اسرائيل تهدد بالتدخل في سوريا لحماية الدروز ... مسلسل رعاية الاقليات يتواصل..؟؟؟

بواسطة حسان القطب قراءة 1254
اسرائيل تهدد بالتدخل في سوريا لحماية الدروز ... مسلسل رعاية الاقليات يتواصل..؟؟؟
اسرائيل تهدد بالتدخل في سوريا لحماية الدروز ... مسلسل رعاية الاقليات يتواصل..؟؟؟

2017-11-4

حسان القطب

 

الاقليات هي المدخل الموضوعي..و"الاخلاقي والانساني والامني" كما يتم التقديم له...؟؟ والتبرير الذي تستند اليه الدول الكبرى سواء الكبرى منها او الاقليمية للتدخل في شؤون الدول العربية، والعمل على تغيير مسار الاحداث فيها.. بما يتناسب مع مؤيديها من اتباع مختلف العرقيات او الاثنيات او المذاهب...

روسيا تدخلت لحماية الاقلية العلوية.. في سوريا.. وايران انخرطت في الصراع السوري تحت ذريعة حماية المقامات الدينية والاقلية الشيعية في سوريا بالتحالف مع الاقلية العلوية..

الولايات المتحدة تدخلت داعمة للأقلية الكردية تسليحاً وتدريباً والى ما هنالك من وسائل الدعم .. الى جانب بعض العشائر العربية..

تركيا تدخلت لحماية الاقلية التركمانية في كلٍ من العراق وسوريا...

والان ... ثلاثة احداث مهمة طرات خلال الساعات الماضية وكلها تشير الى عمق واهمية استغلال الدول الكبرى وتلك اللاعبة على الساحة العربية لملف الاقليات في المنطقة...

اولاً: لطالما طالبت اسرائيل بانسحاب الميليشيات الايرانية والشيعية الباكستانية والافغانية وتلك التابعة لحزب الله من جنوب سوريا وخصوصاً من جبهة الجولان... وروسيا وعدت بتنفيذ هذه الرغبة... الى جانب مطالبة الاردن لروسيا بابعاد الميليشيات الطائفية والمذهبية الشيعية عن حدودها مع سوريا...واليوم تطورت الاحداث في جنوب سوريا حيث:

·         اسرائيل تعلن انها قد تتدخل لحماية دروز سوريا.....الان جاء دور الكيان الاسرائيلي ليتدخل مباشرةً في سوريا.. عندما عيلن عن استعداده للتدخل لحماية الاقلية الدرزية في سوريا بناءً على طلب قادة المجتمع الدرزي في اسرائيل.. فقد ذكر موقع "ايلاف الالكتروني"، انه مع احتدام المعارك بين الفئات المعارضة وبين الجيش السوري وحلفائه في الجولان السوري وتوارد الانباء عن احتلال المعارضة لقرية حضر الدرزية، قام دروز اسرائيل بجهود وتحركات من اجل تحييد اخوتهم في الجولان من هذه الحرب، والتقوا القيادات العسكرية وعلى رأسها قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال يوئيل ستريك وطالبوه بمنع سقوط القرية بيد التنظيمات التكفيرية. حيث أجرى رئيس الاركان الجنرال غادي أيزنكوت وقائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال يوئل ستريك وقائد فرقة الجولان العميد ياتيڤ عاسور تقديرًا للموقف" وتابع البيان:"جيش الدفاع مستعد لمساندة سكان القرية وسيمنع المساس بهم او احتلال القرية وذلك من منطلق التزامه تجاه الطائفة الدرزية".

ثانياً: الصراع على كركوك وثرواتها بين نظام بغداد والاكراد المطالبين بالاستقلال عن العراق، ليتبين ان خوف تركيا وايران قبل العراق من تنامي قدرات الاكراد في حال امتلاكهم لثروات كركوك النفطية، واستقطابهم لاكراد ايران وتركيا للانضمام الى الوطن القومي الكردي.. قد دفع باعداء الامس الى التقارب.. والتحالف والتفاهم على اضعاف الاكراد في الاقليم العراقي، لذا تم تجريد الاكراد من محافظة كركوك الغنية بالنفط، وبهدف عزل كركوك عن الاكراد نهائياً وتجزئة المنطقة المتنازع عليها اكثر، فقد ذكر انه بتوافق الدول الثلاث العراق وتركيا وايران ..قد يتم الاعلان عن اقامة كيان تركماني في العراق...

