تصدير التشيع و حماس!

بواسطة عين الراصد قراءة 1459
تصدير التشيع و حماس!
تصدير التشيع و حماس!

تصدير التشيع و حماس!

 

تعتبر حركة حماس امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وهي قد ظهرت للعلن بهذا الاسم عام 1987م مع بداية الانتفاضة الأولى، وقد تشكلت حماس نتيجة جهود متعددة منها جهود الشيخ عبدالله عزام، وإخوان فلسطين في الكويت، والشيخ أحمد ياسين وإخوانه في فلسطين.

وبسبب اغتيال عزام عام 1989م، أصبح الدور الخارجي لحماس مناطاً بالإخوان المسلمين الفلسطينيين في الكويت، والذين يشكلون غالبية المكتب السياسي لحماس، ولما كان نشاط الدعوة السلفية في الكويت واضحاً تأثر إخوان الكويت بالسلفية مما أوجد وعياً بأبعاد الخلاف العقدي بين السنة والشيعة، ولذلك كانت حماس تتصدى لمحاولات تشييع الفلسطينيين من قبل حركة الجهاد وإيران، لكن بعد ما مرت به حماس من ظروف أوهنت علاقتها بالدول السنية المعتدلة كالسعودية ومصر والأردن، جعلها تعتمد أكثر على إيران وسوريا، والعجيب أن حماس والدول السنية المعتدلة، يشوب علاقتهم أحياناً تشدد على قضايا، يتم التساهل فيها مع الأطراف الأخرى كإيران وسوريا!!

لقد شكل اعتماد حماس على إيران وسوريا، نقطة ضعف في موقف حماس من نشر التشيع بين الفلسطينيين، فحماس تعلم بالنشاط الشيعي في أوساط المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا، وتعلم حماس بما يلاقيه الفلسطينيون في منطقة البلديات ببغداد على يد قوات جيش المهدي وفيلق بدر الشيعيين، كما أن حماس لا يخفى عليها حقيقة مواقف حزب الله من إسرائيل، وما يقوم به حزب الله من تلاعب بعواطف الفلسطينيين بقصة الأسرى، وحماس لا تجهل سكوت حسن نصر الله وتواطؤه مع شيعة العراق في التعاون مع الأمريكان.

وبسبب الاعتماد على إيران وسوريا، وبسبب ظروف البعد عن مرجعيات حماس الشرعية، أيضاً وبسبب كون جماعة الإخوان المسلمين في الأصل تتبنى نوعاً من التساهل تجاه العقيدة الشيعية حيث كان المؤسس الأستاذ حسن البنا من الناشطين في لجنة التقريب بين السنة والشيعة ([1]) ، كما أن جماعة الإخوان كانت تعتبر جماعة نواب صفوي "فدائيان إسلام" في إيران بمثابة جماعة الإخوان في إيران، ونواب صفوي كان شيعياً متطرفاً إلى حد القتل، حيث تمكن من قتل الشيخ أحمد كسروى بعد عدة محاولات لاغتياله لأنه تحول لمذهب أهل السنة([2])، لكل هذه الأسباب حصل نوع من التساهل من قيادات حماس تجاه النشاط الشيعي، بل لقد وصل إلى حد التأثر أحياناً، ولعل المواقف التالية تظهر ذلك بشكل أوضح:

1-  بعض تصريحات قادة حماس، والتي تصرح بالتحالف الإستراتيجي مع إيران، مثل تصريح عماد العلمي ممثل حماس السابق في طهران وعضو المكتب السياسي ([3]).

2-    الثناء من قيادات حماس على حزب الله ([4]) .

فهذه المواقف لا تبشر بخير للأسف، ويجب تدارك هذا التقصير والخلل، بوضع الأمور في نصابها، من حيث ضبط العلاقة مع إيران وحزب الله وسوريا من جهة، وبناء موقف سياسي شرعي واضح من جهة أخرى.

ولذا يجب أن نعتمد على أنفسنا بالدرجة الأولى ولا نخضع للمصالح في كل الأحوال قال تعالى: (ودوا لو تدهنوا فيدهنون).

كما أن على حركة حماس في الداخل التصدي بقوة لمحاولات تشييع الشعب الفلسطيني، وخاصة أنهم الآن في موقع المسؤولية التشريعية والتنفيذية ولها نفوذ قوى في الشارع الفلسطيني.

ومن الأمور التي نأمل أن تقوم بها حماس، زيادة الاهتمام بالجانب الشرعي والعقدي خاصة في هذه المرحلة التي يدعم بها اليهود الفرق الضالة لنشر عقائدهم مثل البهائية والقاديانية وغيرها، من خلال منابر حماس الإعلامية وخاصة القناة الفضائية التي تؤسسها حماس.

كما على حماس منع أي تجاوز على العقائد الإسلامية من قبل المتشيعين في فلسطين كما يحصل من محمد شحادة وأعوانه في بيت لحم.

 

*********************


1 – يمكن الرجوع لكتاب " إيران و الإخوان المسلمين " لعباس خامه يار ، لمزيد من المعلومات .

2– يمكن الرجوع لكتاب حتى لا ننخدع ص 169 .

3– حماس الفكر والممارسة السياسية ، لخالد الحروب .

4 – وكالة مهر الإيرانية للأنباء 22/2/2006م .

 



مقالات ذات صلة