" ليخرجهم من الظلمات إلى النور "

بواسطة أسامة شحاته قراءة 2248

" ليخرجهم من الظلمات إلى النور "

أسامة شحادة

باحث وكاتب إسلامي

osama.shehadeh@gmail.com

 

يقدر عدد الداخلين في دين الإسلام سنوياً من أمريكا بـ 20 ألف شخص ، وهذا رغم ما جرى من تشويه وتنفير من الإسلام والمسلمين عقب أحداث سبتمبر عبر وسائل الإعلام الأمريكية .

د. وايت سمول رئيس الإتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية (NLP ) ، أشهر إسلامه مؤخراً في دورة تدريب المدربين بالبحرين ، ووايت سمول والذي تسمى بعبد الحكيم هو أستاذ متخصص في اللاهوت ، وأستاذ متخصص أيضا في فلسفة العلوم ويحمل شهادة الدكتوراه فيها ، وهو مدرب عالمي مشهور اشتغل في خدمة الحكومة الأمريكية و القطاع الخاص لأكثر من خمس وعشرين سنة  ويعد من أبرز من طور علم وفن (NLP ) الذي "يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية. ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه، كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره، وقدرته على تحقيق أهدافه، كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن أن تختبر وتقاس. وقد امتدت تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في العالم إلى كل شأن يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم والصحة النفسية والجسدية والتجارة والأعمال والدعاية والإعلان والتسويق والمهارات والتدريب والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وحتى الرياضة وغيرها".

يقول عبد الحكيم عن تجربته " أنه وعبر سبعين عاما مضت من عمره حقق فيها الكثير من الإنجازات والطموحات في حياته الخاصة والعملية منها رئاسة جمعية البرمجة اللغوية العصبية ، وأستاذ متخصص في اللاهوت ، وأستاذ دكتور أيضا في فلسفة العلوم قضى وقتاً طويلاً وهو ينقب في الكتب والمعتقدات إلا أنه كان يحاور عقله و يسائل نفسه باحثا عن الدين الذي يرتضيه العقل ، وتقبله بوئام الفطرة السليمة "، ليستمر بحثه ذلك سنوات عدة ليصل إلى اعتناق الإسلام. إنه الدين الحق الذي يولد اليقين والثقة ويزرع الأمل بالعدل والحق القادم -إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة - وهو دواء القلب والعقل.

 

إن الإسلام دين الحق الذي أرسله الله ليكون خاتمة الرسالات الإلهية إلى سكان الأرض ، يهدف إلى إسعاد الناس وهدايتهم  ، يقول ابن القيم : "  فإِن من لم تولد روحه وقلبه ويخرج من مشيمة نفسه ويتخلص من ظلمات طبعه وهواه وإِرادته فهو كالجنين في بطن أُمه الذي لم ير الدنيا وما فيها. فهكذا هذا الذي بعد في مشيمة النفس، والظلمات الثلاث هي: ظلمة النفس، وظلمة الطبع، وظلمة الهوى. فلا بد من الولادة مرتين كما قال المسيح للحواريين: إِنكم لن تلجوا ملكوت السماءِ حتى تولدوا مرتين. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أَباً للمؤمنين كما في قراءَة أُبِى: ((النبي أَولى بالمؤمنين من أَنفسهم وهو أَب لهم))، ولهذا تفرع على هذه الأبوة أَن جعلت أَزواجه أُمهاتهم، فإن أَرواحهم وقلوبهم ولدت به ولادة أُخرى غير ولادة الأُمهات، فإِنه أَخرج أَرواحهم وقلوبهم من ظلمات الجهل والضلال والغي إِلى نور العلم والإِيمان وفضاءِ المعرفة والتوحيد، فشاهدت حقائق أُخر وأُموراً لم يكن لها بها شعور قبله، قال تعالى: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ}، وقال: {هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الاُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ} وقال: {لَقَدْ مَنّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مّبِينٍ}"

 

و إيصال النور للعالم يحتاج من المسلمين القيام بواجب التعريف بحقيقة دينهم الذي شوهه البعض بالغلو والتطرف سواء عبر عمليات القتل والتفجير أو تشويهه عبر الممارسات السيئة التي أدخلت على الإسلام من البدع والخرافات كما يحدث عند كثير من القبور والمزارات من سجود وزحف للقبور أو رقص ومخدرات !! أو ما يشاهده العالم في موسم عاشوراء من إسالة الدماء بطرق مقززة حتى من الأطفال ، كما أن من صور تشويه الإسلام غياب كثير من قيم الإسلام الخلقية عن حياة المسلمين حتى المصلين منهم .

وهذا الجهد المطلوب في تعريف الناس بدين ربهم جميعاً يجب أن يراعي الحكمة وحسن العرض ويركز على أصول الإسلام الكبرى وهي التوحيد والعدل وحسن الخلق و عمارة الكون وطلب العلم .

 



مقالات ذات صلة