·         المطالبة من تركيا بانشاء كيان تركماني في العراق ...أثار اعلان تركمان العراق عن رغبتهم بإنشاء اقليم لهم موجة من ردود الفعل المستغربة لهذا الطرح، في ظل الازمة التي يشهدها العراق بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان، لا سيما ان التركمان اعلنوا عن مشروعهم هذا من تركيا وبعد لقاء مع الرئيس التركي اردوغان. وأعلن النائب العراقي جاسم محمد جعفر، عن كتلة دولة القانون، في تصريحات صحافية إن "الهيئة التنسيقية العليا لتركمان العراق عقدت، اجتماعًا في العاصمة التركية انقرة، مع الرئيس رجب طيب اردوغان"، مبينًا ان "هذا الاجتماع هو الاول للتنسيقية التركمانية مع اردوغان، وجاء بعد اجتماع الاخير مع رئيس الوزراء حيدر العبادي". واضاف ان "هذا الاجتماع ممتاز، لان المجتمعين تشاوروا فيه بكل وضوح عن مستقبل التركمان والامور الاستراتيجية المراد اتخاذها في السنوات الخمس القادمة"، مشيرًا الى ان "الاجتماع تم بعد بسط سيادة القانون في المناطق المختلف عليها من قبل الحكومة الاتحادية". وقال جعفر ان "التركمان لمسوا تأييدًا عراقيًا وتركيًا وايرانيًا وامميًا لمستقبلهم السياسي في كركوك وجعلها تركمانية، واعتبار قضاءي طوز وتلعفر محافظتين، ودورهم في ايجاد الشراكة والادارة النموذجية في هذه المناطق"، معبرًا عن ارتياحه لـ"العلاقة الجديدة بين العراق وتركيا وتذليل الكثير من العقبات وفتح افاق عمل جديد من التعاون الاقتصادي والسياسي". واشاد جعفر بـ"الموقف التركي للتركمان"، مطالبًا بـ"جعل منصب محافظ كركوك للتركمان ونائبه للعرب ورئاسة مجلس المحافظة للكرد وادارتها تتم بالشراكة والتوافق وفق ما جاء في المادة 23 في قانون 36 لسنة 2008"....

ثالثاً: مؤتمر سوتشي....حماية الاقليات وضرب الارهاب كان عنوان التدخل الروسي في سوريا، والتدمير الواسع والمنهجي والتهجير الكبير الذي قامت به روسيا بالتعاون مع ايران في سوريا، كان بهدف اضعاف المكون العربي في سوريا، وتعزيز حضور وقوة وفعالية الاقلية العلوية والشيعية، وصولاً او بهدف التوصل الى تسوية تضمن لهما البقاء ضمن اطر السلطة السياسية والعسكرية في هيكلية النظام السوري المقبل، بعد فشل النظام الحالي في السيطرة على الوضع..وقد اشار الرئيس الروسي بوتين، قبل فترة عن عزمه اقامة مؤتمر يضم المعارضة والنظام في سوريا ولكن تحت عنوان (مؤتمر شعوب سوريا) تاكيداً للانقسام العرقي والديني في سوريا.. وعن ضرورة التدخل العسكري وابقاء القواعد العسكرية فيها لحماية هذه الاقليات ورعاية اية تسوية سياسية مقبلة.. وبسبب بعض الاعتراضات، فقد تم الاعلان عن عقد المؤتمر ولكن بعد تغيير اسمه.. مع الاشارة الى ان تغيير اسم وعنوان المؤتمر لا يغير من اهدافه ودوافعه شيء...

·         مؤتمر شعوب سوريا...ذكرت وكالات الانباء ان روسيا وجهت دعوات رسمية للنظام السوري والمعارضة للمشاركة في مؤتمر سوتشي، لكن فرنسا طالبت بضرورة أن يكون المؤتمر برعاية أممية، كما أعربت بريطانيا عن شكوكهـا بشأن المؤتمر، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وجهت دعوات للنظام السوري والمعارضة في الداخل والخارج للمشاركة في مؤتمر للحوار الوطني، وتوقع أن يحظى المؤتمر بتمثيل رفيع، انطلاقا من الاستجابات التي تلقتها موسكو حتى الآن من ممثلي المنظمات غير الحكومية لحضور المؤتمر، حسب قوله. ودعا في مؤتمر صحفي إلى عدم التسرع في الاستنتاجات، مشيرا إلى أن موسكو ستعلن قريبا عن موعد انعقاد المؤتمر، معتبرا أن الدعوة لعقد حوار وطني سوري هي المحاولة الأولى لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يدعو المجتمع الدولي إلى مساعدة الأطراف السورية في التوصل إلى تسوية سياسية.

كما يبدو فإن الاحداث في المنطقة تتسارع، وعملية تعزيز الانقسام الديني والعرقي تتفاقم، والاطماع الدولية والاقليمية في ثروات المنطقة تطغى على كل حراك سياسي او صراع عسكري او معركة امنية... واستغلال كل اقلية بتعزيز مخاوفها واستيعاب طموحاتها وربطها بمرجعية اقليمية او دولية بعيداً عن الكيان الوطني او الامة العربية قد اصبح واقعاً مع الاسف... ويبقى امن اسرائيل اولوية على كافة الاولويات .. وموضع اهتمام وعناية روسيا اكثر من رعاية الولايات المتحدة كما يبدو.

ولكن يبقى ان نشير على هامش مصالحات البعض مع نظام ايران الطائفي، ان من يقبل بتدمير دول العالم العربي والمشاركة في شرذمته وتقسيمه دينياً وعرقياً لا يمكن ان يعتمد عليه لتحرير فلسطين او لدعم الشعب الفلسطيني والتاسيس لمواجهة الاحتلال واستعادة الوطن السليب.. ولو اطلق على نفسه لقب محور المقاومة .. واحتفل بشكل استعراضي بالذكرى المئوية الاولى لوعد بلفور المشؤوم... لأن شعبنا بحاجة الى استعادة حريته وثرواته وسيادته واعادة الوحدة بين مكوناته المنقسمة وليس الى احتفالات استعراضية..؟؟

 

 

المصدر: المركز اللبناني للأبحاث والدراسات



مقالات ذات صلة