خميني .. "يوم عالمي للقدس" .. وتاريخ أسود في الحرب على فلسطين - الجزء الأول

بواسطة الحقيقة قراءة 748
خميني .. "يوم عالمي للقدس" .. وتاريخ أسود في الحرب على فلسطين - الجزء الأول
خميني .. "يوم عالمي للقدس" .. وتاريخ أسود في الحرب على فلسطين - الجزء الأول

منذ عهد النبوة وعيون المسلمين تتطلع إلى بلاد الشام ذلك لاحتضانها المسجد الأقصى المبارك - القبلة الأولى للمسلمين - لفضائله الجمة وكونه من المساجد التي تشد إليها الرحال ، وبتتبع السيرة النبوية الشريفة نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يرسل جيشا في حياته خارج الجزيرة إلا إلى بلاد الشام وكان ذلك في غزوة مؤتة الشهيرة، وتلتها غزوة تبوك بقيادته صلى الله عليه وسلم ، التي لم يلق فيها أحدا من الروم .. ثم بعد ذلك  بعث أسامة رضي الله عنه ، على رأس جيش عند وفاته صلى الله عليه وسلم ، وأكمل هذه المهمة الصديق أبو بكر رضي الله عنه .

بعد انتهاء حروب الردة جهز الصديق رضي الله عنه ، الجيوش لفتح العراق والشام؛ فكانت هنالك المعركتان الفاصلتان اليرموك مع الروم والقادسية مع الفرس ؛ ففارس انتهت بعد القادسية وفتح الفتوح " نهاود "؛ أما الروم الصليبية فبالرغم من إخراجهم من بلاد الشام على أيدي الصحابة  إلا أن الصراع معهم لم يخمد وأستمر متقدا عبر قرون متتالية وإلى عصرنا الحاضر.

وكانت الحرب سجالا بيننا وبين الروم؛ فمرة تكون الكرة لنا - وهو الأكثر- ومرة علينا، ولقد ذاق الروم الأمرين من قتال المسلمين وصبرهم وجلدهم واستبسالهم حتى سقطت الكثير من حواضرهم  مثل الأندلس والقسطنطينية وقبرص وصقلية وكثير من بلاد أوروبا بأيدي المسلمين ؛ بل حتى عواصمهم الأوروبية كانت تقصف بالمدافع العثمانية .

وكان مركز الثقل في جهاد الروم تاريخيا يقع على عاتق بلاد الشام والعراق ومصر إلى أن سقطت تلك الأمصار بيد الصليبية الجديدة بعد انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

 وقال حينها غورو الجنرال الفرنسي كلمته الشهيرة - بعد أن ركل قبر صلاح الدين - "ها قد عدنا يا صلاح الدين" .. وقال صنوه الجنرال اللنبي البريطاني : "الآن انتهت الحروب الصليبية" .

لكن الصليبية الجديدة لم تهنأ بهذا الانتصار لعلمهم أن هذا الدين لن يموت ، وأنه يحيا ويقوى بعد ضعف ؛ فواكب الغزو العسكري غزو فكري لصرف المسلمين عن دينهم فكانت العلمانية المعاصرة، وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بُذِلت في هذا المضمار إلا أن الصليبية أدركت أن جهودها قد ذهبت أدراج الرياح بعد رجوع المسلمين إلى دينهم وعودتهم إلى السنة والحديث الصحيح على يد ثلة من مجددي الأمة أمثال الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله تعالى ، وغيرهم من أهل العلم وطلبته المخلصين، وهنا تحسست الصليبية رقبتها، وخشيت أن يكون ما ذاقته من ويلات قد يُكررْ، وأن ما حققته من إنجاز قد تفقده ، ففكر شياطينهم بحيلة جديدة ومكر خبيث ؛ وهو استهداف أهل السنة من الداخل عبر عدو تاريخي لهم - وهم الشيعة الرافضة -لإشغالهم  به ، وعرقلة رجوعهم إلى دينهم الحق ، وخلال هذا الصراع الدموي والمصيري بين الرافضة وأهل السنة تتابع الصليبية المشهد من موقع المتفرج الشامت .

