وقفة مع بيان اتحاد علماء المسلمين العالمي

بواسطة د. جابر النجاري قراءة 569

وقفة مع بيان اتحاد علماء المسلمين العالمي

 د. جابر النجاري

 

 

قال تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) فهذه الآية وغيرها؛ لا تجيز الكلام العائم في مسائل دين الله ونصح الأمّة، واتحاد علماء المسلمين حين يعلن عن هذا المسمى، يضع نفسه أمام هذه الآية بلا غطاء، وقد وقع الاتفاق على أن النبي قال قبيل وفاته: ( يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) فتقدم بعض المسلمين للإمامة في الصلاة فلما سمع النبي r  الله أكبر بغير صوت أبي بكر t  ( قال: لا ، لا ، لا ، ليُصلِّ بالناس ابنُ أبي قحافة، يقول ذلك مغضَباً) فلما توفي النبي r  قال المسلمون يأبى الله ورسوله r  والمؤمنون إلا أبا بكر، وأبو بكر يقول: " من كان يعبد الله فإنّ الله حي لا يموت " (أينقص الدين وأنا حي؟!)معاني جميلة عالية موفقة متناسقة مع الآية الكريمة

- وأما الجانب المظلم المنافقون والمرتدون فكان قولهم: إلا مسيلمة الكذاب الذي يقول: أنا شريك محمد r في الرسالة ولكن قريشاً يظلمون!

فكل من رفض خلافة الصدّيق، ماذا ستكون مرجعيته؟!.

- ولا شك أن اتحاد علماء المسلمين حين تأسيسه استحضر هذه المواقف وعلم أنّ أهلها لن يلتقوا بتقريب ولا تلفيق إلا أن يتخلى أحدهما عن دينه، وامتنا امة محمد المحبة للصديق ترتجي من اتحاد علمائها أن يبني منهجه على معاني: أينقص الدين وأنا حي؟ وأن يكون شعارهم لن نقبل أن تستباح دماء المسلمين وأعراضهم وكتابهم وسنّة نبيهم r  ! وكان المرتجى، أن يسير الاتحاد على طريق وزيري النبي r أبي بكر وعمر رضي الله عنهما! في التمسك بالسنة وفي العدل والرحمة والغيرة على كتاب الله وعلى حملته رضي الله عنهم ...

- ولكن الذي يقرأ في بيان اتحاد علماء المسلمين الرابع وبيانه الخامس، ويجد فيهما التناقض و والتجاوز وضياع قيمة الكلمة الموثقة المعلنة للناس سيشكك بمصداقية الاتحاد ومقاصده

فيا رئيس اتحاد علماء المسلمين: أين غضبتك على دعاة التشيع الذين يجندون الأجناد ويعدون لخراب البلاد؟ أين موقفك مما قطعتموه على أنفسكم في البيان السابق عن " تشكيل لجنة متخصصة، تقوم بالرصد الميداني للمد الشيعي؟" "أليس العِدَة دَين؟" " وكلام الليل يمحوه النهار.

- ألم يزداد شر المد الشيعي على فقراء وأيتام وجهلة أهل السنة، بعد بياناتكم؟! التي يشارك فيها دعاة التقريب، أم أن السنة لا تحتاج إلى تضحية؟ أم يقول اتحادكم مموهاً إن الأمور هدأت! " والرائد لا يكذب أهله" أين الفاروق في البصرة والكوفة اللتين بناهما؟ بل أين الحسن البصري، وأبو حنيفة الكوفي؟ أين أبو جعفر المنصور في بغداده، وأين ابن حنبل الذي حمى هويتها؟ وما حال لبنان الذي فتحه الراشدون والأمويون؟ أم أنها هبة للسيد الذي يتسلح كما يشاء ولا يسأل عمّا يفعل؟.

- ألم تشاهدوا بأعينكم على الفضائيات قبل أيام كيف نَبش أتباع شركائكم في الاتحاد قبور الصحابة في البقيع! ونشاطاتهم وتدريباتهم وخطاباتهم في الشرقية والدمام، وعقاراتهم حول الحرمين؟ أم أن هذا لا يعنيكم! أم أنكم تقرّون قلع الحجر الأسود مرة أخرى.

- ألم تشاهدوا كيف تستعر الفتنة على أيدي أتباع شركائكم في يمن الحكمة السعيد؟!

- ألم ترو كيف اضطرت المغرب لغلق جميع الأبواب أمام الزحف الرافضي الأسود على العقيدة والأخلاق في المغرب، في قرار رشيد سديد، كان يجب أن تمجدوه وتقفوا معه! أم أنكم في غنى عن أجر الدفاع عن السنّة؟! ولا تبالون في وزر المشاركة في غزوها بصمتكم؟

- لقد سمعتم ما يقول شركاؤكم عن البحرين التي كان من فضلها على شركائكم لو كانوا ينصفون، أنها أحد جسور عبور إسلام التوحيد إليهم؟ فماذا فعلتم؟! ألم تسمعوا عن الكويت وفي وقت انعقاد اجتماع اتحادكم المحترم، كيف يطالب البرلمانيون الشيعة هناك في أول مشاريعهم بتغيير مناهج التربية الإسلامية؟! فماذا سيكون آخر مشاريعهم؟!

- أمّا خلاياهم الغادرة في مصر الكنانة فلا أظن أنها تحتاج إلى من يذكر فيما ضبط منها، ولكن الحاجة إلى التذكير بالبحث عن خلاياهم النائمة هناك! أم أن طريق غزة يمر بالإسكندرية و 6 أكتوبر يا أمين اتحاد علماء المسلمين ؟!

