خلال أربعين عاما من حكم الملالي دماء الفلسطينيين تُراقْ وأفعال إيران تكذب شعاراتها بنصرة فلسطين

بواسطة الحقيقة قراءة 823
خلال أربعين عاما من حكم الملالي دماء الفلسطينيين تُراقْ وأفعال إيران تكذب شعاراتها بنصرة فلسطين
خلال أربعين عاما من حكم الملالي دماء الفلسطينيين تُراقْ وأفعال إيران تكذب شعاراتها بنصرة فلسطين

منذ القدوم "المشؤوم" لخميني عام 79 بطائرة وحماية فرنسية ,, كان من أول ما بدأ به هو إعلان مساندته للقضية الفلسطينية حيث قام بإغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران وتحويلها إلى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية .. ومنذ ذلك الحين ما فتئت إيران تعلن مساندتها لتلك القضية من خلال المؤتمرات والندوات ومن خلال الإعلام كذلك وأنشأت فيالق سمتها بإسم القدس ومناسبة يطلق عليها يوم القدس العالمي ..

لكن واقع الأمر أو التأثير العملي على الأرض كان مخالفا جذريا لتلك الشعارات التي قرعت فيها إيران الأسماع ..

فلم تنصر إيران القضية الفلسطينية ولم تقذف إسرائيل في البحر بالرغم من جعجعتها بذلك ..

بل الذين سُحِقوا وقُذِفوا وغرقوا في البحار وليس في  البحر هم الفلسطينيون ..!!!, كل ذلك بفعل عملاء إيران في المنطقة ..

من هذه النتيجة عرفنا سبب احتضان الغرب الصليبي لخميني بين ذراعيه , فقد كان يدرك هذا الغرب ومعه اليهود أهمية هذا المخلوق في تدمير بلاد أهل السنة وسحق القضية الفلسطينية التي يعتبرها المسلمون جزءا من عقيدتهم ..

بعد فترة زمنية ليست بالطويلة مما تسمى الثورة الإيرانية عام 79 وبعد أن هنأ ياسر عرفات خميني بهذه الثورة بل كان من أول الزعماء الذين قدموا عليه وكان حاضرا عند استلام مبنى السفارة الإسرائيلية في طهران ,, أدرك عرفات بأن إيران تريد وضعه في جيبها لتتاجر به ويصبح موظفا لديها تذهب به يمينا وشمالا حيث تريد ..

لكنه فضل في الأخير تَرْكْ الجُعْبَة الإيرانية ..

مرت القضية الفلسطينية بمُنعطفات خطيرة خلال الفترة الزمنية لحكم الملالي سواء كانت خلال فترة حكم خميني أو بعد هلاكه لكننا لم نر ترجمة على الأرض لشعارات إيران في نصرة قضية فلسطين ..

فمن 79 إلى 82  كانت تلك الفترة هي فترة مناوشات بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والصهاينة .. كان الذي يخشاه الفلسطينيون في لبنان خلال هذه المدة هو حركة أمل الشيعية أن تضربهم من الخلف وفصائل المنظمة تعرف هذا جيدا ..

خلال الإجتياح الإسرائيلي عام 82 لم يتدخل نظام خميني لنصرة الفلسطينيين في لبنان ضد القوات الصهيونية المهاجمة بل أن قوات أمل الشيعية في الجنوب لم تشارك الفلسطينيين في التصدي لتلك القوات .. وقد صرح شارون في مذكراته : أنه اقترح إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها ولو كبادرة رمزية الى الشيعة الذين يعانون هم أيضا  مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية .. وقال : لم أر يوما في الشيعة أعداء "إسرائيل" على المدى البعيد ولا حتى الدروز ( مذكرات شارون ص 584) ..!!!

بل إن النظام السوري آنذاك الحليف لإيران لم يحرك ساكنا كذلك في الدفاع عن الفلسطينيين بالرغم من وجود قواته في لبنان ..

