انطلاق موقع لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
مع بدايات شهر ذو القعدة 1427هـ / كانون الأول (ديسمبر) 2006م كانت الانطلاقة المباركة لموقع الحقيقة عبر الشبكة العنكبوتية http://www.haqeeqa.com ، والذي يعد رافد مهم وحقل عمل للجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين، والذي لاقت فكرة إنشاؤه وإطلاقه قبولاً وتشجيعاً في أوساط أهل السنة – ولله الحمد – وخصوصاً الدعاة وأهل العلم الذين أشاروا على اللجنة أهمية مثل هذا الجهد في وقت تكالبت الحركات الباطنية على فلسطين وأهلها، كلٌ يريد أن يقتطع لنفسه شيئاً بعدما رأوا التوجه نحو الإسلام الصحيح يشق طريقه بسرعة في الوسط الفلسطيني، فما كان من هؤلاء إلا نشطوا من أجل أن يكون لهم دور مستقبلي في التأثير على قضية تعد القضية المركزية للمسلمين في صراعهم مع العدو اليهودي، وصرفها في اتجاهات تخدم مصالحهم الشخصية أو تحقق أهداف العدو من حيث يعلمون أو لا يعلمون.
ولعل من أبرز هذه الحركات الباطنية الباطلة والتي نشطت في بث سمومها في الوسط الفلسطيني مؤخراً حركة الرافضة (الشيعة الإثنى عشرية الصفوية) في محاولة منها بالاستئثار بجهود وجهاد وتضحيات الشعب الفلسطيني وسط غياب – وللأسف – الدور السني وتخاذل الكثيرين منهم، فما كان منها إلا أن استغلت هذا الأمر وبدأت بالعمل بجهود جبارة من أجل صرف هذا الشعب المجاهد عن عقيدته ومنهجه.
ففي الوقت التي تحاول فيه تبييض صورتها أمام الشعب الفلسطيني من خلال فتات المال والإغراءات الموهومة، ومواقف تلعبها بإتقان في السياسة الدولية من خلال كلمات تداعب بها قلوب وعواطف الناس ليتم قبولها وفتح الأبواب لها، في حين نجدها في الطرف الآخر تذبح وتقتل إخواننا كلما سنحت لهم الفرصة، وما العراق ولبنان عنا ببعيد، والتاريخ المعاصر – فضلاً عن الماضي – عنا بغائب، وتقوم بغسل أدمغة البسطاء وأصحاب الأهواء في بعثات دراسية وضمن حوزات عليمة – زعموا – تزرع الشك والفتنة وتطعن في ثوابت الأمة.
وما زالت الأيام – ولله الحمد – تتوالى لتفضحهم وتكشف ادعاءاتهم، وتبين حجم خياناتهم للأمة من خلال العلاقات المشبوهة والمتطورة والولاءات الباطلة مع أعداء الأمة من اليهود والصليبيين.
ومن هنا كانت انطلاقة لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين لمواجهة هذا المشروع الصفوي الخطير والذي يريد اجتثاث هذا الوسط المجاهد عن تاريخه وسلفه بزرع جذور الفتنة والشبهات ضد قرآننا وسنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه وضد صحابتنا الكرام رضوان الله عليهم وأزواج نبينا الطاهرات المطهرات.
وقدوتنا في ذلك سلفنا الصالح رضوان الله عليهم من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وصلاح الدين الأيوبي وقطز وغيرهم الكثير رحمهم الله، فإنهم مع جهادهم للعدو الخارجي من الصليبيين وأعوانهم، لم يغفلوا عن جهاد عدوهم الداخلي من الرافضة والباطنيين والفرق الضالة، هدفهم في ذلك تنقية الصف الإسلامي وتوحيده تحت ظلال السنة، فكان لهم النصر والتأييد من الله جل وعلا.
وما موقع الحقيقة إلا جهد متواضع في هذا السبيل من أجل تحقيق أوسع مجال للانتشار والتوعية لأهلنا في الداخل والخارج من هذا الخطر القادم، وما هو إلا إضاءة جديدة لأهل السنة في فلسطين لكي يبصروا دربهم ويميزوا عدوهم ويوحدوا جهودهم من أجل إرجاع فلسطين إلى حوزة المسلمين ولينعم أهلنا بالعدل والأمان من كل المعتديين والغاصبين.