بعد الضربة الاستعراضية على النظام السوري من قبل الدول الثلاثة أمريكا وفرنسا وبريطانيا لعدد من القواعد العسكرية التي تخص النظام السوري,, هرولت الكثير من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي والمجاهدين وبقية الفصائل ذات التوجه اليساري كما يقال ..
ووصفت الضربة بأنها عدوان ثلاثي على أرض عربية وغير ذلك من عبارات الإستنكار والشجب..!!!
واعتبرت حركة حماس أن ما قامت به أمريكا وحلفاؤها بسوريا هو "عدوان سافر" على الأمة، وهدفه استباحة الأراضي السورية وتدمير مقدراتها بهدف الحفاظ على الكيان الصهيوني "على حد تعبيرها".
فيما عبّرت حركة الجهاد عن إدانتها للهجوم وشجبها لسماح بعض الدول بفتح أجوائها وأراضيها أمام الطيران لقصف النظام السوري، مؤكدة أن هذا "العدوان" هدفه توفير المزيد من الدعم للكيان الصهيوني "على حد وصفها.
وأدانت حركة المجاهدين الفلسطينية والجبهة "الديمقراطية" في بيانين منفصلين ما وصفته بالعدوان الغربي المشترك على سوريا الذي يأتي في سياق العدوان المستمر على مقدرات الأمة "بحسب تعبيرها".
وأصدرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة بياناً أكدت فيه وقوفها إلى جانب "سوريا وشعبها" في مواجهة "العدوان"[1]
ما يهمنا هنا ليس مناقشة الضربة الإستعراضية لأمريكا وحلفاءها لأننا على يقين بأن أمريكا ومن ورائها دولة الصهاينة لا تريد مس النظام السوري النصيري بأذى لأن هذا النظام هو من حافظ على أمن دولة يهود على مدى عقود ولم يهددها بل قمع المقاومة الفلسطينية وسحق الشعب السوري الذي هو التهديد الحقيقي للكيان الصهيوني وهذا بيناه في مواضيع أخرى في الموقع ..
الذي يهم هو حالة الإنحطاط والتردي التي وصلت إليها الفصائل الفلسطينية في اللهث خلف كل ما يرضي إيران وأدواتها في المنطقة وتجنب كل ما يخدش علاقة هذه الفصائل بإيران ولو كان على حساب مشاعر أهل السنة والإنتصار لهم ..
وعتبنا الأساسي هنا على الحركات التي تدعي إسلاميتها مثل حماس والجهاد والمجاهدين وغيرها أما اليساريين فهم عبارة عن دكاكين ليس إلا ..
فأين نصرة المظلوم التي حض عليها ديننا وخاصة إذا كان مسلما وَفُتِن لأجل دينه وهو ما حصل لشعبنا وعمقنا الشعب السوري المسكين ..
وقد مدح نبينا صلى الله عليه وسلم حلف الفضول وهو حلف كان في الجاهلية لما فيه من نصرة المظلوم وإعانته وردع الظالم وشره ...
فقبل أيام قلائل كانت الطائرات الروسية تلقي بحممها وقنابلها على دوما والغوطة الشرقية لتحرق الأخضر واليابس في مجزرة مروعة لا فرقت بين طفلا ولا شيخا عجوزا ولا امرأة ... ولا تستثني من بطشها مسجدا ولا مشفى لمعالجة المرضى تعيد إلى أذهاننا مجازر المغول والصليبية الحاقدة طبعا مع الفارق الكبير في قوة التدمير ..
والذي تمت إبادته في الغوطة هم أهل السنة لأجل دينهم وإخراجهم من أرضهم لصالح المشروع الإيراني المدمر في المنطقة العربية ..!!!!
الفارق في الأمر أننا لم نسمع لهذه الفصائل التي تدعي إسلاميتها حسا ولا نفسا ولا اعتراضا ولا همهمة ..
ولو ناقشنا الأمر من وجهة نظر الفصائل التي ادعت بأن القصف الأمريكي لسوريا هو عدوان اجنبي على بلد عربي ولو وزنا الأمور بنفس ميزانهم وكلنا الأمور بمكيالهم ..
وقلنا ألم يكن القصف الروسي للشعب السوري هو عدوان من بلد أجنبي على أرض عربية وما الفرق بين الطائرة الروسية والطائرة الأمريكية ..
إلا أن تكون الطائرة الروسية مؤيدة بنفحات الولي الفقيه ....!!!
فلماذا العدوان الأمريكي مستنكر والعدوان الروسي مسكوت عنه عند البعض ومرضي عنه عند بعض آخر ..
إعلمونا يا حركة حماس ويا حركة الجهاد وحركة المجاهدين وغيرها من الفصائل ..
أين البعد الأخلاقي في تصريحاتكم وتصرفاتكم ..؟؟؟
أهكذا تكون حركات التحرر والمقاومة ..؟؟؟
إن هذا الإضطراب والتناقض والتلون في المواقف قد أغضب الأمة السنية ,, فمن يقلب صفحات مواقع التواصل الإجتماعي يلمس ردة الفعل السني على المواقف المتناقضة لحركة الجهاد وحماس وهذا الإستنكار صدر من وجاهات ومفكري أهل السنة بل ان النقد قد صدر من أعضاء ينتمون إلى تيار الإخوان المسلمين التي تنتمي إلى عمقه حركة حماس ..
وهذا إن دل فإنما يدل على حجم الخلل والزلل التي ترتكبه الحركات الفلسطينية من مصانعة ومداهنة ومجاملة المشروع الإيراني ويدل كذلك على حجم السخط السني على تلك الحركات .. وهذه أمثلة من تغريدات تدل على ما قلناه :
يقول الشيخ حسن الحسيني :
لا حول ولا قوة إلا بالله هل أضاعت حماس البوصلة أم ماذا ؟؟
لماذا تصر في تصريحاتها على مغازلة الأسد المجرم وموادعة نظام إيران الإرهابي بدل الإنتماء إلى الأمة ..
لا بارك الله في سياسة تدفعك لاحتضان عدوك لقد خسرت ما تبقى من صحبك ولا ولن تربحي عدوك !
ويقول الناشط أنور مالك :
صار كل ما يرضي ملالي إيران تسكت عنه حماس أو تباركه بطرق مختلفة وكل ما يغضبهم تدينه بشدة وتربطه طبعا بالمحتل الصهيوني الغاشم الذي لا يوجد من خدمه مثل مشروع الخميني وأدواته في أوطان المسلمين ..
أسفاه ..أسفاه ..أسفاه
هذه عينة يسيرة من غيض فيض ما امتلأت به مواقع الشبكة العنكبوتية من إستنكار لموقف حماس والفصائل ..
إن مداهنة الكفار والمنافقين وأهل البدع والزيغ لن تجن منها الفصائل إلا العلقم وسيتوالى سقوطهم كلما تخلو عن مصائب الأمة وجراحاتها مجاملة لأعداء الصحابة من الرافضة وغيرهم فلا وقوف في منتصف الطريق والمنطقة الرمادية في التعامل مع هذه الأحداث الجسام التي تصاب بها الأمة ..
فمن خذل مسلما سيخذله الله لا محالة مهما كانت عناويننا وشعاراتنا فليس بيننا وبين الله نسب الا أعمالنا الصالحة ومواقفنا التي تميزنا عن صف أهل الزيغ والضلال ..
وكما ورد في الحديث الشريف :
ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ..صحيح الجامع 5690 ..
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
29/7/1439
15/4/2018