مَن سيفجر قبّة الحسين..!؟

بواسطة الرابطة العراقية قراءة 781
مَن سيفجر قبّة الحسين..!؟
مَن سيفجر قبّة الحسين..!؟

مَن سيفجر قبّة الحسين..!؟

وهل عاقبتنا أن تكون تلك القبة والمراقد هي الحجر لإراقة انهار دماء العراقيين..!؟

 

الرابطة العراقية / بعد ثلاث أشهر قضيتها في معتقلات الخطة الأمنية التي زارتني كلابها الحارسة في إحدى أواخر ليالي الشتاء الباردة ولم تخرجني منه إلا وشمس الصيف الحارقة تحرق رؤوسنا, وبعد أن كنت قد عزمت على أن اكتب عن خطة قتل القانون وعن التهجير على البارد الذي يتعرض له أهل السنة, أجدني وفي أول يوم لخروجي من المعتقل استيقظ على أنباء تفجيرات سامرائية جديدة لتقودني للكتابة عن هذا الموضوع قبل غيره حتى لا يفقد الموضوع نكهته ولا تفقد الخواطر قفصها.


وكمقدمة نقول..أن من أهم الأساليب والإستراتيجيات المتبعة لإفشال مخططات العدو هي فضح تلك المخططات قبل تنفذيها. تلك إستراتيجية قديمة يتبعها الكثير من السياسيين والعسكريين لإفشال مخططات العدو من خلال كشف أسرارها حتى لو لم تكن صحيحة لكن بمجرد توجيه الأنظار نحو تلك المخططات أو الأهداف التي يسعى إليها العدو فسوف يعرف العدو أن خطته لم تعد سرية وبالتالي فقدت عنصر المباغتة. ولهذا تجدهم يصدرون الكثير من الاحتمالات والتكهنات التي يمكن أن تكون إحداهما صادقة فيجد العدو نفسه وقد أضحت خطته بدون رداء.


الإستراتيجية الثانية التي يتبعها الكثير من السياسيين هي إستراتيجية التمويه والتشويه على الأهداف. ونقصد بها انه عندما نريد أن نهجم على هدف ما فإننا نحرك بعض القطاعات باتجاه أهداف أخرى فيظن العدو أن غايتنا هي تلك الأهداف فيصب جام تحصيناته على تلك الأهداف مما يضعف التحصينات حول الهدف الذي نريد الهجوم عليه . وهذه إستراتيجية واسعة تتضمن عدة فروع, واحد تلك الفروع هو فرع التشويش على الهدف الأساسي. وهذه يمكن تطبيقها في السياسة بسهولة, مثلا قد تثار زوبعة وضجة إعلامية نحو جريمة ما أو احد انتهاكات الحكومات, عندها بدلا من أن تسعى تلك الحكومة للدفاع عن نفسها وتكذيب ما يشاع حولها من أخبار فإنها تعمد إلى افتعال ضجة أخرى موازية للضجة الأولى تعمل على إضعاف هيمنة الضجة الأولى أو التشويش عليها أو حتى قتلها, وهذه من أفضل وسائل الهجوم الدفاعي .

قد نسعى نحن في هذه المقال لان نكون من ضمن أتباع الإستراتيجية الأولى, فيما تكون حكومة المملوكي والمراجع والأحزاب الشيعية من ضمن أتباع الإستراتيجية الثانية بفرعها الذي ذكرناه. ومن يتابع الأحداث على الساحة العراقية منذ أحداث سامراء الأولى وحرب لبنان وتفجير بعض السيارات المفخخة في النجف وكربلاء والكاظمية وآخرها التفجيرات الأخيرة في سامراء سوف يلاحظ أن الشيعة الصفويون يتبعون مبدأ التغطية على المشاكل التي يواجهونها بواسطة إيجاد مشاكل جانبية تشغل الناس عن المشكلة الأساسية, ويجب أن نعترف بأنهم قد افلحوا في ذلك أيما فلاح كما أفلح من قبلهم في نفس اللعبة اليهود على مر التاريخ . فكلما مرت الأحزاب الشيعية بأحد الفضائح أو الانتكاسات أو قرب اجل التهديدات الأمريكية بإزالة الحكومة الحالية عمدت تلك الحكومة إلى افتعال ضجة ما تعمل من خلالها على استحصال عدة فوائد منها:

1- إشغال الناس عن المشاكل التي يعانونها في حياتهم اليومية ومستقبلهم الأسود عن طريق إشغالهم بمشاكل اكبر من مشاكلهم الشخصية. ومعلوم أن المشاكل الجماعية تطغى على المشاكل الخاصة.

