أحمد محمود الحيفاوي
موقع الحقيقة
16-9-2012
من ضمن التصريحات التي أدلى بها بابا الفاتيكان (بينديكتوس السادس عشر ) خلال زيارته للبنان قوله : بأن يتم منع تصدير السلاح على كلا طرفي النزاع في سوريا طبعا بعد تغريده عن السلام الذي لا تعرفه الكنيسة خلال عصورها, فتاريخها حافل بالجرائم ضد الإنسانية ومحاكم التفتيش أكبر دليل على ذلك بل هنالك حروب كنسية بين أتباع المذاهب المسيحية أنفسم, ناهيك عن الحروب الصليبية التي حدثت على أرض الشام ومصر والتي كانت تحت مباركة الكنيسة ودعمها, لا نريد الآن التفصيل في هذا التاريخ فله موضع آخر ولنرجع إلى دعوة البابا .
من يتأمل حقيقة تلك الدعوة يجد بأنها تساوي بين الضحية والجلاد والظالم والمظلوم وتضع الجميع في كفة وسلة واحدة .
ثم إن تلك التصريحات البابوية هي صدى للتصريحات الأمريكية والإتحاد الأوربي وذيلهم الأمم المتحدة طبعا, بل قد تجد أن روسيا والصين قد لا يخالفان هذا التوجه , فهل جاءت دعوة البابا المتماشية مع تلك الدول إعتباطية أم أن الكل يعمل سوية وعلى منهج ووتيرة واحدة طبعا تحت دعوة السلام المزعومة .
إن هذا يعود بنا الى الحرب الظالمة على إخواننا في البوسنة والهرسك حيث الدعوة نفسها وهي منع السلاح عن كل الأطراف المتنازعة وكأنما التاريخ يُعيد نفسه .
في تلك الحرب (أي بين البوسنة الملسمين والصرب النصارى ) كانت هنالك دولة صرب البوسنة المدججة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والتي تقع على حدود دولة صربيا التي تمدها بما تحتاج من ذخيرة ومعدات طبعا بدون نسيان الدعم الروسي لهما .
بينما دولة البوسنة والهرسك كانت دولة محاصرة وخالية من السلاح عدا الذي يُهرب من هنا وهنا وهناك من السلاح الخفيف الذي لا يقوى على الصمود أمام قوة السلاح الصربي الثقيل وبذلك تحت تلك الدعوات والقرارات حدثت المجازر بحق البوسنة المسلمين والعزل من السلاح بيد من يملك كافة أنواع الأسلحة وهم الصرب .
وكانت تلك الدعوات في حقيقتها هي رخصة للقتل تعطي الغطاء لصرب البوسنة في القيام بالمجازر المروعة للمسلمين .
والآن التاريخ يعيد نفسه كما ذكرنا فالنظام السوري الذي يملك ترسانة هائلة من الأسلحة وَيُمَدْ من كل من روسيا والصين والعراق وإيران بما يحتاجه من عتاد, كيف يقارن بالجيش الحر الذي لا يملك إلا السلاح الخفيف .
إن تلك الدعوى في حقيقتها هي دعوى للفتك بالشعب السوري وقتله وإبادته وإن حملت في ظاهرها التباكي بدموع التماسيح على أهلنا في سوريا .
وصدق الله القائل في محكم كتابه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران 118.
كان من الأجدر بالبابا في أن يدعو إلى معاقبة النظام السوري الظالم الذي يقوم بقصف الأبرياء من النساء والأطفال ببراميل المتفجرات التي لا تميز بين مدني وعسكري , وفي المقابل يدعو إلى نصرة صريحة للشعب السوري المظلوم الذي يدافع عن عرضه ونفسه وماله .ولكن كما أخبرنا الله تعالى ولا معقب لحكمه : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
إن فعل البابا هذا يعيد الى أذهاننا الدور الإجرامي الذي كان يقوم به بابوات الكنسية من دعم لملوك أوربا الظلمة وأكل أموال الناس بالباطل عن طريق بيع صكوك الغفران, لذا فلا غرابة في أن نجد من شعارات الثورة الفرنسية ( اشنقوا آخر ملك بــا امعــاء آخر قســيس ) . وأعتقد أن هذا البابا لا يختلف عن سابقيه !!!!!!!.