«حركة الصابرين» .. طريق إيران لنشر التشيُّع في فلسطين

بواسطة المرجع قراءة 961
«حركة الصابرين» .. طريق إيران لنشر التشيُّع في فلسطين
«حركة الصابرين» .. طريق إيران لنشر التشيُّع في فلسطين

لا تدَّخر إيران أي فرصة؛ من أجل نشر التشيُّع في المنطقة العربية؛ أملًا في استعادة الإمبراطورية الفارسيَّة؛ ولذلك تنفق ملايين الدولارات لنشر المذهب الشيعيّ الإثني عشري في الدول العربية كافة، وهو السيناريو الذي نجح في لبنان واليمن والعراق؛ حيث استطاعت إيران السيطرة على العديد من العواصم العربية عَبْرَ نشر مذهبها الشيعي، ثم تكوين ميليشيات مسلحة تستغلها في إخضاع الدولة لحكم الملالي في طهران.

وتُعَدُّ فلسطين من الدول التي تحاول إيران نشر المذهب الشيعي فيها، وذلك من خلال «حركة الصابرين» الشيعيَّة؛ فالذي يتجوُّل في غزة يشاهد العديد من صور الخميني، وحسن نصرالله، فضلًا عن العديد من مظاهر تمجيدهم، وذلك بعد نجاح المد الشيعي في الانتشار داخل المدينة المُحاصَرة منذ وقت بعيد، وسط صمت من حركة حماس (التابعة لجماعة الإخوان).

حركة الصابرين

وأسست إيران حركة لنشر التشيُّع على غرار "حزب الله" اللبناني، تحت مُسمَّى «حركة الصابرين» في العام 2014، وهي حركة شيعيَّة يرأسها أمين عام يُدعى «هشام سالم»، قيادي منشق عن "حركة الجهاد الإسلامي"، ومؤسس الحركة مع مجموعة من القياديين المنشقين الذين يحملون الفكر والعقيدة الشيعيَّة.

تتلقَّى «حركة الصابرين» تمويلًا بشكل مباشر من قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي يُقاتل في سوريا إلى جانب جيش بشار الأسد، وتقوم الحركة بنشر التشيُّع في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ لكنها تتركَّز في غزة بشكل أكبر؛ بسبب عدم وجود معارضة قوية لها من حركة حماس.

واستغلَّت إيران الحصار المفروض على قطاع غزة، والفقر الذي يعصف بسكان المدينة؛ فأغدقت في إنفاق الأموال على الفلسطينيين، وأنشأت جمعيات خيرية لتشييع الفلسطينيين من خلال المساعدات، ومن ضمن هذه الجمعيات جمعيتا «إمداد الخميني» و«الباقيات الصالحات»؛ حيث أُسِّسَتَا في العام 2016.

ويعمل أمين «حركة الصابرين» هشام سالم، على استغلال أي حدث؛ من أجل نشر العقيدة الشيعيَّة؛ ففي لقاء له مع قناة «الكوثر» الشيعيَّة الإيرانية، في ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي -رضي الله عنه- أعلن أن فلسطين هي كربلاء جديدة، وتحتاج إلى "حسين" جديد لتحريرها، وأن القضاء على اليهود فيها يمرُّ من خلال كربلاء.

الانتماء لإيران

ولا تخفي «حركة الصابرين»، إعلان انتمائها إلى إيران؛ حيث هنَّأت طهران على الاتفاق النووي، كما نعت سمير قنطار الشيعي، الذي قُتِل في «جرمانا» عام 2015، وندَّدَت بتصنيف "حزب الله" اللبناني على قوائم الارهاب، كما انتقدت -بأشد العبارات- موقف التحالف العربي من ضرب الحوثيين، واعتبرته عدوانًا على اليمنيين.

وأدرجت الولايات المتحدة؛ وفقًا لوزارة الخارجيَّة الأمريكيَّة «حركة الصابرين» ضمن قائمة خاصة للإرهاب العالمي في عام 2017، كما ضمَّت القائمة إسماعيل هنية، قائد حركة حماس.

علاقات دافئة

ومن جانبه أكد محمد علاء، المتخصص في الشأن الإيراني، أن «حركة الصابرين» الشيعيَّة في غزة، تلقى الرعاية الإيرانية لسببين رئيسيين؛ الأول العلاقات الدافئة بين قيادات حماس الإخوانيَّة، وطهران، والثاني تشيُّع أبرز قادة "حركة الجهاد الإسلامي"، وأمينها العام رمضان شلح، وهو ما لم تنفه الحركة.

وأضاف «علاء»، في تصريح لـ«الْمَرْجِع»، أن «إيران سعت إلى تشكيل «حركة الصابرين»، حركة خالصة لها، على غرار تنظيم "حزب الله" الإرهابي، ومن اللافت إلى الانتباه أنها ترفع شعارًا مستنسخًا من شعار التنظيم اللبناني».

وأشار المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أن الوقائع تُثبِت كل يوم أن ولاء الشيعة العرب ليس لأوطانهم؛ وإنما لـ«ملالي طهران»، مؤكدًا أن إيران سعت إلى تشكيل حركة الصابرين؛ لحاجتها إلى تنظيم يدين بالولاء الخالص لها، ويأتمر بأوامرها؛ عَبْرَ تلقِّي عناصر الحركة أموالًا طائلة؛ في ظل توفير غطاء سياسيّ لها عَبْرَ حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة.

وأوضح «علاء»، أن إيران تُركِّز على فلسطين بشكل عام؛ لما للقضية الفلسطينيَّة من تأثير في نفوس المسلمين، وهو ما يسهل معه مهمة نشر التشيُّع، مشيرًا إلى أن حركة الصابرين تُعَدُّ أول جماعة شيعيَّة في قطاع غزة؛ بعد أن انشقت بشكل رسمي عن حركة "الجهاد الإسلامي"؛ عقب فشل إيران في استعادة "حركة الجهاد" بشكل كامل إلى أحضانها.

 

المصدر : المرجع

6/8/1439

22/4/2018

 

 



مقالات ذات صلة