ماذا بعد إغلاق المصليات العامة في سوريا؟
أحمد زيدان
الخطوة الاستفزازية الخطيرة التي أقدمت عليها المخابرات السورية في إغلاق المصليات العامة في الأسواق والاستراحات العامة تنم عن عقلية مخابراتية خوّافة ومرهوبة من الاعتمال الحاصل في المجتمع السوري وبالتالي أُحبطت من خلال هذه المخطط الطائفي الاستفزازي الخطير كل مقولات وتقولات وتخرصات النظام السوري في أنه لا مشكلة له مع الدين والإسلام وإنما مشكلته مع عصابة الإخوان المسلمين أو مع عصابات السلفية الجهادية حسب توصيفه ونعته ...
كيف سيسوّق النظام السوري حملته الأخيرة على المصلين الذين يتسوقون في الأماكن العامة ليلجئوا إلى هذه المصليات كي لا تفوتهم صلواتهم، ماذا سيقول لمن يطبل ويزمر له، هل سيقول لهم إن الإخوان والمعارضين لا يزالون موجودين وبالتالي يخشى أن يستغلوا هذه المصليات العامة؟؟ هلي سيقول لهم إنه نظام علماني لا ديني فكيف سيكون تفسيره لاستضافة مقاومات إسلامية على أرضه وتحالفه مع أحزاب شيعية ونحوها ؟؟ إنه سيقول لهم بلسان الحال إنه نظام طائفي وإلا فكيف نفسر رعايته للمزارات الشيعية والحوزة الزينيبية وحربه الشعواء على هذه المصليات الأمر الذي أخرج علماء سورييين من أمثال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي يُنظر إليه على أنه قريب من النظام عن طورهم .
ماذا بعد إغلاق المصليات العامة؟؟ هل سيكون إغلاق مساجد ، وهل سيعود عصر أنور خوجا الألباني في عصر بشار أسد ؟؟ إن كل هذا موجود في سوريا محاكم تفتيش حقيقية تضاهي محاكم التفتيش في الأندلس الضائع ولمن أراد أن يتعرف عليها فعليه برواية القوقعة الرهيبة التي تصف حقيقة وواقع السجون السورية في ظل النظام الطائفي السوري ، وليقرأ كتب أدب السجون السورية من أمثال خمس دقائق وحسب، وتدمر شاهد ومشهود وغيرها إن أعياه الاستماع إلى روايات سجناء النظام السوري في سجن فرع فلسطين الذي يحتوي على سبعة طوابق تحت الأرض كما يقول من استضيف فيه سجون تضاهي كل ما سمعنا وقرأنا، وأتساءل دائما عن ماهية الصرح العظيم ليسمى هذا الفرع السيء الصيت باسم فلسطين ويدنس هذا الإسم الشريف، ففلسطين في عرف النظام الطائفي السوري محلها السجون الباستيلية الأسدية الرهيبة وليس محلها غير ذلك..
تساؤلي هو أين جبهة علماء الأزهر مما يجري ؟؟؟ وتساؤلي هو أين الحركات الإسلامية مما يجري على أرض بني أمية؟؟ وسؤالي هو أين الحركات الوطنية الشريفة من كل ذلك ؟؟ هل أسلمت الشعب السوري لهكذا زمرة عصابة لا ترعى إلا ولا ذمة في سوريا ولا غيرها؟؟ هل لا زال النظام السوري يأكل في عقولكم حلاوة كما يقال ؟؟؟
المصدر: سوريون نت