إلى الفصائل الفلسطينية .. خطورة " شكر إيران " على أهل السنة..

بواسطة الحقيقة قراءة 3521
إلى الفصائل الفلسطينية .. خطورة " شكر إيران " على أهل السنة..
إلى الفصائل الفلسطينية .. خطورة " شكر إيران " على أهل السنة..

بسم الله :

الكثير ربما يستهين بما صدر عن حركة حماس من تقديمها " الشكر لإيران " جزاء تقديمها بعض أنواع السلاح للحركة..  فما هي خطورة هذا الشكر ..؟؟؟؟

هذا ما سنبينه في السطور القادمة بإذن الله ...

يحاول البعض إيجاد المبررات والأعذار للحركة على هذا التنازل ...ومن هذه المبررات: أن غزة في حصار خانق ولا بأس بمجاملة إيران ببعض العبارات للحصول منها على أموال ومساعدات تخفف العبء عن الحركة...!!!

كذلك ذكرهم  لحديث " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " ..

ونحن نزيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد استعار من صفوان بن أمية يوم كان كافرا " أدراعا " وغزا بها حنين ...وفي السير: أن المطعم بن عدي أجار رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رجوعه من الطائف [1].وقال صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر : " لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له "[2]...

بداية نقول وبالله التوفيق : إن شكر إيران ليس شكرا عابرا , (مثل الشكر لمن قدم لنا خدمة ثم ذهب لحال سبيله.). بل إن إيران تحاول استثمار كل ما تحصل عليه من فرص لعرض نفسها على المسلمين بأنها هي حامية حمى الإسلام ومنها " قضيتهم المركزية فلسطين " والتي تعتبر مصب عطف المسلمين وتضامنهم لما تحوية من رمزية المسجد الأقصى المبارك ..

ولو كان هذا الشكر مشروعا فمن المقرر في الشريعة أن المشروع إذا أدى إلى منكر فإنه يُكَفُ عنه... [3]

فالفعل منوط بمآله.. قال الإمام الشاطبي رحمه الله : النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعًا كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل، مشروعًا لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ، ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه، وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحة تندفع به، ولكن له مآل على خلاف ذلك، فإذا أطلق القول في الأول بالمشروعية، فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى المفسدة تساوي المصلحة أو تزيد عليها، فيكون هذا مانعًا من إطلاق القول بالمشروعية..هـ [4]

فالشريعة مبنية على الاحتياط والأخذ بالحزم والتحرز مما عسى أن يكون طريقًا إلى مفسدة..[5]

..لذلك لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافقين خشية أن يقول الناس أن محمدا يقتل أصحابه...

بالرغم من أن في قتلهم فيه مصلحة للمسلمين ..

بل إن ابن جبرين رحمه الله قال : مع ملاحظة أنه لا يجوز استخدام الكافر ولا قبول مساعدته ؛ لما فيه من تحمل المنة.. وفي الأثر: اللهم لا تجعل لمبتدع عليَّ منة فيوده قلبي...هـ

فكم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها  سَيُخدعون بإيران وفكرها المنحرف تحت مظلة هذا "الشكر" وكم من أهل السنة (من الذين لا يعرفون خبث التشيع) في أفريقيا واسيا سيقدم لهم دعاة التشيع.. إيران على أنها راعية الجهاد ضد الصهاينة ..بل إن في فلسطين نفسها سوف يتاثر الكثير بهذا الشكر وتخف حدة عدائه للمشروع الإيراني ..هذا إذا علمنا أن التربية العقائدية عند "الأخوان المسلمين ضعيفة" ومن الممكن أن يتشرب أعضائها الإنحرافات العقدية عند الشيعة.وكما هو معلوم فإن للإخوان المسلمين صولات وجولات في  التقارب مع الشيعة ,بل عندهم موقف متميع من الصوفية والأشاعرة وغيرهم .: ..

يقول التلمساني : و في الأربعينات ـ على ما أذكر ـ كان السيد ” القُمِّي ” ـ(من رؤوس الشيعة الرافضة )ـ يَنْزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب … و سألناه يوماً على مدى الخلاف بين أهل السنة و الشيعة ؟ فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة …وقال : ” اعلموا أن السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، و هذا أصل العقيدة ، و السنة و الشيعة فيه سواء وعلى النقاء ، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب بينهما فيها ! “.

