منى علي المطوع
30-8-2015
المتتبع للتطور الإرهابي النوعي الحاصل في مملكة البحرين، والذي طال عدداً من المدنيين مؤخراً، يؤكد المحاولات المستميتة من قبل وكلاء الإرهاب الإيراني لجر البحرين إلى مستنقع الحرب الطائفية وعزم الخلايا النائمة المتسللة بعد أن تم تدريبها بالخارج لإنشاء دولتها الإرهابية مهما كلف الأمر.
كافة الاعترافات التي قدمتها الخلايا الإرهابية التي تم ضبطها تشير إلى أن من يقود مشروع الدولة الإرهابية هو المطلوب الأمني عقيل أحمد علي الموسوي، الذي يعتبر زعيم الإرهاب داخل البحرين، وحسن نصر الله بالنسخة البحرينية.
الموسوي الذي تم القبض عليه عام 2010 بتهم التآمر لقلب نظام الحكم والتخابر مع منظمة إرهابية تعمل لدولة أجنبية وتم الإفراج عنه بعدها مع بقية أفراد عصابته، عاد خلال أزمة 14 فبراير 2011 ليلعب دوراً بارزاً فيها، وكان أول من أطلق شعار «ارحلوا» الطائفي على دوار العار، ورغم صدور قرار باعتقاله إلا أنه لايزال يتنقل متخفياً داخل البحرين ليتزعم التنظيمات الإرهابية التي تتلقى الأوامر منه.
عقيل الموسوي إرهابي مسلح خطير، ويمتلك قدرات عسكرية عالية، ومتدرب على تأسيس وإدارة الجماعات الإرهابية وتمويلها لتغيير دستور الدولة ونظامها الملكي، كما إنه متهم بحيازة واستيراد أسلحة وذخائر لقلب النظام بالقوة من خلال أعمال عدائية ضد مملكة البحرين.
تاريخ الموسوي يؤكد نهجه الطائفي؛ فقد صدر قرار بنفيه بعد عودته من قم عام 1996 بسبب ما قام به من أعمال إرهابية خلال فترة التسعينات، وكان يتنقل خلالها بين قم وسوريا ولبنان، ويعتبر من أوائل من طالبوا بإسقاط النظام فخطبه تدعو دائماً إلى التصعيد الأمني، وحوزته الدينية التي تم إغلاقها بالبحرين كانت مقر تدريب للانقلاب على الحكم، كما إنه طرد من قطر عام 2006 بسبب شروعه في تأسيس مشروع ديني فيها متمثل في حوزه.
كثير من التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البحرين، خاصة الموجودة في العراق وسوريا وتتبع فصائل ما يدعى المقاومة الإسلامية، تمجده وتشجعه على الاستمرار في مشروعه الإرهابي، ودليل ارتباط الموسوي بالأجندة الإيرانية لا يحتاج لمعجزة لتأكيده؛ بل هناك كثير من الشواهد لمن يتتبع سيرته، كالمواقع الإيرانية، التي دائماً ما تعلن تصريحاته كونه يتبع الحرس الثوري الإيراني وترؤسه لعناصر إرهابية من حزب اللات وقيادات إيرانية وعراقية ميدانية لديها مخططاتها لاختراق البحرين، إلى جانب التحية التي بعثها عناصر الحرس الثوري الإيراني مؤخراً «من تلال الزبداني تحية إلى أمين عام المقاومة البحرانية عقيل الموسوي!»، وهو دليل على وجوده داخل البحرين.
تصريح الإرهابي قيس الخزعلي أمين عام ما يدعى بعصائب أهل الحق العراقية التي تتبع الموسوي مؤخراً يؤكد أبعاد المخطط الإرهابي الكبير، حينما قال إن البحرين ستفتح على يد الموسوي وتشرفهم في العراق بتمثيله لهم في البحرين، موجهين له تحية كونه رغم ملاحقته ليل نهار إلا أنه يعمل من أجل «تحرير» البحرين!