وقد تم اختيار شخصية خطيرة للقيام بهذه المهمة الشيطانية ألا وهو المدعو " خميني " حيث تم احتضانه في دولة فرنسا الصليبية ذات التاريخ الدموي السادي ضد أهل السنة .

وهكذا قامت فرنسا بترتيب مأوى للخميني في بلدة  " نوفيل لو شاتو الفرنسية "، وتوفير منابر إعلامية له لمخاطبة الشعب الإيراني الذي كان متذمرا من حكم شاه إيران آنذك .

وبعد نضوج  الأمور في إيران، وبعد أن تم تهييج الشعب ضد الشاه عبر تسجيلات خميني  الصادرة من تلك البلدة الفرنسية ..

تم إسقاط الشاه بعد تخلي أمريكا عنه، تلى ذلك رجوع خميني من فرنسا بطائرة وحماية فرنسيتين ليتسلم مقاليد حكم إيران، ويفرض الدين الرافضي على هذا البلد، وقام بتبني  شعار تصدير الثورة والتي في حقيقتها تصدير التشيع والفتن إلى بلاد المسملين ..

ولتمرير تلك الخطط على أهل السنة رفع شعار تحرير فلسطين كي يبلع عوام أهل السنة والمغرر بهم ذلك الطعم ، وحتى تنجح بعد ذلك جحافل التشيع باختراق المجتمعات السنية بحجة الدفاع عن قضية فلسطين ورفع شعار تحريرها وهم في الحقيقة ألد أعدائها .

وما أن تم رفع شعارات "المقاومة والممانعة" حتى سارع الرافضة إلى تشكيل مليشيات مسلحة تحمل على عاتقها التدخل في قرارات بعض الدول، وسحق كل تحرك سني يمثل خطرا على الصليبية الجديدة أو ربيبتها دولة يهود، ومن يعترض طريق هذه المليشيات يوصم بالعمالة والتخوين لأنه تصدى لـ"المقاومة" كما يدعون .. بل تقوم الصليبية بتصفيته وإزاحته عن طريق تلك المليشيات لتنطلق باتجاه تنفيذ مهمتها .

 

الخمينية وقضية فلسطين :

كما هو معلوم تاريخيا فإن التشيع خنجر مسموم في خاصرة الأمة؛ فلم يُذكرْ عن الشيعة بأنهم حرروا شبرا من أرض المسلمين كما أنهم لم يتصدوا لعدو غاز؛ بل تاريخهم متخم بالخيانات والتآمر مع الأعداء ضد أهل الإسلام فلم تسقط القدس بيد الصليبية إلا بعد أن استولى عليها العبيديون الشيعة .

وبنفس الخيانات سقطت بغداد وغيرها من أمصار المسلمين فأينما تواجد الشيعة فهم رأس حربة وجسر لأي معتد؛ فالشيعة ساعدوا الهولنديين في القضاء على دولة اليعاربة شرق الجزيرة .

كما ذكر السلطان عبدالحميد بأن الصراع مع الصفويين لم يكن في صالح الأمة الإسلامية بتاتا بل كان في مصلحة الكفر والكافرين .

قال المؤرخ المعاصر لـ"الدولة الفاطمية" ابن الأثير: ان أصحاب مصر من العلويين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية وتمكنها واستيلاءها على بلاد الشام إلى غزة ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم، ودخول الأقسيس إلى مصر وحصارها؛ خافوا وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه.. (الكامل لابن الأثير 10/273، تاريخ ابن خلدون ,, لابن خلدون 5/24).

كان الصليبيون يحشدون قواتهم ويدعون إلى رص الصفوف عام 488 هـ؛ في هذا الوقت الحرج والعالم الإسلامي مهدد بالغزو الصليبي وهو في حاجة ماسة لمد يد العون وإلى كل جهود مخلصة لتوحيد جبهة المسلمين في وجه الصليبيين.