بعد سقوط بيروت تعرض الفلسطينيين إلى مذابح من قبل القوات الصهيونية في مخيمات صبرا وشاتيلا وقتل منهم الآلاف ولم تتدخل إيران لنصرتهم  ..

بعد هذه الحقبة أرادت بعض قيادات منظمة التحرير لملمة شتات المقاومة وإعادة ترتيبها في لبنان وخاصة في الشمال اللبناني .. لكن كانت قوات النصيري حافظ الأسد المدعوم إيرانيا بالمرصاد لإفشال تلك المحاولة ..

حيث تم اغتيال القائد في حركة فتح سعد صايل أبو الوليد بالقرب من حاجز للجيش السوري وبشهادة أحد المقربين منه .. أنه كانت هنالك سيارة من حركة أمل تراقبه ..

كذلك تم الهجوم من قبل القوات السورية على طرابلس التي عاد إليها ياسرعرفات بعد اجتياح بيروت ليخرج نهائيا من لبنان ..

ولا ندري أين كان ملالي إيران آنذاك في وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية إلى كل تلك التصفية ..!!

وما زاد الطين بلة هو حصار مليشيات حركة أمل للمخيمات الفلسطينية في بيروت عام 85 بمشاركة اللواء السادس اللبناني وبدعم من قائد الجيش آنذاك ميشيل عون حتى أكل الفلسطينيون القطط والكلاب بعدها تم تصفية الكثير من سكان تلك المخيمات على يد أمل وبأبشع الطرق .

حيث تعرض مخيم برج البراجنة لقصف عنيف وتم حصاره لمدة 30 يوما ودمر حوالي 90 % منه تدميرا كاملا وسقط ما يقارب 85 قتيلا من الفلسطينيين  ..

دون تدخل من حكومة إيران لكبح جماح حركة أمل الشيعية ..

 

بعد ذلك اندلعت الإنتفاضة الفلسطينية في 87 الى 93 وتعرض الفلسطينيين خلالها إلى القتل والأسر فقتل منهم حوالي 1300 فلسطيني  دون تدخل كذلك من حكومة الملالي لنصرتهم  كالمعتاد ..!!

بعد اندلاع الإنتفاضة الثانية بين عامي 2000 - 2005 كذلك لم يتدخل الملالي لنصرتها وخلال الانتفاضة الثانية تعرض مخيم جنين عام  2002 م الى سحق وحصار وتدمير من قبل القوات الصهيونية, وقد دافع عنه الفلسطينيون ببسالة منقطعة النظير رغم قلة عددهم وعدتهم  وصمد المخيم 31 يوما حتى هدمته القوات "الإسرائيلية" على رؤوس المقاومين ولم تفعل كذلك ايران شيئا ولم يطلق حزب اللات صاروخا للدفاع عن المقاومين بالرغم من أن إيران كانت تعيش أوج قوتها في تلك الفترة ..

بعد  الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 .. تعرض الفلسطينيين في العراق للإجتثاث وبأخس وأبشع الوسائل ,, وكانت تلك الإستهدافات من قبل مليشيات إيران في العراق مثل جيش المهدي وفيلق بدر وغيرهما من التنظيمات والأحزاب الشيعية وكل ذلك موثق بالصوت والصورة في موقع فلسطينيو العراق ..

كانت تلك الإنتهاكات تتمثل في الإختطاف والقتل بعد التعذيب على الهوية وقصف مجمع الفلسطينيين في البلديات بالقنابل .. كذلك الهجوم على المجمع الفلسطيني من قبل الجهات الأمنية العراقية بالأسلحة أو المداهمات لغرض الإعتقال والتهمة جاهزة وهي "الإرهاب" .. حتى قتل أكثر من 350 فلسطيني واعتقل منهم العشرات وما زال البعض منهم يقبع في السجون ..

وبسبب تلك الإعتداءات تم تهجير معظم الفلسطينيين من العراق الى شتات جديد وهذا في النهاية يصب في خدمة المحتل الصهيوني  ..

