(إخوان سنة وشيعة) .. أكذوبة أطلقها الشيعة فصدقها السنة

بواسطة عبدالرحمن السقاف قراءة 992
(إخوان سنة وشيعة) .. أكذوبة أطلقها الشيعة فصدقها السنة
(إخوان سنة وشيعة) .. أكذوبة أطلقها الشيعة فصدقها السنة

عقيدتنا تنبع بالتسامح وترفل بالتاخي، وهذا ما جاء على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال : (ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه).

حديث شريف يحوي قاعدة عامة تحفظ لكل ذي حق حقه من المسلمين وغيرهم من باقي الأديان والفرق ولا غرابة، فنحن اهل السنة دائما وابدا نتعايش مع الجميع مهما كان دينه ورسمه، ومهما كان مبدأه وكنهه.  هذا منهجنا الذي ندين الله تعالى به، منهج ثابت لا يتزحزح على مدى الأزمان .

غير أننا نرفض المكر والخداع، أو التلون في الخطاب والشعار، ورحم الله الفاروق عمر ورضي عنه حين قال : ( لست بالخب ولا الخب يخدعني)

آثار فضولي شعار  يتردد بين الفينة والأخري وهو شعار: (إخوان سنة وشيعة).

بداية نسلط الضوء على ولادة هذا الشعار، فهو شعار أطلقه شيعة العراق بعد 2003 وتحديدا بعد سقوط نظام صدام، وقبل 2003 كان الوضع في العراق هادئا بل ويملأه التصالح والمودة حتى وصل الأمر للتزاوج بين السنة والشيعة، فإذن مالفائدة من إطلاق شعار كهذا والمودة والتأخي موجودة من الاساس؟ إذ ستكون نتيجة هذا الشعار  الغبي ما هي إلا تحصيل حاصل إلا إذا كان لمطلقه مآرب أخرى. .وهنا بيت القصيد، وهذا ما أردت الحديث عنه .

*السني في نظر أصحاب هذا الشعار الغبي هو من يُوافقهم و يُؤيدهم أما من يُعارضهم من السنة فهو المغضوب عليه* ولنا في العراق خير شاهد، فكل سني وافق الحكومة الشيعية الجديدة فهو وطني بامتياز، وينطبق عليه شعار : (إخوان سنة وشيعة)، ومن خالف وانتقد الحكومة فإنه يُتهم بالبعث و يُرمى بالعمالة والدعشنة.

*وانتقل الأمر إلى الانقلابيين في البحرين،  فالانقلابيون في 2011 قالوا بأن مشكلتهم مع الأسرة الحاكمة ومع الحكومة فقط اما الشعب من أهل السنة فهم إخوان لهم ولا فرق بدليل إطلاقهم شعار (اخوان سنة وشيعة) لكن الواقع يُكذب هذا الشعار الغبي، فأي  سني يقف معهم في انقلابهم  فهو الوطني الشريف والمنطبق عليه شعار (إخوان سنة وشيعة)، ومن يقف ضدهم ويُخالفهم ويفضح أمرهم، فإنهم يرمونه بألفاظ عنصرية كمجنس و مرتزق، وطبال … الخ.*

فهذا السني خالد السردي طالب في جامعة البحرين،  اعتدى عليه ما يُقارب من (18) مجرم انقلابي في  أحداث هجوم الجامعة  2011 فأصبح بين ضرب وركل وبصق حتى تحول لون ثوبه الأبيض إلى الأحمر الداكن بسبب انتشار الدم في أنحاء جسده! فهل خالد السردي من الأسرة الحاكمة أو من الحكومة؟  أم لا ينطبق عليه وصف إخوان سنة وشيعة ؟

*السبب الحقيقي لاعتداءكم عليه : لأنه موالي لحاكمه الشرعي ورافض لانقلابكم بطريقة سلمية لا غوغائية هجمية.*

إن مصطلح الأخوة وصف إيماني فقال تعالى : (إنما المؤمنون أخوة) وإنما هنا أداة حصر بمعنى أن وصف الأخوة لا يكون  إلا  لمن اتصف بالإيمان، والانقلابيون اصحاب الشعار الغبي (اخوان سنة وشيعة)  يُكفرون الصحابة لا سيما الكبار منهم أمثال : (ابابكر وعمر وعثمان وأم المؤمنين عائشة) رضوان الله عليهم،  وهذه جريرة عظيمة ومصيبة جسيمة، فالقرآن الكريم يحمل بين صفحاته الكثير من آيات الثناء العطر على الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

وجاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال في الأنصار: (لا يُحبُّهم إلا مؤمنٌ، ولا يُبغضهم إلا منافقٌ، مَن أَحبهم أحبَّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله).

فإذا كان الإيمان ينتفي عن رجل  يُبغض الأنصار ويُثبت لهم النفاق، فكيف بمن  يُبغض الأنصار والمهاجرين والتابعين لهم بإحسان ويلعنهم و يُكفرهم، لاشك بانتفاء صفة الإيمان عنه دون ريب أو شك.

*لذا ومن منطلق ديني وواجب شرعي نقول أن وصف الأخوة لا يحق المجاملة أو المتاجرة به، أو إطلاقه على من لا يستحقه لمن لم تنطبق عليه صفة الإيمان.*

ومن يُطْلق عليه وصف الأخوة وهو لا يستحقها فإنه يصدق عليه قول الشاعر :
ألقاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاضة صولة الاسد
*كما ان هناك إجماع من علماء الشيعة الإمامية على انتفاء الأخوة بين السنة والشيعة، وقد قمت في كتابي: (أكذوبة التقريب) بعمل استقراء تام لأقوال علماء الشيعة من القرن الثاني الهجري إلى يومنا هذا فتوصلت إلى ( 114) عالما شيعيا كفر بصراحة أهل السنة مع نفي الأخوة عنهم.*

وعلى سبيل المثال لا الحصر انقل اعتراف عراب انقلابهم الأكبر الخميني يقول معترفا في كتابه: (المكاسب المحرمة)، (251/1) : ( *فغيرنا ليسوا باخواننا* ). ويقصد بغيرنا: أي غير الشيعي لا يُعتبر أخا لنا!

كما انقل تصريح المرجع الشيعي المعاصر تقي القمي الطباطبائي في كتابه : (عمدة الطالب)، (277/1)، قائلا: ( *ولا أخوة بين السنة والشيعة* ).

وقال ايضا (278/1): ( قد عُلم من الرسول الأكرم أن الإسلام والدين لا يتم إلا بالولاية *فمن لا يكون شيعيا لا أخوة بينه وبين الشيعي* فلا تشمله الآية الشريفة).

فهل نكون ملكيين أكثر من الملك؟ او نكون مثاليين لحد الانخداع و ندعي الأخوة معهم بينما هم يتملصون منها؟

*بقى أن أشير إلى انتفاء الأخوة لا يعني عدم التعايش، كما لا يستلزم الحرابة وعدم الألفة والمودة، وهذا ما سأذكره في مقالي القادم والذي بعنوان : (تعايش على خطى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم).*

 

كتبه / عبدالرحمن السقاف

 

 



مقالات ذات صلة