[ ذكريات لا مذكرات ص / 249 : 250 ] [6]

أما فيما يتعلق باستعارة " الرسول صلى الله عليه وسلم "  " الأدرع " من صفوان بن أمية ودخوله في جوار المطعم بن عدي ..فهذا ليس فيه فتنة للمسلمين لأن هؤلاء كفار ولم يعرضوا أنفسهم كمسلمين , ولا يُطمَع أن يَتحول مسلم إلى دين الكفر هذا جراء "الجوار أو الإستعارة" ثم إن المطعم بن عدي ذو مروءة ولو كان جاهليا كافرا.. ولم يضمر العداء للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته كما تفعل إيران.. بل كان مدافعا عنه, أما "صفوان" فقد كان تحت مظلة الأسلام مقهورا ذليلا حتى أسلم رضي الله عنه ..[7]

في المقابل فإن الفتنة بالتشيع هي أشد وأكبر.. فكم من بلاد إسلامية كانت لا تعرف التشيع إخترقها الشيعة تحت شعارات مظلومية آل البيت والولاء لهم, بل إن إيران نفسها كانت سنية كذلك جنوب العراق.. فَتَحولْ المسلم السني إلى دين التشيع أسهل بكثير من تحوله إلى دين النصارى أو غَيره لأنه إعتقد البقاء في دائرة الإسلام ...ولا ننسى كلمة مستشار هنية السياسي (أحمد يوسف) ..عندما قال :  "ما العيب أن تكون شيعيًا ؟ فالشيعة اليوم هم عزُّ هذا الزمان،...!!!!

وها نحن نرى أن التشيع بدأ يغزو غزة بعد أن لم يكن وكل هذا تحت مظلة الدعم الإيراني للمقاومة..!!

إن إيران ليست جمعية خيرية فهي دولة دينية دعوية تدعو للتشيع بل دولتها بنيت على مبدأ تصدير الثورة .. فها هو الخميني يعلن في بيان الذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة في 11/2/م1980: "إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالم" [تصدير الثورة كما يراه الإمام الخميني ص 39]... وتصدير الثورة  -معشر المؤمنين-  نابع من عقيدة الشيعة بأن أهل السنة كفار يجب قتلهم وقتالهم وتغيير دينهم إلى دين الشيعة، و يكفي هذا النص من كتاب (الغيبة ص 155) للنعماني: "ما بقي بيننا و بين العرب إلا الذبح"!. لمعرفة النوايا الحقيقية للشيعة ضد أهل السنة.[8]

ويمكن تلخيص استراتيجية الدولة الإيرانية بأنها تمتاز بثلاثة عناوين رئيسية هي: الدعوة بعلنية غير مسبوقة للتشيع , وممارسة ضغوط فكرية وارهابية واغراءات مادية على الحلقات السكانية الأضعف من أهل السنة في البلاد العربية , والثاني ظهور دولة خميني الحديثة كقوة عسكرية مؤثرة في المنطقة مغلفة بسياج باطني متلون وسياسة خارجية مرنة مصممة على الوصول الى اهدافها , والثالث دعم وتحفيز الأقليات الشيعية في البلاد العربية والإسلامية على التمدد مجتمعيا وسياسيا وتأهيلها للتمرد على الحكومات السنية الحاضنة لها والمتسامحة معها ...[9]

أما عماد الدولة الإيرانية فهو يُبنى على :

1-  العقيدة الباطنية الشيعية : فهي دولة دستورها بُنِيَ على عقيدة التشيع الأثني عشري وتدور تلك العقيدة على : تكفير الصحابة , والغلو في الأئمة ورفعهم فوق منزلة الأنبياء, و إضفاء صفات الألوهية عليهم .

2-  إيران دولة دعوية : فهي تتغلغل في بلاد السنة من أفريقيا غربا إلى أندونيسيا شرقا وتستعمل طرق شيطانية لنشر التشيع في تلك الأوساط منها شراء الذمم بالأموال واستغلال فقر الناس, ومن خلال المنح الدراسية إلى إيران, كذلك ومن أهمها رفع راية دعم المقاومة في فلسطين .

3- إيران دولة عدوانية : إيران دولة تقاتل من أجل نشر دعوتها وتمكين فكرها ومستعدة للقتل والتدمير لتحقيق أهدافها , وهاهي تبيد الأخضر واليابس في العراق وسوريا , وتفجر المساجد ودور القران في اليمن, وتعلن حربها على أهل السنة فقط ومنهم الفلسطينيين طبعا, وارتكبت مجازر يندى لها الجبين ضد الفلسطينيين في العراق ولبنان . ....

4-  ايران ليس لها عداء إلا مع أهل السنة : إن العدو الأول والأخير لإيران هم أهل السنة وهذا من أساسيات التشيع , فإيران لا تتآمر وتحرك جيوشها إلا على أهل السنة ,فشنت حرب على العراق في عهد صدام, وبعثت جنودها إلى سوريا لقمع أهل السنة, وحرسها الثوري متواجد في العراق واليمن ولبنان وليس لهم عمل إلا ضرب أهل السنة وسحقهم بأبشع الصور, وتتآمر على أهل السنة في أفغانسان ودول الخليج  , في المقابل لم نر من إيران أنها بعثت جنودا للقتال في فلسطين..!! .

5-  الغاية تبرر الوسيلة : إيران دولة لا أخلاق ولا مباديء لها فلأجل تحقيق أهدافها تتبع أي وسيلة ولو أن تتحالف مع الشيطان ..وهاهي قد تحالفت مع أمريكا (الشيطان الأكبر) لتدمير العراق وافغانستان, والآن الطائرات الأمريكية تقاتل إلى جانب المليشيات الشيعية في العراق واليمن , وقد اشتهر عن أبطحي أنه قال: لولا إيران لما استطاعت أمريكا أن تحتل العراق وافغانستان ولا غرابة  في ذلك فتاريخ الشيعة مليء بالخيانات.. حتى قال شيخ الأسلام ابن تيمة رحمه الله : هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين ، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين ، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين .[10]

6-  إحياء الدور الفارسي : تجد النفس الفارسي مخيم على الدولة الإيرانية فتقويمها فارسي وخليجها فارسي في المقابل فإن هنالك عداء للجنس العربي .