في هذا الوقت العصيب لم تقف "الخلافة الفاطمية" صامتة متفرجة على الزحف الصليبي فحسب؛ بل كان موقفها مريبا غامضا مثيرا للشكوك والدهشة.

لم يتمهل الوزير الأفضل لـ"الدولة الفاطمية"؛ بل استغل فرصة إنشغال السلاجقة في الشمال في أنطاكية بالتصدي للزحف الصليبي فأرسل قواته إلى صور وفتحها عنوة وملكها (الكامل لإبن الأثير: 1/264).

ثم أرسل قواته في العام التالي، ونزلت على بيت المقدس ، واستطاعت أن تنتزعه من أصحابه الأراتقة سكمان وأخيه إيلغازي. (اتعاظ الحنفا للمقريزي: 3/22).

 

الخمينية حركة باطنية شعوبية غاشمة:

والخمينية لم تكن شذوذا عن هذه القاعدة المطردة لدي الشيعة فهي حركة باطنية غالية شعوبية تكره وتستخف بكل ما يمت للعرب بصلة وهي امتداد لحركات الغلو الباطنية مثل القرامطة والحشاشين الإسماعيلية والبابية والبهائية والنصيرية والدرزية وغيرها؛ وكم ذاقت الأمة من ويلات تلكم الفرق الباطنية؛ فمن آثارهم السيئة  أن عطل الحج عام 316 هـ بسبب القرامطة الذي هاجموا بيت الله الحرام ، وقتلوا الحجيج وهم متعلقون بأستار الكعبة ، وسرقوا الحجر الأسود حتى عاد للبيت بعد عشرين عاما .

إن أول عمل قامت به الباطنية الخمينية هو غزو العراق بالرغم من تدثرها بقضية تحرير فلسطين بينما لم تحرك ساكنا عندما اجتاح النصيري حافظ الأسد -حليف الخمينية-  مدينة حماة وقام بسحقها وهدم بيوتها على ساكينيها .

أما فيما يخص قضية فلسطين فإن الخمينية كانت وما تزال عبارة عن ظاهرة صوتية ليس إلا؛ فهي كالطبل صوته عال لكنه فارغ ويا ليتها وقفت موقف المتفرج فيما يتعلق بقضية فلسطين بل إنها غمست يدها الآثمة في التنكيل بأهل فلسطين ما وجدت إلى ذلك سبيلا؛ فالخمينية هي السبب الرئيس في تهجير الفلسطينيين من دول الطوق سوريا ولبنان والعراق وإلى شتات جديد وذلك باستعمال أكثر الطرق دموية وإجرامية ؛ فشعارات "يوم القدس" في واد وحقيقة الحال في واد آخر .

 

مواقف مخزية تجاه الفلسطينيين :

تعرض الفلسطينيين في حياة خميني إلى كوارث سواء كانت تلك الكوارث من العدو الصهيوني أو من قبل الخمينيين أنفسهم؛ ولم يحرك خميني ساكنا حينها لنصرة الفلسطينيين المضطهدين ..

1: في عام 1982 قامت قوات الاحتلال الصهيوني باجتياح جنوب الجنوب اللبناني وصولا إلى بيروت حيث تمت محاصرة المقاومة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، واستمر الحصار قرابة خمسين يوما مع القصف العنيف جوا وبرا وبحرا حتى خرجت المقاومة بقيادة ياسر عرفات بمؤامرة ..!!  وهكذا أسدل الستار على آخر وجود منظم للمقاومة الفلسطينية في دولة عربية مجاورة للكيان الصهيوني، وكالعادة فإن شعارات "يوم القدس العالمي" لم يكن لها أثر على الأرض وكانت إيران ضمن جوقة المتفرجين .

2 : بعد انسحاب المقاومة الفلسطينية من بيروت قامت القوات الصهيونية بالتعاون مع حلفائها من "حزب الكتائب" بالمجزرة الشهيرة في مخيمي صبرا وشاتلا حيث قضى آلاف الفلسطينيين حياتهم بأبشع الوسائل لكن إيران لم تتدخل لنصرة هؤلاء .

