كشف "محسن رفيق دوست" قائد “الحرس الثوري” الإيراني إبان الحرب العراقية الإيرانية، في مذكراته عن تقديم حافظ الأسد خدماته لتدريب مجموعة من “الحرس الثوري” في سوريا على صواريخ سكود مُقدّمة من الرئيس الليبي معمر القذافي.
وذكر "دوست" أن الرئيس الإيراني حينها هاشمي رفسنجاني طلب منه الذهاب للقاء حافظ الأسد في سوريا ليطلب منه صواريخ لإيران، وقال له رفسنجاني "أنا أخجل من هذا الوضع فنحن تحت قصف الصواريخ العراقية وليس لدينا ما نرد به عليهم".
وتابع "كانت المدن الإيرانية تحت قصف صواريخ "سكود بي" التي أعطاها الاتحاد السوفيتي للعراقيين، أما الترسانة الإيرانية فكانت عاجزة عن الرد لعدم توفر صواريخ مناسبة لدى الجيش وعدم قبول أي دولة بيع طهران مثل تلك الصورايخ".
وذهب دوست إلى دمشق للقاء الأسد الذي رد على مطلب رفسنجاني "إن كل ما لديه من صواريخ تحت سيطرة السوفييتي"، لكنه اقترح عليه الذهاب إلى ليبيا وتعهد بأن يتصل بالرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي وأن يوصيه بذلك.
واقترح الأسد على إيران إرسال قوات إيرانية إلى سوريا للتدرب على الصواريخ، وفعلاً أرسلت إيران حسن طهراني مقدم و40 عنصراً آخر للمشاركة في معسكر تدريب في سوريا.
وانطلق "دوست" إلى ليبيا للقاء القذافي الذي وافق فوراً على إرسال 10 صواريخ "سكود بي" إلى طهران، مُشترطاً قصف السعودية بواحد منها.
وأشار إلى أن القوات الإيرانية التي شاركت في معسكرات التدريب في سوريا قادت العمليات الصاروخية، كما قامت بعد ذلك بصناعة صواريخ إيرانية فيما بعد.
ولفت دوست إلى أنه كان من المقرر أن يرسل القذافي الصواريخ على ثلاثة مراحل وفي كل مرحلة 10 صواريخ، ولم تطلب أي مبلغ مقابل ذلك، كما أرسل خبيراً ليبياً إلى إيران، وعندما رفضت إيران قصف السعودية لأنها لا تريد أن تفتح جبهة معها في تلك الفترة، أوقف القذافي إرسال الدفعات الأخرى من الصواريخ، ما اضطر إيران لطلب صواريخ من كوريا الشمالية.
وتعتبر الحرب العراقية الإيرانية أطول حروب القرن العشرين، ونشبت الحرب في أيلول 1980 بعد اشتداد الخلاف بين البلدين حول ترسيم الحدود خاصة في منطقة شط العرب المطلة على الخليج العربي الغني بالنفط بالإضافة إلى الدعاية الإيرانية القائمة على تصدير الثورة، وانتهت في آب 1988 مخلفة أكثر من مليون قتيل.
ودعم حينها حافظ الأسد ومعمر القذافي إيران بالصواريخ والذخيرة لمواجهة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
المصدر : تلفزيون سوريا
17/1/1440
27/9/2018