- أما الشام فلا شك أنكم شاهدتم كيف يَشتم أتباع شركائكم في الاتحاد؛ أصحاب رسول الله r ! وكيف يَحمي أتباع شركائكم ويكرّمون من يطعن بأئمتنا؛ وأمنا عائشة رضي الله عنها! وفي شرق سورية هناك عند عمار بن ياسر t  نُبشت قبور الصحابة وأهل السنّة لكي يُشيد لهم مشهد بملايين الدولارات، ليمثل لهم المركز الثاني بعد النجف! أما الجزائر وموريتانيا والسودان فرئيس اتحاد علماء المسلمين بتجربته وحكمته؛ يجب أن يكون أعرف وأحرص على سلامة السنة وأهلها! وإن لم يعرف فالمصيبة أعظم! أم أنّه يحسب أن أمينه يهمه أمر السنّة والجماعة؟!

- ألا يحق لنا بعد كل هذا وغيره الكثير أن نسأل رئيس الاتحاد الموقر، أين اللجان التي وعدتم بها؟! فإذا كان أعضاء الاتحاد الشيعة يعملون لدينهم بكل طاقاتهم ويُسخرّون معهم بعض الأمناء التائهين، وآخرين من الإعلاميين الذين نزعوا وازع الحياء في تلبيسهم المكشوف، تلك الطبقة المنتفعة التي لا تجرؤ أن تعلن عن ولائها الحقيقي ، وإن كان أصبح ذلك معروفاً عنهم، ومعهم بعض الفضائيات التي تدحرجت من القمة إلى الهاوية، بعد أن أهملت قضية السنة وخدمت أعداءها، وأصبحت فضائية لإعلانات ومعاكسات أعداء السنة وحواراتهم وانتخاباتهم الممهورة بمنهجية التَقيّة!

- فأين نتاج الأعضاء السنة في هذا الاتحاد في خدمة سنة نبيهم وعقيدة أمتهم؟

- أين فروع اتحادكم في طهران وقم وكربلاء وكاشان وغيرها؟ فلماذا لا يكون تقريبكم المشبوه وفروعه إلا في بلاد السنة، وبأيدي التائهين ومن لا سنة لهم ولا منهج؟

= ليتكم يا رئيس الاتحاد اكتفيتم بعدم الوفاء للمسلمين في العالم حين تجاهلتم وعودكم في اجتماعكم الماضي واكتفيتم بذلك، ولم تُسَاقوا لكي تكونوا طبالين لغير الحقيقة، حين تدعون إلى المحافظة، على المكاسب الإسلامية في الجمهورية الإسلامية.

= فليتكم بينتم لأهل السنّة مكسباً واحداً! وذلك قبل أن تشاركوا في آثام فتح فروع اتحادكم في بلاد السنة المستضعفة المنكوبة بكثير من علمائها التائهين!!

- وكيف تتحدثون يا رئيس الاتحاد وأمينه المحترم عن الشورى في الجمهورية الإسلامية فتطعنون في عقيدة القوم التي تستمد كل أمورها من صاحب الزمان المنتظر؛ أو من نائبه الولي الفقيه؟! وأن الشعب يستمد سلطاته منه لا العكس، وهذا ما يتداوله إعلامهم الآن!!.

- أم أن المقصود بتلك المكاسب أسلحتهم الموجه ضد أهل السنة النواصب الكفرة؟ أم مشاركتهم للمحتل في سحق السنة في العراق، وخنقها في الأحواز، وبلوشستان، وكردستان، وزاهدان، أم المشاركة في المكر بها في أفغانستان ووادي سوات؟ أم حرمان أهل السنة من مسجد واحد يصلون فيه الجمعة في طهران؟ أم في مقام بابا شجاع الدين المجوسي في كاشان؟! أم في معقتقدهم بأن الأقصى في السماء؟ وأنه لا أقصى في الأرض خدمة لفكر اليهود! أم في فيلق القدس الذي يقول إن طريق فلسطين يمر في بلاد الحرمين والشام بعد بغداد؟ أم في كربلاء التي من أجلها كانت الكعبة؟ أم في كل ما سبق ذكره؟ أم أم أم .... وما ذا تجدي أم؟! أم أنكم لم تقرأوا قول الله تعالى: ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ )؟.

وبعد كل هذا وبعد أن اتضح أن هذه التجربة تحمل فشلها قبل أن تولد! ومن باب النصح المجرد، ألا يسع رئيس الاتحاد ومن معه من أهل السنة؛ أن يَصدُقوا أمتهم، فيُقلعوا عن العبث فيما لا عائد منه، ويفضّوا هذه الشراكة المتشاكسة قواعدها، فيشمروا عن سواعدهم لإنشاء اتحاد علماء عالمي للمسلمين على مرجعية الكتاب والسنة؟! بدل المرجعيات الأخرى، يقرب بين أبناء أمة الكتاب والسنة ويرمم حصونهم، ويرشد ضالهم، ويهدي حائرهم، ويحمي ثوابتهم، ويقطع الطريق أمام دعاة الفتنة الذين يريدون أن يُدخلوا من يَشتم أئمتنا وديننا، في مجتمعاتنا وعلى مسامعنا، لنزع الأمن وتمزيق الوحدة وخراب البلاد...( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ).

المصدر: المصريون

 



مقالات ذات صلة