نجاد المحرقة بــ"الأسطورة" وشكك في التفاصيل الخاصة بمداها وعدد اليهود الذين قتلوا خلالها. مما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اعتماد قرار يدين أي إنكار أو تجاهل لمحرقة اليهود "الهولوكوست" التي ارتكبها النظام النازي الألماني ضد اليهود وآخرين أثناء الحرب العالمية الثانية، واعتمد القرار بالتزكية بدون تصويت عشية إحياء "اليوم العالمي لذكرى ضحايا المحرقة" الذي يصادف السابع والعشرين من شهر كانون الثاني 2007م، دون أن يذكر القرار أي دولة محددة بهذا السياق.وعلق الأمين العام للأمم المتحدة:" الدعوة إلى إلغاء شعب أو دولة هو أمر غير مقبول، وأن حدثاً فريداً مثل المحرقة مأساة تاريخية لا يمكن نكرانها".
ويوم الأحد الثالث من تموز 2007م بمناسبة الذكرى الأولى لحرب تموز، نجاد يصرح أن:" العد التنازلي لتدمير النظام الصهيوني قد بدأ الصيف الماضي من خلال مقاتلي حزب الله اللبناني، وسوف نشهد دمار هذا النظام في المستقبل القريب بفضل جهود ومساعي المسلحين الفلسطينيين واللبنانيين" بينما اخفق مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة في الثامن من الشهر نفسه في التوصل إلى اتفاق على بيان طرحته فرنسا لإدانة تصريحات نجاد التي أشار فيها إلى بدء العد العكسي لتدمير إسرائيل، بسبب تحفظ مندوب اندونيسيا، وعدم تلقي مندوب قطر تعليمات من حكومته.
وفي الذكرى الستين لإنشاء دولة الاحتلال الصهيوني عاد نجاد ليقول أن إسرائيل موشكة على النهاية، وأن شعوب المنطقة لا تحب هذا الكيان الذي يوشك على الموت، وذلك يوم الأربعاء الرابع عشر من أيار 2008م.
ثم عاد نجاد لمهاجمة إسرائيل يوم الثلاثاء الثالث من حزيران 2008م مؤكداً أن الكيان الإسرائيلي سيمحى من الخارطة، في خطاب ألقاه خلال استقبال ضيوف أجانب في طهران شاركوا في مراسم الذكرى السنوية التاسعة عشرة لوفاة الخميني، مضيفاً:" عليكم أن تعلموا بأن الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي المملوء سجله بالعدوان والاغتصاب والجريمة قد وصل إلى نهايته وسيمحى قريباً عن الخريطة".
وعاد نجاد ليصف المحرقة "بالخرافة" في خطاب ألقاه يوم الجمعة الثامن عشر من أيلول 2009م، بمناسبة يوم القدس العالمي، أمام فوج غفير من الإيرانيين في جامعة طهران الذين كانوا يهتفون "الموت لإسرائيل"، قائلاً:" إن المحرقة اليهودية محض أسطورة اختلقت لتبرير قيام إسرائيل، ومن واجب الإيرانيين التصدي لهذه الأسطورة" ، مضيفاً:" إن مجرد وجود هذا النظام بحد ذاته إهانة لكرامة الشعوب، كما أن أيامه باتت معدودة، وهو في طريقه إلى الانهيار"، وجاءت ردود الفعل الدولية عاصفة كذلك، فيما اعتبرت روسيا في بيان صدر عن خارجيتها:" إن المحاولات لكتابة التاريخ من جديد لا سيما في الذكرى السبعين لنشوب الحرب الكونية الثانية تعتبر مساساً بذكرى جميع الضحايا ومن حارب النازية!!