2- تحشيد الرأي الشعبي حول الحكومة والمراجع الدينية بعد أن فقدت المناسبات الدينية الشيعية القدرة على جمع الشيعة أو استعبادهم بواسطة الخرافات التي لم يعد الكثير من الشيعة يصدقونها إن لم يلفظوها ويتركوا التشيع كله جراء ما تتضمنه تلك الخرافات من تضاد منطقي وأخلاقي وعرفي.

3- عقدة الشعور بالمظلومية التي لا يستطيع الشيعة أن يعيشوا بدونها.  فقد كانت المراجع الشيعية تستغل مظلومية الشيعة لأجل كسب ود المجتمعات والعالم الذي لا يعرف الكثير عن عقيدة هؤلاء. لكن بعد أن حصلوا على مقاليد الحكم لم تعد حجة المظلومية تقنع أحداً فضلا عن الصورة البشعة التي ظهر بها هؤلاء في بواكير سنينهم الأولى من الحكم والتي تضمنت جرائم وانتهاكات بشعة لم يقم بها أقسى قساة التاريخ فضلا عن أن يقوم بارتكابها من يدعي انه يحمل رسالة آل البيت( ولا نعرف لماذا رسالة آل البيت وليس رسالة النبي؟!).

4- فقد مصطلح التكفيريين والصداميين بريقه بعد أن تبين أن الصفويون الجدد هم من يكفر المسلمين وان جرائمهم خلال ثلاث سنوات أكثر من جرائم صدام خلال ثلاثين سنة. وبالتالي كان لا بد من العودة للتذكير بتلك المصطلحات من خلال ابتكار أحداث تنعش الذاكرة الجمعية للعالم بتلك المصطلحات.

5- لقد كثر الحديث مؤخرا عن محاولات لتبديل الحكومة العراقية والقيام بـ "انقلاب" عليها من قبل جهات من داخل العملية السياسية يتزعمها إياد علاوي وآخرون. ولأجل إفشال تلك التحركات كان لا بد من قلب المنضدة على من حولها .لذلك كان أن قامت الأحزاب الشيعية بإثارة أحداث التفجير الأخير في سامراء.

قد تكون الشواهد كثيرة التي يمكن أن نسوقها والتي تبين كيف كانت الأحزاب الشيعية تسعى إلى افتعال الأحداث لأجل الحصول على الأهداف السابقة الذكر حتى لو أدت تلك الأحداث إلى إراقة دماء الكثير من أتباعهم , فكثير هي الاعترافات التي أفادت إلى أن الكثير من الانفجارات التي حدثت في مناطق شيعية يقوم بتنفيذها ميليشيات شيعية, ولا يقول احدهم انه يستحيل على هؤلاء أن ينتهكوا حرمة مقدساتهم!!

فقد قتل الخوئي داخل احد تلك المقدسات ولم يقتل لأنه جاسوس وعميل بل قتل خوفا من أن ينافس الصدر على الخمس(!!).ولقد سرق الكثير من خزائن تلك الأضرحة من قبل سدنتها, وأقيمت الكثير من المجازر داخلها. وتبريرهم هو أن \" الغاية تبرر الوسيلة\" وان إقامة الدولة الساسانية يستحق التضحية بدماء \"أبناء الملحة\" من الشيعة \"المعيدية\" و \"الشروكية\" الذين كتب عليهم أن يكونوا عبيدا لأسيادهم التاريخيين \"الفرس المجوس\"!!.

وما يثير العجب في التفجير الأخير في سامراء انه جاء بنفس المقدمات التي سبقت التفجير الأول. فقد كان الحكيم والصدر في إيران قبل التفجير الأول واليوم هم كذلك. ومقتدى يزور السيستاني قبل التفجير الأول بأيام ( زار مقتدى السيتساني ثم سافر إلى لبنان ثم عاد إلى إيران قبل التفجير الأول) وكذلك هو اليوم يختفي لمدة أربعة أشهر في إيران ثم يظهر فجأة ليطالب ببناء قبة سامراء!!

