الحصار ولعبة التنصير في غزة
عبد العزيز الغريب
في ظل حصار مقيت على الشعب الفلسطيني وعلى الجمعيات الإسلامية الفلسطينية التي تعاني الأمرين من جراء الحصار الظالم على أبناء الشعب الفلسطيني وفي ظل عدم تعاون البنوك لاستقبال أموال لأي جمعية تحمل أو توحي بتوجه إسلامي حتى لو كانت هذه الأموال للأيتام مع الإتيان بكافة الأدلة للبنوك أن هذه الأموال هي للفقراء وللمساكين فإن ذلك لن يشفع لهذه الجمعية التي سرعان ما ستتهم بدعمها " للإرهاب " الأمر الذي دفع العديد من هذه الجمعيات لتغيير اسمها بحيث لا يوحي بتوجه إسلامي علّها تحظى ببعض الفتات لكسر الحصار وسد رمق الآلاف من العائلات المحتاجة بصدق والتي لم تعد تحتمل سياسة التجويع والمحاربة عبر لقمة العيش .....
الحقيقة لست هنا بصدد طرح حلول سحرية لمواجهة الحصار أو الخوض في نقاش سياسي. فهو حصار شامل تأثر منه الجميع ولم يبق أحد إلا وتأثر من هذا الحصار الظالم ولم تبق جمعية خيرية إلا وتعاني، والكثير منها أغلقت أبوابها لأنها لم تعد قادرة على الوقوف على قدميها .........
ولكن هناك من لم يتأثر من الحصار ولا يزال يعمل في ظل انتعاش اقتصادي مميز وفي ظل حصار قاتل ....
إنها الجمعيات التنصيرية في قطاع غزة .... ولا أقول ذلك بناء على وجهة نظر تفتقد للدليل بل أكد ذلك السكرتير التنفيذي لإتحاد الكنائس لصحيفة " فلسطين" اليومية قسطنطين الدباغ بأن المؤسسات الداعمة لإتحاد الكنائس لم تتأثر عقب الحصار الدولي الذي فرض على الشعب الفلسطيني . وأضاف بأن الإتحاد يتلقى الدعم من مختلف الكنائس التي تنتمي لإتحاد الكنائس العالمي والسوق الأوروبية.
وتقوم هذه الجمعيات بالعديد من الأنشطة التربوية والتي لها دور فعال في تغيير فكر وعقيدة العديد من الشباب والشابات بالإضافة إلى الإشراف على العديد من المراكز المهنية والطبية في قطاع غزة وتقديم العديد من الخدمات والمساعدات المادية لكم لا يستهان به من الشباب.
وتزعم هذه الجمعيات أنها تقدم خدمات للعديد من الطلاب الطالبات في الجامعة وتقوم بتقديم مساعدات لهم لدفع رسوم الجامعة وتوفير فرص عمل في ظل حصار مقيت .. ومن ثم يتم اختيار ذوي التوجهات الغربية ليقوموا بتأهيلهم لينفذوا أوامر أسيادهم.
الحقيقة إن ذلك لا يدل إلا على المخطط المدروس من قبل أعداء الأمة من يهود ونصارى لضرب الأمة في عقيدتها ولاستغلال الحصار للحصول على تنازلات عقائدية .... وفي ظل جهد تبشيري في قطاع غزة بدأ يظهر بازدياد حيث أن المؤسسات التنصيرية عددها في ازدياد....
وهذا يتطلب من الجميع العمل على قدم وساق لمواجهة هذا الخطر وهذا الأسلوب القذر القائم على التجويع والمساومة مقابل العقيدة .... تماماً مثل الروافض الذين يبتزون جرحى فلسطين فالأسلوب واحد والنية واحدة وهي تدمير عقيدة أهل السنة والجماعة.
ولكن ترى ألا يتطلب منا ذلك العمل بصدق لعدم السماح لأولئك .... ألم نساهم نحن في إيجاد مثل أولئك على أرضنا.
ألا يتطلب ذلك منا تخطيطاً سليماً وورش عمل مكثفة لمواجهة ذلك .... لست هنا بصدد وضع الحلول ... فلا يمكن وضع الحلول في مقال بسيط كهذا ولكن أردنا أن ندق جرس الخطر لعلنا نفيق وحتى لا نندم ونبكي على الأطلال في وقت لا ينفع فيه الندم.