3 : عند انسحاب المقاومة الفلسطينية من بيروت أرادت تنظيم صفوفها وذلك بالعودة مرة أخرى عن طريق مدينة طرابلس لكن كانت القوات السورية مع عملائها بالمرصاد لهذه المحاولة من قبل منظمة التحرير وبقيادة عرفات نفسه فقامت بوأد هذه المحاولة في مهدها عبر القصف والحصار، ولم نر أي تدخل إيراني لنصرة الفلسطينيين ولو عبر الضغط على حليفهم حافظ أسد آنذاك .

4: هجوم "حركة أمل" الشيعية على المخيمات الفلسطينية في بيروت وحصارها عام 85، ولم يتدخل خميني في وقتها لكبح جماح تلك الحركة وإيقاف المجزرة بالرغم من شيعية "الحركة" ، والضحية هو الفلسطيني، وهذا إن دل فإنما يدل على زيف شعارات خميني المتعلقة بـ"يوم القدس العالمي" وكذبها وأن الحقيقة هي غير الشعار المرفوع تماما .

5: اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 من جباليا في قطاع غزة ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين واستمرت إلى عام 1991 وأطلق عيها انتفاضة الحجارة .

أي أن انتفاضة الحجارة اندلعت في حياة خميني رافع شعار "يوم القدس" لكنه كالعادة لم يفعل شيئا لدعم تلك الانتفاضة أو مساندة أهلنا هناك وإن احتج بأنه كان منشغلا بالحرب العراقية الإيرانية فإن الحرب انتهت عام 1988 والانتفاضة استمرت بعدها .

والسؤال هو :  لماذا لم يترجم خميني شعارات "يوم القدس" إلى أفعال..؟؟

 والجواب معروف وبدهي ذلك أنه أراد التجارة بفلسطين ولم يرد نصرتها .

 

الخمينية واجتثاث الفلسطينيين :

كما ذكرنا فإن الخمينية هي فكرة ونهج شرعه خميني، واستمرت تلك الفكرة حتى بعد مماته ..فقد قامت الحركات والمليشيات الشيعية التي تسير على طريق الخمينية بمهاجمة أماكن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من أرضهم بسبب جرائم الاحتلال اليهودي، وارتكبت تلك المليشيات الخمينية أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين اللاجئين، ومن تلك الجرائم ما عاصره خميني في حياته، ومنها ما حصل بعد هلاكه على أيدي أتباعه الذين استمروا بالاحتفال بـ"يوم القدس العالمي" في الجمعة الأخيرة من رمضان .

لكن هذه الاحتفالات لم تخفف الوطأة عن الفلسطينيين .. وكانت من ضمن تلك الجرائم :

 

حصار "حركة أمل" للمخيمات في بيروت  :

حاصرت "حركة أمل" الشيعية عام 1985م مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة وهاجمتها بشكل جنوني ومدمر؛ حتى لجأ أهلها إلى  أكل  الأعشاب والقطط والكلاب من شدة هذا الحصار وشحة أو انعدام الغذاء .

استمر هذا العدوان شهرا كاملا،ولم يتوقف حتى رضخ الفلسطينيون لأمر الحاكم الفعلي في سوريا "حافظ الأسد" ووكيله في لبنان "نبيه بري" ؛ بعد أن  اقتحمت "حركة أمل" مخيمي صبرا وشاتيلا وقامت باعتقال الفلسطينيين ومنعت سيارات الإسعاف من إنقاذ الجرحى,, ومنع كذلك الهلال الأحمر من دخول المخيم، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء عن المستشفيات الفلسطينية،وتعرض كذلك مخيم برج البراجنة لقصف عنيف ومركز بالهاونات، وانطلقت حرب قوات "أمل" المسعورة على الفلسطينيين أطفالا ونساء، وقام اللواء السادس في الجيش اللبناني بمساندة "حركة أمل" في حربها  هذه,, ومن الجدير بالذكر إن أفراد هذا اللواء  كانوا كلهم من الشيعة وبعد شهر كامل من القصف الشديد والمركز على المخيمات خرج الفلسطينيون من مخابئهم بعد الخوف والجوع الشديد الذي دفعهم ليأكلوا الكلاب والقطط كما ذكرنا  وليجدوا إن 90% من بيوتهم تم تدميرها وقتل وجرح ما لا يقل عن 3100 شخص و15 ألف مهجر .

