29-4-2014
كانت إيران تحت حكم الإمبراطورية الساسانية -الفرس-، وفتحت في عصر خلافة الخليفة الراشد عمر الفاروق، ودخل الإيرانيون بعد ذلك الدين الجديد واعتنقوا الإسلام و تخلصوا بذلك من ظلم واستبداد الساسانين في عصر الأمويين والعباسيين، ولم يوجد في إيران شيعة إلا عدد ضئيل جدا في بعض المدن، ولكن في عام 906 هـ وبعد مجيء الصفويين بدأت الطائفة الشيعية في إيران بالنشاط و الحركة، فأسست أول دولة شيعية في التاريخ على يد الصفويين وبعد أن ولى شاه "إسماعيل الصفوي" بزمام الأمور في الدولة الصفوية أعلن مذهب الشيعية الأمامية مذهبا رسميا لدولتها عام 907هـ، وبدأت أوضاع أهل السنة في إيران بالتدهور ومورس عليهم الظلم وعذبوا وشردوا وقتلوا.
ومنذ ذلك التأريخ و حتى اليوم للشيعة في إيران السلطة الكاملة وبيدها زمام الأمور في جميع نواحي الحياة، وفي المقابل ليس لأهل السنة أية سلطة أو مشاركة حقيقية في صنع القرار و إدارة البلاد، بل يمارس عليه كل أنواع الظلم و التميز.
ولكن الآن فوجئنا بتقرير يخرج من بين ثنايا طهران يحذر ساستها وقادتها بأن "الخطر السني" قادم أو كما يطلقون عليه -ظلما وبهتانا- "الخطر الوهابي"، فكشف التقرير عن مخاوفها من زيادة عدد الإيرانيين السنة، الذي بدأ يحدث تغييرا فعليا في تركيبتها السكانية من حيث الانتماء المذهبي.
وبحسب ما ذكره مجموعه من الباحثين والخبراء فإن إيران من الممكن أن تتحول إلى المذهب السني خلال ربع قرن، بناء على إحصاءات سكانية موثوقة، أظهرت أن الكفة أخذت تميل باتجاه السنة الذين يتراوح عددهم بين 20 مليونا و25 مليون نسمة بينهم مليون في طهران من إجمالي 75 مليون نسمة عدد سكان إيران.
لذلك برزت صرخات مدوية من شرائح اجتماعية مختلفة ورموز نخبوية مقربة من القيادة الإيرانية باستدراك الأمر قبل استفحاله، وتحول إيران من المذهب الشيعي إلى المذهب السني أو «الوهابي» كما يحلو لإيران تسميته.
واللافت في الأمر أن الإيرانيين الشيعة كانوا يلتزمون بسياسة تحديد النسل التي فرضتها الحكومة منذ سنوات، بينما لم يلتزم بها السنة بناء لفتاوى حرمتها أطلقها مشايخهم، لذلك أصبح عدد أبناء الشيعة في تراجع مستمر مقابل ارتفاع في أعداد المواليد السنة.
وتشير التقارير الصادرة إلى أن معدل النمو السكاني في الأقاليم ذات الغالبية السنية أعلى من متوسط النمو السكاني في البلاد بشكل عام، فوفقا لبعض الإحصاءات، يتجاوز مؤشر النمو السكاني في المناطق السنية بثلاثة أضعاف متوسط النمو السكاني في البلاد. في حين أن النمو الذي اقره التقرير: في محافظات مثل طهران وقم وسيستان وبلوشستان ترتفع بواقع 4% بينما معدل الشيعة 1.7 % فقط، وبحسب موقع «نفس نیوز» الإيراني، فإن عدد التلاميذ السنة والشيعة في المرحلة الابتدائية في إيران قد تساوى.
ونقل موقع "شيعه أونلاين" المقرب من النظام الإيراني، عن الأستاذ الأكاديمي بجامعة مشهد الدكتور "سيد حسين علوي" قوله: (إن معدل النمو السكاني في بعض المناطق السنية يصل إلى 7 %، أما في المناطق الشيعية فيتراوح بين 1 % و1.3%، ففي أحد أحياء مشهد توجد مدرستان للبنات واحدة ابتدائية ومتوسطة، والثانية ثانوية، يشكل الشيعة في المدرسة الثانوية 80 % من مجموع الطالبات، بينما يشكل السنة 20% فقط، أما في المدرسة الابتدائية فتشكل الطالبات السنة 80 % والشيعة 20 % فقط).
الأمر الذي دعا المرشد الأعلى في إيران "خامنئي" حث الحكومة على معالجة مشكلة "شيخوخة المجتمع" والعمل على مضاعفة أعداد السكان، كما أن البرلمان الإيراني يسعى لحظر عمليات التعقيم للرجال والنساء، فضلا عن تشديد قوانين الإجهاض في البلاد، في ما استعانت وزارة الصحة الإيرانية بنحو 150 ألف ضابط للعمل على إقناع الأسر ذات الطفل الواحد بأهمية زيادة عدد أولادهم، وتشجيع الشباب على الزواج, كما شاركت في هذه الحملة الكليات الطبية فقدمت دورات عن أهمية الزواج والزيادة السكانية .
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث