ورثة الأنبياء وامتحان الأعراض
الأربعاء 17 من شوال 1427هـ 8-11-2006م
مفكرة الإسلام : لا يخفى على الجميع ما تعرض له علماء الدين السنة في العراق من قتل وتعذيب على يد الروافض الصفويين، منذ احتلال العراق وحتى الآن أكثر من 700 عالم دين سني حفظة للقرآن وأئمة وخطباء وعلماء حديث وعلماء إفتاء قتلوا منذ احتلال العراق وحتى يومنا هذا، بينهم أكثر من 170 عالمًا من هيئة علماء المسلمين، و15 عالمًا بدرجة مفتي الديار العراقية، وتشير التقرير الطبية وشهود عيان أن أغلب هؤلاء العلماء تم اغتيالهم بطرق بشعة وبعد نكاية عظيمة بهم كقطع الرؤوس أو الألسن أو الحرق أو الطبخ، كما حدث مع العبيدي وقصته المشهورة.
قتل من علماء الدين على يد الاحتلال حسب وثائق رسمية عراقية صادرة من وزارة الصحة 98 عالم دين سني، فيما كانت الحصة الأكبر لفيلق بدر وجيش المهدي الصفويين.
ومع صدور قانون الإرهاب في العراق وإقراره من قبل حكومة الجعفري السابقة سيئة السمعة والتي تقضي في فقرتها الرابعة تحت النقطة (ج) باعتقال أي إمام وخطيب يحرض على العنف وقتال القوات المتعددة الجنسيات أو القوات العراقية بدعوى الجهاد في سبيل الله، باتت عملية استهداف العلماء ألسنه تأخذ طابعًا جديدًا وهو ما عرف أخيرًا لدى أهل السنة بالقتل الرسمي.
حيث شهدت سجون وزارة الداخلية في عهد صولاغ مقتل 144 إمامًا وخطيبًا سنيًا في السجون نتيجة التعذيب حسب تقرير مركز الدعوة والإرشاد في الفلوجة للعام2006.
وعن ذلك يقول طبيب في إحدى مستشفيات بغداد ـ طالبًا عدم ذكر اسمه ـ:
"جثث العلماء السنة تأتي إلينا بلا لسان وبلا إصبع التشهد وبدون عينين وغالبًا ما تكون متعدى عليها جنسيًا ولا يتطلب الأمر السؤال عن هوية الجثة فمن أول نظرة عليها نعرف أنه إمام وخطيب أو عالم من أهل السنة".
ويضيف "تصل إلينا كل أسبوع جثة أو جثتين لعلماء دين سنة أغلبهم ممن يطلق عليهم الرافضة اسم الوهابية السلفية، وتكون مقطعة ومشوهة بشكل كامل، وغالبًا ما تكون منتفخة بسبب رميه في مناطق نائية لا يمكن لأحد الوصول إليها.
وفي لقاء مع ابن الشيخ أيوب الجباني إمام وخطيب جامع الإخلاص في بغداد والذي قتل على يد جيش المهدي قبل أكثر من شهر يقول عمر أيوب ـ والذي خرج بأهله إلى إحدى مناطق السنة بعد استشهاد والده ـ:
"كان والدي رحمة الله يصلي بالناس العصر عندما اقتحمت مجموعة من عصابات جيش المهدي المسجد في يوم 29/9/2006 وكان رحمة الله صائمًا، كانوا أكثر من عشرة أشخاص يرتدون ملابس سوداء غامقة ويضعون أشرطة على رؤوسهم كتب عليها "يا حسين" قاموا بقطع الصلاة بعد دفع المصلين في الصف الرابع ثم الثالث فالثاني والأول حتى وصلوا إلى والدي وكان ـ رحمه الله ـ قد أحس بدخولهم، لكنه استمر في الصلاة على الرغم من الجلبة والصياح والشتم الذي أحدثوه قاموا في البداية بدفعه على الأرض ثم سحبه من لحيته البيضاء وهو رجل تجاوز الستين عامًا حتى وصلوا إلى باب المصلى ثم أوثقوه ووضعوه في السيارة، وبعدها فتحوا النار على المصلين فقتلوا 13 منهم وجرحوا أكثر من أربعين آخرين.