ذكرت صحيفة (ريبوبليكا) الإيطالية أن فلسطينيًا من المعاقين لم يكن يستطيع السير منذ سنوات رفع يديه مستغيثًا في شاتيلا أمام عناصر "حركة أمل" طالبًا الرحمة .. وكان الرد قتله بالرصاص .. وقالت الصحيفة في تعليقها على الحادث: "إنها الفظاعة بعينها" هـ

وهذه عينة من جرائم أمل بحق الفلسطينيين :

-  عدد كبير من الفلسطينيين قتلوا في مستشفيات بيروت، ومجموعة من الجثث الفلسطينية ذُبح أصحابها من الأعناق. (صنداي تلغراف، 27 مايو 1985م).

- قامت قوات "حركة أمل" بنسف أحد الملاجئ التي كان يتواجد فيها مئات الشيوخ والأطفال والنساء في عملية دنيئة تعبر عن "البربرية" الجديدة . (الوطن الكويتية، 27 مايو 1985م).

-  ذكَرَت شاهدة عيان أنها رأت أحد أفراد المليشيا يذبح بحربة بندقيته ممرضة فلسطينية لأنها احتجت على قتل جريح أمامها . (الشرق الأوسط، 28 مايو 1985م).

- مليشيات "أمل" جمعت العشرات من الجرحى والمدنيين خلال ثمانية أيام من القتال في المخيمات الثلاثة وقتلتهم. (وكالة الأسوشيتد برس، 28 مايو 1985م).

 

شعار "أمل" المجرمة:

(لا إله إلا الله والعرب أعداء الله).... شعار جديد رددته "حركة أمل" خلال مسيرات لمقاتليها في شوارع بيروت الغربية في 2 "يونيو" 1985 احتفالاً بـ(يوم النصر) بعد سقوط مخيم صبرا وموت الكثيرين داخله من الجوع وانعدام العناية الصحية وانتشار الأمراض فيه.("أمل" والمخيمات الفلسطينية ص69)

هذه الحرب الشعواء التي شنت على الفلسطينيين حصلت وخميني كان الحاكم الفعلي لإيران بل ان لم نبالغ فهو الحاكم لكل شيعة العالم ومن ضمنها تلك "الحركات" و"الأحزاب" الشيعية؛، وكان يستطيع باتصال هاتفي إيقاف هذه المجزرة ضد الوجود الفلسطيني في لبنان لكنه حتى هذه لم يفعلها بالرغم من تشدقه بشعارات "يوم القدس العالمي" التي رفعها ظلما وعدوانا لتغطية جرائمه ..!!

 

جرائم المليشيات الشيعية ضد فلسطينيي العراق:

 

يعود الوجود الفلسطيني في العراق إلى عام 1948 ؛ومنذ ذلك الحين عاش الفلسطينيون حياة طيبة إلى أن احتلت القوات الأمريكية العراق عام 2003 بالتحالف مع المليشيات الخمينية القادمة من إيران ..

