عندما يصبح القاتل وسيطا !!

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 979
عندما يصبح القاتل وسيطا !!
عندما يصبح القاتل وسيطا !!

21-09-2013

لم يترك الشيعة من القبائح المادية والمعنوية والفكرية شيئا, فعقائدهم وأفكارهم مليئة بالباطل والبدع والأوهام, وسلوكهم وأفعالهم تتسم بالفظائع والإجرام, وزادوا على كل ذلك نفاقا بات واضحا ومكشوفا, ووقاحة أصبحت ممجوجة ومرذولة.

فمع شدة إجرامهم وبطشهم بأهل السنة في سوريا وغيرها من بلاد الإسلام, ومع مشاركتهم الفعلية والعلنية بالقتال إلى جانب بشار طاغية الشام, ومده علنا بالمال والسلاح والعتاد والرجال, حتى امتلأت دمشق وحمص وحلب بالمليشيات الشيعية من حزب الله اللبناني والعراقي والحرس الثوري الإيراني, يخرج علينا رئيس إيران حسن روحاني, ليعرض على السوريين وساطة للحوار بين بشار والثوار.

فقد أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عن استعداده للقيام بوساطة بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، في حين قال قدري جميل -نائب رئيس الوزراء السوري- إن دمشق ستعلن وقفا لإطلاق النار في حال الاتفاق على لقاء (جنيف 2)، مشيرا إلى أن حسم الصراع عسكريا مستحيل.

وذكر روحاني -في مقال نشرته أول أمس الخميس صحيفة واشنطن بوست الأميركية على موقعها الإلكتروني- أن طهران مستعدة للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة, وأكد روحاني -الذي كثف في الأيام الأخيرة من تصريحاته التصالحية تجاه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي- أنه يعتزم اتباع سياسة (اللقاءات البناءة).

ومن المعلوم للصغير قبل الكبير, وللعالم بالسياسة أو الجاهل بها تمام الجهل, أن الوسيط في أي قضية بشرية لا بد أن يكون أولا وقبل كل شيء محايدا, لا يقف مع طرف ضد الطرف الآخر, وإلا فكيف سيحكم بين الطرفين بالعدل.

فكيف إذا كان هذا الوسيط وهو -إيران- قد أصبح اليوم هو العدو الحقيقي والفعلي وليس بشار, وكيف إذا كانت قيادات الحرس الثوري الإيراني وخبرائه العسكريين قد باتوا يديرون غرف العمليات العسكرية في سوريا اليوم, بدلا من قادة بشار الذين باتوا يتلقون الأوامر من قاسم سليماني وغيره, فهل يمكن لعاقل أن يعرض الوساطة ليكون حكما على خصمه وعدوه؟؟!! وهل يمكن للطرف الآخر أن يقبل مجرد تخيل مثل هذا العرض بله أن يفكر فيه أو يقبله؟؟!! إنها السخرية السياسية في عصر انقلاب المفاهيم وتلاشي المبادئ والثوابت.

وعلى كل حال فقد كان رد ثوار سوريا على هذا العرض سريعا, من خلال استمرار المعارك والقتال ضد مليشيات وعناصر بشار, دون أن يبدو أي اهتمام لمثل هذه الأفكار, وهو الرد الأبلغ لمثل هكذا عرض, فلا مكان للحديث هناك حول الحوار مع بشار أو إيران.

وكما كان رد الثوار سريعا كان كذلك الرد الدبلوماسي سريعا أيضا, فقد وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاقتراح الذي تقدم به الرئيس الإيراني حسن روحاني للمساهمة في تسهيل الحوار بين نظام الأسد والمعارضة بأنه (غير جدي)، و(يفتقد إلى المصداقية السياسية).

وقال الائتلاف في بيان نشره على موقعه الإلكتروني: إنه يعتبر إعلان إيران هذا على لسان رئيسها أمرًا يدعو للسخرية، وسط كل الدماء التي شاركت إيران بسفكها مع نظام الأسد من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري المقدم إلى الأسد خلال عامين ونصف من عمر الثورة السورية.

وأضاف البيان: من الأجدى للقيادة الإيرانية أن تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سوريا, قبل أن تبادر لطرح المبادرات والتسهيلات أمام الأطراف المعنية، فهي جزء من المشكلة، والشعب السوري سيطالب بحقه في محاسبة المسؤولين الإيرانيين, بنفس الدرجة التي سيحاسب بها المسؤولون السوريون, عن أعمال العنف والقتل والإرهاب المرتكبة بحق هذا الشعب.

وأوضح البيان أن العرض الإيراني على لسان روحاني هو محاولة يائسة لإطالة أمد الأزمة وزيادة تعقيدها، ويسعى به لتغطية ملفات شديدة التعقيد كالبرنامج النووي ودعم الإرهاب، والتي يجب على إيران أن تواجه العالم بها في الزمن القريب.

لقد فات أوان تصديق أهل السنة للشيعة, وانقضى زمان الوثوق بهم أو التعويل على وعودهم, فمن جرب المجرب كان عقله مخرب كما يقول المثل, كما أن العقل والمنطق يقول: إن القاتل لا يمكن أن يكون وسيطا.

المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث

 

 



مقالات ذات صلة