في 2007 م تعرض مخيم نهر البارد في لبنان الى هجوم من قبل الجيش اللبناني وتعرض الى سحق وتدمير ممنهج كان ذلك بسبب تحصن بعض المقاتلين فيه والشكوك تدور حول لعبة لعبتها المخابرات السورية في إدخال هؤلاء المقاتلين الى المخيم .. المهم كان بإمكان القوات اللبنانية اخراجهم بأقل الخسائر خاصة بأن عددهم قليل .. لكن تم تهديم المخيم بقوة نارية كبيرة والغاية معروفة هو تهجير الفلسطينيين من لبنان ..

لكننا لم نر تدخل إيراني لحماية المخيم وأهله ولو بالضغط على الحكومة اللبنانية المسيطر عليها من قبل حزب اللات ..

يضاف الى ذلك ما يتعرض له فلسطينيي لبنان أصلا من تضييق واضطهاد بسبب القوانين الجائرة التي فرضتها الحكومة اللبنانية على الفلسطينيين هناك ..

بعد اندلاع الثورة السورية تعرضت المخيمات الفلسطينية في سوريا إلى سحق وتدمير ممنهج من قبل النصيرية في سوريا مع المليشيات الإيرانية المتحالفة معها  فقتل من قتل وأسر من أسر وخطف من خطف حتى بلغ عدد القتلى الفلسطينيين بالآلاف هذا غير المعتقلين الذين مات بعضهم تحت التعذيب والآخر ما زال قابعا في سجون النصيرية ..

ونتيجة لهذا العمل الإجرامي تم تهجير عشرات الآلاف من فلسطينيي سوريا وراجع إن شئت موقع  " مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا " لتقف بالضبط على عدد القتلى والأسرى في سجون النظام السوري ومعاناة المخيمات هناك ...

إن أهم شعارات إيران فيما يتعلق بفلسطين هو دعمها للمقاومة الفلسطينية والتي عمودها الفقري في غزة

تعرضت غزة لعدة اجتياحات صهيونية دامية على التوالي :

  1. في 2008 الرصاص المصبوب أو عملية الفرقان
  2. 2012 عامود السحاب أو حجارة السجيل
  3. 2014 الجرف الصامد أو العصف المأكول

هذا غير الاعتداءات المتكررة التي لا تنقطع ..

تعرضت غزة خلال تلك الحروب الى قصف تدميري مع تقدم لدروع العدو ونشبت معارك قاسية مع المقاومة الفلسطينية لكن كالعادة لم نسمع من إيران سوى الجعجعات الفارغة والإستنكارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..

ولم تطلق ايران ولا ذنبها حزب اللات صاروخا واحدا من ترسانتها التي تدعي بأنها سوف تمسح "إسرائيل" من على الخارطة ..

وإن دعمت بفتات مالها بعض الفصائل في غزة فهو لأجل اختراق المجتمع الفلسطيني والتجارة بقضية فلسطين لتمرير مشروعها ..

بعد هذه الجولة خلال أربعين عاما من حكم الملالي الذين رفعوا شعار نصرة فلسطين ودعم قضيتها ورفعوا شعارات الموت لـ"إسرائيل" واللعنة على اليهود ..والإحتفال بـ"يوم القدس العالمي" ..

تعرض الفلسطينيين إلى  نكبات عديدة كان سببها إما صهيونيا أو بسبب عملاء إيران وحلفائها ومليشياتها ..

فبالرغم من هذا الصخب الإيراني حول فلسطين لم نر نصرة لأهل فلسطين فهو إما تخاذل وعدم نصرة فيما يتعلق بالصهاينة ..

أو إعتداء مباشر من قبل ايران لكل تجمعات الفلسطينيين حول دول طوق "إسرائيل" ونعني هنا العراق وسوريا ولبنان تحديدا  ..

إذا أفعال إيران تجاه فلسطين تكذب شعاراتها الرنانة بنصرتها .. ومن هنا نكتشف سبب دعم الغرب لعودة خميني من فرنسا وعلى متن طائرة فرنسية الى إيران عام 79 ليعيث في الأرض الفساد .

 

موقع الحقيقة

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

1/6/1440

6/2/2019



مقالات ذات صلة