المشرف العام للجنة الدفاع عن عقيدة اهل السنة في فلسطين
24-7-2012
تعد الروابط بين الشعبين السوري والفلسطيني كثيرة ومن أهمها رابطة الدين ومن ثم رابطة الأرض والتاريخ المشترك, فقد كان الشعبين الفلسطيني والسوري يعدان شعبا واحد حتى جائت جحافل الصليبيين الجدد فقسمت بلاد الشام الى أربعة أقسام ومن يطلع على الخارطة العثمانية يجد أن سوريا العثمانية تشمل كل بلاد الشام ومنها فلسطين طبعا .
ولا ننسى هنا الموقف المشرف للشعب السوري تجاه إحتلال اليهود لأرض فلسطين وما جهاد عز الدين القسام المتألق الا دليل على هذا , ,فلم يبخل الشعب السوري بأمواله ولا دماء أبنائه في نصرة قضية فلسطين وعلى إمتداد إحتلال اليهود لها .
ولمعرفة اعدائنا من اليهود والصليبيين بفضل ومنزلة بلاد الشام الأرض المباركة وخصوصيتها ومنها الأرض السورية تحديدا فقد كانت هذه الأرض منطلقا لجحافل المجاهدين في نصرة الأمة الإسلامية وتنفيس الكرب عنها وعلى مدى تاريخ تلك الأمة, فقد سَلطَتْ علينا تلك الدول الكافرة التي ذاقت الأمرين من جهاد أهل الشام نظاما باطنيا من أحفاد الاسماعيلية الفاطمية التي لعبت دورا في إعاقة الجهاد الإسلامي ضد الغزو الصليبي عبر إغتيال الكثير من أعلام الجهاد الإسلامي في تلك الحقبة .
لقد أدى الفاطميون الجدد ذات الدور الذي أداه أجدادهم فحاربوا المقاومة الفلسطينية ولعبوا دورا في التآمر على الكثير من الدول العربية التي لعبت دورا في التوازن مع العدو اليهودي , بل قد قهرت تلك الفرقة الضالة الشعب السوري عبر أجهزة مخابراتها التي لا ترقب في مؤمن الا ولا ذمة, لذلك فلا عجب بأن نرى جبهة الجولان هي من أأمن جبهات المواجهة مع العدو اليهودي , لذلك نجد أن الصليبيين الجدد يبذلون أقصى الجهد في إطالة عمر هذا النظام عبر دعمه مباشرة كما تفعل روسيا أوعبر إعطاءه المهل والغطاء لتنفيذ مجازره ضد الشعب السوري المجاهد كما يفعل الغرب المتشدق بحقوق الإنسان .
لذلك يتوجب على الشعب الفلسطني رغم جراحه رد الجميل للشعب السوري الذي لم يدخر جهدا في دعم قضية فلسطين, خاصة وأن تواجد الفلسطينيين في أماكن حساسة داخل سوريا وخارجها يمكن استغلالها والإنتفاع منها لدعم إخوانهم في سوريا فهم يتواجدون في لبنان واللتي يمكن من خلالها مساعدة اللاجئين السوريين كما يمكن الإعانة في تسهيل وصول السلاح والعتاد الى الجيش الحر في سوريا وخاصة في حمص ودمشق ,ويمكن كذلك إيصال المعلومات الإستخبارية للجيش الحر عن تحركات حزب الله والمجموعات المساندة للنظام السوري في لبنان , أما الأردن فيمثل الفلسطينيون في هذا البلد ثقلا لا بأس به فهم نصف السكان إن لم يكونوا أكثر, من خلال ذلك يمكن دعم وإعانة اللاجئين السوريين في الأردن وتوفير إحتياجاتهم من الغذاء والدواء وغير ذلك من وسائل الدعم, كذلك يمكن دعم الجيش الحر خاصة في درعا وذلك عبر إيصال المؤن له من المال والسلاح .
إما في الداخل السوري فيمثل الفلسطينيون ثقلا لا يستهان به فهم ينتشرون على كافة الأراضي السورية تقريبا ويشتركون مع إخوانهم السوريون بنفس الجراح فيجب عليهم تقاسم رغيف الخبز مع إخوانهم وتقديم كافة وسائل الدعم لهم .
ونحن هنا لا ننكر الموقف المشرف الذي قام به الفلسطينيون في مساندة اخوانهم السوريون لكن نريد تثبيت هذا الموقف وتطويره وإدامته , فنحن والشعب السوري إخوة في الدين والدم والأرض المشتركة وقد جاء في الحديث الشريف : عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ أَلَا لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِه» .[1]
يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله : « وهم يد على من سواهم » هم شيء واحد المسلمون يد واحدة، هذه أيضا عبارة عن أن المسلمين شيء واحد كتلة واحدة كلنا يد يعني قوة، اليد يعبر بها عن القوة، وهم يد واحدة « وهم يد على من سواهم » ماذا من هم من سواهم يعني الكفار، كلهم ضد الكافرين نعم.
« وهم يد على من سواهم » فعليهم التناصر، وتحقيق مبدأ الأخوة، يعني هذا كله كل هذه الخصال الأربعة المذكورة ترجع إلى قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾(4) فالمسلمون إخوة في أي مكان كانوا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، أسرة واحدة ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾(4) « وهم يد على من سواهم ».[2]
وأخيرا ليعلم أهل فلسطين بأن نهاية النظام النصيري في سوريا هي بداية تحرير أرض فلسطين من اليهود لما في وجود كلا الفريقين من تلازم وهذا يثبته ماضينا وحاضرنا .
والله الموفق والهادي الى سبيل الرشاد .
[1] . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وهو حديث صحيح لغيره
[2] موقع جامع شيخ الاسلام ابن تيمية