وبعد يومين اتصل بنا شخص مجهول وقال لنا: الشيخ أيوب والدكم يريد أن يتحدث معكم فرحنا كثيرًا وقلنا: إن هناك أملاً، إلا إنني عندما وضعت سماعة الهاتف على أذني سمعت والدي يصيح صياحًا لا مثيل له ويبكي ويتألم، وكان هناك ضحك بصوت عالٍ قربه، ثم تكلم معي أحدهم وقال لي: تعرف ماذا نفعل بأبيك الآن؟ قلت له: كلا. قال: إن سيد علي يغتصبه من دبره فقد اشتهى أن يتقرب إلى الله بمثل هذا الوهابي النجس، وإذا لم تجلبوا لنا ابنته آية لنقضي معها بعض الليالي سنظل نغتصبه حتى يموت وهو يضحك وأغلق سماعة الهاتف.
كانت أمي وأختي بجواري وسألوني ماذا سمعت وماذا قال لك فقلت لهم: لا شيء، كلموا الحاج "أبو طه" ليعمل لنا لوحة استشهاد والدي لنعلقها على جدار المنزل، وبالفعل أجرينا اللازم وبدأنا البحث عن والدي في المستشفيات والساحات العامة وفي المزابل والمستنقعات الأسنة وعثرنا عليه بعد بحث أربعة أيام في منطقة الشعلة وقد فعل به الأفاعيل؛ فقد اغتصب رحمة الله حتى أدمي مقعده، وقطع لسانه وقطع إصبع التشهد وقلعت عينيه.
سحبته بيدي هاتين بعد أن اجتمعت عليه الكلاب وقمت بطردها من على جثته ثم وضعته في السيارة وأنا بجواره أتكلم معه كالمجنون وأقول له: "ها يا شيخي يا والدي ماذا فعلوا لك ما فعلوا بك كيف مت وحيدًا كيف اجتمعوا عليك، وهكذا بقيت معه حتى وصلنا إلى منزل صديقه المقرب إليه، ولم أشأ أن آخذه إلى منزلنا خوفًا من أن تراها أمي وأختي بهذه الصورة، فقمت بتنظيفه من التراب وألبسته جبته وعمامته البيضاء ووضعناه في تابوت وأخذناه إلى منزلنا، وهناك ودعته أمي بقلب صابر ومحتسب وكذلك أختي إلى قبره في مقبرة الشهداء الإسلامية بجانب الكرخ.
فيما يقول مصطفى ابن الشيخ سعد العلواني: "اعتقل والدي من نقطة تفتيش للمغاوير في منطقة حي الجهاد بتاريخ 24/5/2006 وعثرنا عليه وقد وضعت قنينة من الخمر في دبره، وقطع لسانة وكتب بسيخ حار على صدغه وهابي قذر ولم نجد أي آثار لإطلاق النار عليه إنما مات من شدة التعذيب.
أما عن تسعير أهل السنة في السوق الصفوية فهي لا تزال ثابتة ولم تؤشر أي انخفاض على أسعارها بسبب استمرار الطلب عليها.
حيث ظل العالم السني محافظًا على سعره في سوق الرافضة الصفويين فالإمام والخطيب مليون دينار، وقد يرتفع الثمن مع مكانة هذا العالم بين أهل السنة.
وقد بلغ بهم الإجرام أن وضعوا زجاج البيبسي في أدبار علماء السنة ودعاتهم وكتب عليها أبو بكر وعمر فإذا أدخلوها سألوا العالم أو طالب العلم: ما رأيك بالكلب عمر والحمار أبو بكر عساهم أوجعوك، ويضعون أيضاً أوراقاً من القرآن وصحيح البخاري في تلك الزجاجات مبالغة في البغض.