بعد ذلك بدأت حملات تصفية واغتيالات للمكون الفلسطيني في العراق على يد "جيش المهدي" و"فيلق بدر" الشيعيين؛ رافق ذلك هجوم واعتداء على المجمع الفلسطيني الأكبر في منطقة البلديات في بغداد .وكانت تلك الإعتداءات إما بقذائف الهاون أو الهجوم على مسجد الحي وهو جامع القدس ، بواسطة المليشيات ، حيث تعرض إلى قصف بقذائف الهاون في إحدى ليالي رمضان بتاريخ 19 \ 10 \ 2006 عند خروج المصلين من المسجد أسفر عن مقتل ثلاثة من الفلسطينيين وجرح 13؛ كما كان الفلسطيني يستهدف إذا خرج إلى عمله أو وظيفته أو حتى عند ذهابه للمستشفيات من أجل العلاج ليختطف ويقتل بعد تشويه جسده وتعذيبه، وتوجد عشرات الصور التي تتحدث عن أبشع عمليات القتل السادية والهمجية على يد المليشيات الشيعية للفلسطينيين نقلها موقع "فلسطينيو العراق"؛ كما إن عمليات  الاعتقال التعسفية للفلسطينيين التي كانت تفعلها ما تسمى القوات النظامية لا تقل إجراما عما فعلته المليشيات,, فقد طورد واعتقل أئمة مسجد القدس في البلديات وهوجم المسجد كذلك من تلك القوات التي قامت بعمليات اعتقال منسقة ومنظمة للفلسطينيين ومن ثم إظهار قسم منهم على شاشات التلفاز مدعية إنهم "إرهابيين" ..

 لقد قتل من فلسطيني العراق قرابة 350 شخصا وهذا العدد يعد كبيرا إذا ما قورن بعددهم الذي  يقارب الثلاثين ألفا فقط .

أعلن الأستاذ "قاسم محمد" مدير مركز "حقوق الإنسان" والدراسات "الديمقراطية" "أن عدد من قتل من الفلسطينيين في العراق على يد "جيش المهدي" و"فيلق بدر" خلال عامي 2006/2007 يفوق عدد قتلاهم على يد اليهود في فلسطين خلال الفترة نفسها".

 

كل هذه الهجمة الشرسة من الشيعة ضد الفلسطينيين جعل حياتهم لا تطاق,, مما أجبرهم على الهجرة من العراق  إلى سوريا، ومن ثم جاءت المنظمات الصليبية لتتلقفهم وتنقلهم إلى شتات جديد لإدماجهم في المجتمعات الغربية والغاية ضياع هويتهم؛ كما لا يفوتنا ذكر ما فعله المجرم بشار بحق فلسطيني العراق,, فكان يعتقلهم في سوريا ويقذف بهم الى الصحراء في وضع مزر لا يفعله إلا أسياده اليهود .

 

الحرب الشعواء على الوجود الفلسطيني في سوريا :

 

تدخل "فيلق القدس" بقيادة المقبور سليماني لإنقاذ النظام النصيري الذي كان على حافة الانهيار والسقوط عبر رفع الشعارات الطائفية بما يسمى حماية "المراقد" في سوريا؛ بعد ذلك تقاطرت المجموعات الشيعية من كل حدب وصوب لإنقاذ النظام المتهالك بهذه الحجة  .

وقامت هذه المجاميع بارتكاب المجازر المروعة بحق الشعب السوري المظلوم؛ وبما أنه لا يمكن التفريق بين فلسطينيي سوريا والشعب السوري بسبب تداخل وتقارب أماكن التواجد والسكن فإن الفلسطينيين نالهم ما نال إخوانهم السوريين من ظلم وجور على أيدي مليشيات ما تسمى "فيلق القدس" والتي تحتفل بـ"يوم القدس" الخميني ..!!! هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن استهداف الفلسطيني مقصود لأنه سني، وهذا عين ما حصل لفلسطينيي العراق .

لقد عاش الفلسطينيون في سوريا كجزء من نسيج المجتمع السوري ويتجاوز عددهم الـ 600 ألف نسمة، ويعود وجودهم  إلى عام 1948 التي تمثل تلك الفئة الغالبية من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وفيهم من مهجري 56 و67 و70، ويقطنون المخيمات التي تتوزع على رقعة الأرض السورية التي يبلغ عددها قرابة الخمسة عشر مخيما،

 منها : مخيم اليرموك – دمشق، مخيم الرمل – اللاذقية، مخيم عين التل – حلب، مخيم جرمانا – دمشق، مخيم حماة،مخيم حمص، مخيم سبينة – دمشق، مخيم "قبر الست" – دمشق، مخيم خان الشيح – ريف دمشق، مخيم درعا الطواريء، مخيم درعا .