ومن أهم ركائز هذا المخطط السياسي القومي الفارسي هو انصهار كافة الشعوب والقوميات، وإدماجها في الثقافة الفارسية، ومحوها من الوجود كلياً، وما تعانيه هذه الشعوب القاطنة في جغرافية إيران الحالية ومنذ تأسيس الدولة الفارسية، هو صراع وجود بكل ما تحمله الكلمة من معنى....[11]

 إن شكر إيران بل التمادي في مدحها وإضفاء صفة المقاومة عليها لهي بائقة من البوائق التي لا تقدر خطورتها الفصائل الفلسطينية التي تمدح إيران, وإلا فليقدموا تفسيرا : كيف يتم مدح الذي يطعن بعائشة  الطاهرة رضي الله عنها وأرضاها وتحت أي مبرر وحجة وهل الضيق يعتبر عذرا..؟؟

وهل السلاح المغمس بسب الصحابة قادر على تحرير فلسطين ..؟؟؟

في محنة الامام أحمد رحمه الله كان الكثير ينصح الإمام في الأخذ بالرخصة ويقول "بخلق القران" ..نتيجة للمحنة العظيمة التي تعرض لها , لكن الأمام صبر وصمد ولم يقل بهذا القول المبتدع, ذلك أن أثره السلبي ليس على شخص الإمام بل يمتد إلى الأمة ..فصبر الإمام أحمد وتوكل على الله حتى نصره الله ونصر السنة معه ...

إن معركتنا مع اليهود هي معركة عقائدية قبل أن تكون معركة من أجل تراب أو أرض , فتشيع مسلم سني في أقصى الأرض نتيجة مدح الفصائل لإيران لا يساوي تحرير فلسطين ألف مرة ..إن إيران تنشئ أجيال تُكَفِرْ أبا بكر وعمر فاتح بيت المقدس بل وكل الصحابة وكل أهل السنة .وها هو خميني مؤسس دولة الرفض في إيران يقول: أن التكفير هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة ...!!!..

فهم يمكرون للأمة السنية, وهم قوم محاربين لكل ما يمت لدين الإسلام بصلة, وهاهم يفتكون بأهلنا في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان, بل لا يَبعدْ القول بأنهم قتلوا وبأبشع الطرق من أهل السنة مالم يقتله اليهود في كل حروبهم معنا, فهم صنيعة اليهود والصليب وجدهم ابن سبأ اليهودي مؤسس مذهبهم وقد وُجِدوا لحماية دولة اليهود لا لحربها فهم حرس حدود لها ولم يطلقوا رصاصة رغم دم غزة الذي ينزف ...!!!

لقد غضب الله على اليهود وأنزل عليهم العذاب بسبب حرف : فقالوا بدل حطة: حبة في حنطة،..قال تعالى :  فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162) الأعراف.

ونَحْذرْ بأن يَنزل علينا العذاب والهزيمة بسبب "شكر أيران "..

وأخيرا نقول للفصائل الفلسطينية ومنها "حماس والجهاد" إن المراهنة على الدعم الإيراني رهان خاسر وصيد في الماء العكر  ..

قال تعالى : " وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)" هود ...

موقع الحقيقة

22-12-2014

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

...........................

[1] قال العيني في عمدة القاري : كان قد أحسن السعي في نقض الصحيفة التي كتبها قريش في أن لا يبايعوا الهاشمية والمطلبية ولا يناكحوهم وحصروهم في الشعب ثلاث سنين فأراد النبي أن يكافيه وقيل لما مات أبو طالب وخديجة خرج رسول الله إلى الطائف فلم يلق عندهم خيرا ورجع إلى مكة في جوار المطعم...

[2] ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5283 في صحيح الجامع .

[3] وهذا مايسمى بالنظر إلى المآلات

[4] الموافقات للشاطبي ..عن الشاملة

[5] المصدر السابق

[6] عن موقع حقيقة الاخوان المسلمين

[7] وهذا يشابه لو أن اليابان مثلا ساعدت دولة اسلامية لا لغاية إلا انها للإستفادة الاقتصادية مثلا أو للعمل الخيري المحض فنقول هنا شكرا لليابان لأنا لا نتوقع أن يدخل مسلم في دين البوذيين ..أما في حالة الجمعيات التنصيرية التي تقدم المساعدة للدعوة إلى دين النصارى فهذه تحارب ولا تشكر ولو قدمت مساعدة ..

[8] عن موقع ..ملتقى الخطباء..

[9] عن مجلة الحقيقة ...

[10] منهاج السنة .. ص 20 جـ (1)

[11] موقع : حركة النضال العربي لتحرير الأحواز....



مقالات ذات صلة