وعاد نجاد يكرر اسطوانته الفارغة في مؤتمر صحفي جمعه مع الأسد في دمشق يوم الخميس الخامس والعشرين من شباط2010م، قائلاً:" الكيان الصهيوني في طريقه إلى الزوال وفلسفة وجوده انتهت، والوقت يمر لغير صالح المحتلين، والصهاينة وصلوا إلى طريق مسدود بالكامل" مضيفاً:" هذه المرة سيقف بوجههم كل شعوب المنطقة وفي مقدمتهم سوري ولبنان وإيران والعراق وسيقتلعونهم من جذورهم".
ومن الدوحة كذلك توعد نجاد إسرائيل بمحوها من الخريطة إذا هاجمت إيران، وذلك في مؤتمر عقده في الدوحة مع أمير قطر الشيخ احمد بن خليفة آل ثاني الأحد التاسع من أيار 2010م، بقوله:" أي عمل عسكري ضد طهران هو محو للكيان الصهيوني من الجغرافيا السياسية".
وفي مقابلة مع قناة المنار يوم الخميس الخامس والعشرين من آب 2011م وقبل يوم واحد من الجمعة الأخيرة من رمضان التي يطلق عليها "يوم القدس العالمي" أكد نجاد أن إيران عازمة على اجتثاث جذور إسرائيل باعتبارها رمزاً للقمع والتمييز، وان إيران لن تتراجع أبداً عن مواقفها وسياستها.
ويوم الخميس السادس عشر من آب 2012م صرح علي خامنئي الولي الفقيه كما نقلت وكالة مهر الإيرانية بأن الكيان الصهيوني ورم وكيان مصطنع ومزيف، سيزال يوماً عن الخارطة السياسية بالمنطقة، وأضاف:" انتصار الثورة الإسلامية وضع عائقاً تاريخياً كبيراً أمام المحاولات السلطوية الرامية لتناسي احتلال فلسطين" بينما استغل نجاد يوم الجمعة الأخيرة من رمضان بمناسبة يوم القدس العالمي، ليكرر كلامه الممل أمام الحشود بطهران، داعياً إلى:" وحدة بشرية من اجل إزالة الوصمة السوداء المتمثلة في الكيان الصهيوني من وجه المجتمع الإنساني" ولم ينس أن يشد على يد المجرم بشار في حملته ضد الشعب السوري، وسط حشود نفسها تكرر منذ عشرات السنوات "الموت لأمريكا", "الموت لليهود" وردود عالمية غاضبة.
ومن هذه التصريحات المكررة ، يلاحظ أن نجاد صاحب الأصول اليهودية، لا يتقن سوى الكذب والحروب الكلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حتى وإن كانت التصريحات هي نفسها في سنوات حكمه الماضية، وكل مرة يتنبأ بقرب زوال إسرائيل، متوعداً بمحوها من الخارطة دون أن يقدم على عمله من شأنه أن يعجل بحدوث هذا، كما هو حال الحرب الكلامية للملف النووي، وفيها يتبادل الأطراف المتعاونة السباب، وتنتهي الحرب الكلامية لتبدأ حرب جديدة، وهكذا دواليك، بينما سيوفه لا تغمد إلا في صدور الشعوب المسلمة، كما حدث في الأحواز وفي العراق، وكما يحدث في سوريا من قتل للسوريين والفلسطينيين على حد سواء، والغريب أن نجاد هذه المرة قد استغل مناسبة يوم "القدس العالمي" ليكرر التصريحات نفسها بينما يقتل الفلسطينيون على يدهم في مخيم اليرموك، وتحت رعاية الغرب المجرم،.
وقد قالتها الخارجية الإيرانية منهية القضية ومبينة الكذب "أن إيران تحترم مواثيق الأمم المتحدة" ولن تتخطاها قيد أنملة، وهو نفس ما قاله "مشائي" صهر نجاد عام 2008م:" إن إيران اليوم هي صديقة للشعب الأمريكي والشعب الإسرائيلي، ما من أمة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا!!"، مضيفاً:" نعتبر الشعب الأمريكي من أفضل شعوب العالم"، وتلك هي القصة باختصار!!
ورحم الله الشافعي عندما قال:
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة.. والكلب يخسى لعمري وهو نباح