يضاف إليها مخيم خان دنون، مخيم الحسينية، مخيم الرمدان .

وتستأثر محافظة دمشق وريفها  بـحوالي 67% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين .

بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين في سوريا قرابة 4022 قتيل حسب إحصائيات ( مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا ) والعدد قابل للزيادة.. هذا غير التهجير والاختطاف وتدمير المخيمات التي كانت نسبة تدمير بعضها بنسبة تجاوزت الـ90% كما حصل مع مخيم اليرموك ومخيم درعا .

وعلى سبيل المثال فإن في مخيم خان الشيح لوحده سقط فيه قرابة 203 ضحية من سكانه وهنالك 248 مغيبا قسريا في سجون النظام .

كما ذكر عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"- الكاتب ماهر الشاويش- أن مخاوف عدم العودة إلى مخيم اليرموك بدمشق تتزايد بشكل يومي في الأوساط الفلسطينية السورية .

وفي حديثه لـ"عربي21" قال : "مع كل يوم هناك طرح جديد سواء من قبل النظام أو عبر الجهات الإيرانية من شركات وغيرها، لتغيير المخطط التنظيمي للمخيم" .

وأضاف الشاويش، أن "المُسلم به الآن هو خضوع النظام للتوجهات الإيرانية، ما يعني عدم استبعاد تنفيذ مخططات المليشيات الإيرانية في المنطقة أو حتى الرغبة الإيرانية في أن تكون كل منطقة جنوب دمشق "حرما للسيدة زينب" ومخيم اليرموك بالطبع جزء منها" ..هـ

وفي لقاء مع وكالة "سبونتيك" الروسية أعلن محافظ نظام الأسد في درعا مؤخراً عن تحويل مخيم الفلسطينين في المدينة إلى "منطقة تطوير عقاري" .

واعتبر فلسطينيون سوريون، أن هذه القرارات هي خطوة لإنهاء الوجود الفلسطيني في الجنوب السوري ..!!

يقول (أيمن فهمي) المحامي والكاتب الفلسطيني السوري، ورئيس منظمة مصير (لأورينت نت): إن مشروع التطوير العقاري بخصوص مخيم درعا ضمن مخطط إزالة هذا المكان جغرافياً وطمس ذاكرته الوطنية، لأن المخيم الفلسطيني هو الرقعة المادية والمعنوية المعبرة عن قضية اللاجئين، وإدماج من تبقى من أهل المخيم بعد أن تم تهجير غالبيتهم في السنوات الأخيرة، ضمن أحياء سورية تسيطر عليها ميليشيات إيرانية وطائفية .

وكل هذا وأضعافه من الإنتهاكات بحق فلسطينيي سوريا تؤكد بأن المليشيات الإيرانية مع قوات النظام النصيري  باتت قاب قوسين من إنجاز مهمة شطب الوجود الفلسطيني في سورية، وكل ادعاءاتها عن "المقاومة" و"العداء لـ"إسرائيل"" هي بمثابة تغطية على الدور الحقيقي في خدمة بني يهود وتحقيق مصالحهم، وخصوصاً بعد تدمير المخيمات الفلسطينية في الجنوب السوري ومخيم اليرموك والتضييق على قاطني مخيمات الحسينية وغيرها من المخيمات ...

هذه أمثلة شاهدة على مدى إجرام المليشيات الخمينية بحق الفلسطينيين وهذا غيض من فيض تلك الجرائم..! ومن أراد المزيد فليذهب إلى مظان توثيق هذه الجرائم ليرى العجب العجاب من الفتك بالفلسطينيين وبأشد الطرق بشاعة ما يذكرنا بجرائم القرامطة والحشاشين الباطنية؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى تراهم يرفعون عقيرتهم بشعارات نصرة فلسطين عبر قيامهم بفعاليات منها " يوم القدس العالمي " لكن الأمر معكوس على الواقع ..!!

 

يتبع في الجزء القادم ..

 

 



مقالات ذات صلة