الموسوي أول من أعلن الكفاح المسلح ودعمه للإرهاب، وهو يزود الخلايا الإرهابية بدعم مادي ومعنوي وأسلحة وذخائر، ويترأس جميع التنظيمات الإرهابية داخل البحرين بلا استثناء، إن المتتبع للتصريحات الإيرانية الاستفزازية وعملاء إيران الذين أخذوا بمنتهى الوقاحة يكشفوا عن أهمية الانتقال إلى مرحلة الإرهاب المسلح بعد مرحلة القنابل والمولوتوف يدرك أن مملكة البحرين ستواجه مرحلة خطرة إن لم يتم القبض على هذا الإرهابي الخطير الذي سيدمر البحرين بالعمليات الإرهابية، والتي قد تطال المدنيين، خاصة وأن هناك الكثير من أتباعه ممن يغردون ويخرجون بتصريحات من نوع «في البحرين لم تحن حتى الآن ساعة الصفر!»، ما يعني أن عقيل الموسوي لو أمر بالبدء في التدمير فستشهد البحرين حرباً إرهابية كما يفعل حزب اللات في لبنان والعراق وسوريا، فهذا الرجل ولاؤه الأول والأخير لقيادات إيران، والأخطر أن تشهد البحرين بحوراً من الدماء كما حصل في اليمن وسوريا ولبنان والعراق.
جدير بالقول أمام مسألة عدم تطبيق القصاص والقوانين الدولية لمكافحة الإرهاب وأحكام الإعدام تجاه رؤوس الإرهاب وقادته في البحرين، إن الجماعات التي تتبع الموسوي لن تتوقف عن محاولة غزو البحرين إرهابياً، هذه الجماعات التي خصصت ميزانيات ضخمة لتدريبها في المعسكرات العراقية والسورية والإيرانية لم تأتِ لأجل أن تنسى كل ذلك وتندمج مع مسلسلات الحوار الوطني وموجات التعايش المذهبي والتسامح، خاصة وأنها تحمل منهجية الأجندة الدينية المتطرفة التي تدعو إلى القضاء على المكونات الأخرى من المجتمع واغتيالها طائفياً.
وهي تضع الموسوي الإرهابي في رتبة دينية عالية وتتبعه، فمن شعاراتها المتطرفة «إن الحكم الظالم بحق الموسوي لهو إهانة إلى عمامه رسول الله!» و»على درب الحسين ماضون في الجهاد» و»نحمل في نفوسنا غيرة العباس»، هؤلاء الذين جاءوا كخلايا نائمة متدربة لتنفيذ أجندة لن يتنازل عنها من مولهم ودعمهم إلا لهدم أركان الدولة مهما كلف الأمر.
عقيل الموسوي الذي يحمل فكراً دينياً متطرفاً جداً وقام بالهجوم على جريدة الأيام قبل أحداث 2011 فقط لأنها نشرت كاريكاتير عن خامنئي وقام بتهديد رئيس التحرير؛ قد صرح الإعلامي اللبناني جيري ماهر عنه على «تويتر» بأن عقيل الموسوي استقر مؤخراً في البحرين بعد تنقله بين العراق ولبنان ليكمل مشواره الإرهابي والتحريضي، الموسوي لا يقل خطراً عن حسن نصر الله، ومن الممكن اعتباره حسن نصر الله الخليج الذي يسعى إلى تمهيد طريق القدس المخطط بدأه من طهران مروراً بالزبداني بسوريا إلى الخليج العربي.. إن الموسوي وأتباعه يعلنون بكل صراحة هدف إسقاط النظام بالعنف والقوة والإرهاب دون خوف أو تردد، فجماعاته ملتزمون بخطته الثورية ويعتبر بالنسبة لهم «سيد المقاومة البحرانية»، لذلك فكثير من أتباع إيران ممن يؤيدون مخطط الإرهاب المسلح نجدهم على وسائل التواصل الاجتماعي يدعونه لمواصلة دربه الإرهابي في البحرين وقتل رجال الأمن، ولذلك نجد ثقتهم وهم يعلنون أن الموسوي يملك قرار الحسم في إدارة الثورة وتصعيدها إلى أقصى مرحلة من الإرهاب، ألم يخرج بتصريح يقول بأن ثورة البحرين بقت على موقفها ببركة الدماء؟
المطلوب اليوم بعد كل هذا تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتخصيص جائزة مالية لمن يقوم بالإدلاء عن أية معلومات للقبض عليه وتعاون المواطنين في المساعدة على القبض عليه، ولابد من صدور قرار سياسي عاجل بتنفيذ حكم الإعدام بحقه، فمطلب إعدام زعيم وسيد الإرهاب في البحرين ومن معه من قادة الإرهاب هو مطلب الجميع اليوم منعاً لانجرار البحرين إلى مرحلة تقبل فيها على بحور من دماء الأبرياء لكي تتبع ولاية الفقيه الإيرانية.
المصدر : الوطن