ثم يلتقي بالسيستاني قبل أيام). السيستاني يصرح بضرورة لزم الهدوء وعدم التعرض لأهل السنة ومساجدهم في إشارة إلى وجوب تدمير مساجد أهل السنة في التفجير الأول , وكذلك هو اليوم يدعو إلى نفس الدعوة!! الفرق الوحيد بين تفجيرات الأمس وتفجيرات العام الماضي هو أن العالم هذه المرة لم يعد غبيا. وان من الأخطاء القاتلة هو استخدام نفس التكنيك في إعادة تنفيذ نفس الإستراتيجية. وان أهل السنة البسطاء الذين كانت تسيطر عليهم عقدة\" سماحة الإسلام\" و \"الأخوة\" لم يعودوا كذلك بعد أن ذاقت أجساد أبنائهم \"دريلات\" صولاغ و\"زناجيل\" مقتدى الصدر. وان ثورة الحسين ضد الظلم التي كان يتصدرها الشيعة لم تعد سوى دعوة للانتقام والقتل

إن تفجيرات سامراء في الوقت الذي تشير إلى مقدار الإجرام والمكر الذي تحمله الأحزاب الشيعية فإنها في ذات الوقت تشير إلى غباء وسذاجة القيادات السياسية السنية وعلى رأسها هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي (واستثني بكل تأكيد قيادات المقاومة أقول ذلك وأنا شيعي من أصل شيعي) . فكما هو معروف أن قبة سامراء تابعة للوقف السني أي لا دخل للشيعة بها لا من قريب ولا من بعيد , فلماذا عندما تم تفجيرها - بغض النظر عمن فجرها - هبّ الشيعة للانتقام من أهل السنة وصار السنة في موقع المدافع عن النفس والطالب للبراءة من التهمة في الوقت الذي كان على أهل السنة أن يتخذوا موقع الهجوم ويطالبوا الحكومة بإجراء التحقيق وكشف الحقائق وصب الاتهامات على الأحزاب الشيعية التي تسعى للسيطرة على سامراء كموطئ قدم لها في شمال بغداد!!!.

أي أن أهل السنة خسروا القبة وخسروا دمائهم التي أزهقت جراء تفجير تلك القبة. ومثال ذلك مثل رجل يملك شجرة في بيته ثم جاءه رجل وقال له أنا أريد أن اعبد هذه الشجرة. فقال صاحب الشجرة لا بأس اعبدها فلن يضرني ذلك . ثم بعد سنين لما أراد صاحب الشجرة قطعها ثار عليه ذلك الرجل وقام بقتله وأصبح ينادي باستملاك تلك الشجرة والاستحواذ على ما حولها بحجة أنها مقدسة من قبله وأنها أصبحت من أملاكه وحقوقه التي لا يجب أن يعتدي عليها احد!!.

أليس هو هذا حال أهل السنة مع قبة سامراء؟ إن القبة هي من أملاك الوقف السني وبالتالي شرعا وقانونا من حق هذا الوقف حصريا أن يفعل بتلك القبة ما يحلو له . حتى لو أراد تفجيرها أو قلعها أو حتى إزالتها عن بكرة أبيها وليس لأحد عليه من سلطان. إذا كان الشيعة يعبدون هذه القبة فعليهم أن يتفاوضوا مع الوقف السني إما لشرائها أو نقلها أو إزالتها, وليس من حق أي شيعي أن يعترض على ما يقوم به السنة بتلك القبة لأنها وقف سني خالص. كما أن من حق الشيعة أن يفجروا قبة الحسين ولن يعترض على ذلك احد لأنه وقف شيعي محض.

لكن هل فعلا سيفجر الشيعة قبة الحسين؟!, إن الذي نتوقعه هو أنه في حال فشلت الأحزاب الشيعية في تحقيق مئاربها من خلال افتعال حادثة تفجيرات سامراء أن تسعى تدريجيا إلى افتعال أحداث أكبر وأكبر ولسوف تجد نفسها مرغمة للقيام بهذا العمل وانتهاك ما تعتبره قدس الأقداس من أجل الحفاظ على ما هو أقدس من ذلك المقدس ألا وهو الكرسي المقدس !! ولسوف تسمعهم يرددون في حينها أن دم المسلم أعظم من هذه الحجارة!! ولا يعلمون أنهم سفكوا الدم والحجر معا.

لقد حذرنا رسول الله وهو في أواخر لحظات حياته \"صلى الله عليه وسلم\" من إقامة المساجد والقباب على قبور الصالحين, ونهانا أن نكون مثل اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. لكننا ضربنا بوصية الرسول بعرض الحائط واتخذناها ظهريا واتبعنا سنن\"المغضوب عليهم والضالين\" فكان عاقبتنا أن تكون تلك القبة هي الحجر الذي انبجست من تحته انهار دماء العراقيين.

 



مقالات ذات صلة