تأملات في الصراع الشيعي الإسرائيلي (1)

بواسطة خالد الفرس وخالد الترك قراءة 2114

تأملات في الصراع الشيعي الإسرائيلي (1)

خالد الفرس وخالد الترك

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

 

لنعد بالذاكرة مائة عام إلى الوراء ....

 

لقد كانت الخلافة العثمانية ما زالت قائمة، وكان السلطان عبد الحميد ـ رحمه الله ـ يحاول محاولاته الأخيرة لإنقاذ سفينة الخلافة التي كانت أوشكت على الغرق، ولكن قدر الله وما شاء فعل، لقد جاءت محاولاته متأخرة، وكان النفاق قد دب في نفوس كثير من الشباب الذين فتنوا بأفكار الغرب وفلسفته، وسيطروا على شئون الدولة وسموا أنفسهم باسم مستوحى من الثورة الفرنسية "جمعية الاتحاد والترقي" وعزلوا السلطان عبد الحميد، وجعلوا السلاطين بعده رموزاً لا قيمة لها، ولكنهم لقلة خبرتهم لم يستطيعوا إدارة شئون الجيش في الحرب العالمية الأولى وهرب معظمهم خارج تركيا.

 

ولكن ما زال هناك "رجل في زمن الأنوثة" على حد تعبير بعضهم، وسبحان الله رغم أنه أحد أعضاء "الاتحاد والترقي" إلا أنه يدافع عن "الخلافة" بحرارة ، ويتكلم عن مخالفة السلاطين لشرائع الإسلام، ويتباكى على المجد الضائع، ويعد باسترداده، ورغم قلة خبرته العسكرية كرفاقه إلا أنه يحقق الانتصارات وجيوش الأعداء تفر من أمامه، ورجل كهذا لا بد وأن تطرب له أفئدة الشعراء، حتى شبهه شوقي بخالد بن الوليد رضي الله عنه، وبصلاح الدين، بل شبه أيامه بيوم بدر فقال:

 

الله أكبر كم في الفتح من عجب         يا خالد الترك جدد خالد العرب

حذوت حرب الصلاحيين في زمن       فيه القتال بلا شرع ولا أدب

يوم كبدر فخيل الحق راقصة           على الصعيد وخيل الله في السحب

تهيئة أيها الغازي وتهنئة               بآية الفتح تبقى آية الحقب

 

وبعد أن تمكن مصطفى كمال أتاتورك من مقاليد الحكم لم يعد خالد الترك بل أصبح شيطانهم الأكبر الذي ألغى الخلافة ثم ألغى شرائع الإسلام كافة بل وتهكم من القرآن صراحة، وأظهر فسقه ومجونه، وزكى روح الولاء للقومية التركية ليحل محل الولاء للإسلام.

 

وعاد شوقي يرثى الخلافة ويهجو مسقطها قائلاً:

عادت أغاني العرس رجع نواح         ونعيت بين معالم الأفراح

كفنت في ليل الزفاف بثوبه             ودفنت عند تبلج الإصباح

ضجت عليك مآذن ومنابر              وبكيت عليك ممالك ونواح

الهند والهة ومصر حزينة              تبكى عليك بمدمع سحاح

والشام تسأل والعراق وفارس          أمحا من الأرض الخلافة ماح

يا للرجال لحرة سئودة                 قتلت بغير جريرة وجناح

 

وقال هاجياً "عربيد الترك":

بكت الصلاة وتلك فتنة عابث            بالشرع عربيد القضاء وقاح

أفتى خزعبلة وقال ضلالة              وأتى بكفر في البلاد بواح

 

ترى هل تجد فرقاً بين مصطفى كمال أتاتورك الذي لقب يوما بـ "خالد الترك" وبين "حسن نصر الله" الذي يراه البعض جديراً بلقب "خالد الفرس"، ولكن ثمة فرق يذكره بعضهم هو أن أتاتورك كان صنيعة الغرب جزماً ولا يصدق هذا على حسن نصر الله، ورغم أن هذا الفرق لا يسلم به كثير من الباحثين إلا أنه على فرض التسليم به ليس مؤثراً لا سيما إذا كان تاريخ حسن نصر وتاريخ آبائه بل وواقع شيوخه وأوليائه فى العراق قد بينوا لنا ماذا يفعل الشيعة حينما يتسلطون على أهل السنة.

ويبقى فرق جوهري، وهو أن أتاتورك في أول أمره كان في غاية السرور بلقب "خالد الترك" وبتشبيهه بـ "صلاح الدين".

ولكن يا ترى إذا ما سألنا حسن نصر الله هل يسعده أن نلقبه بخالد الفرس أو نشبهه بصلاح الدين هل سيسعده ذلك!؟

وهذا يقودنا إلى لفتة أخرى، وهو أن بعض الحركات الإسلامية ما زالت تردد هذا الشعار

في القدس قد نطق الحجر              أنا لا أريد سوى عمر

 

ثم فوجئنا أنهم يعتبرون حسن نصر الله هو ذلك الـ "عمر" فهل يا ترى يرضى حسن نصر الله بأن يشبه بعمر ـ رضي الله عنه ـ، أم أنه على طريقة أبى لؤلوة المجوسى الذي يلقبه إمامهم الخومينى بـ "بابا شجاع الدين"، لا أظن أن التقية يمكن أن تصل إلى حد الثناء على عمر ـ رضي الله عنه ـ الذي أباد الله على يديه دولة الفرس، ووالله لو رضي هو تقية، فلا يمكن أن نرضى أنفة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.

والآن هل سيأتي اليوم الذي نرى هؤلاء الذين يصفون حسن نصر الله بأنه رجل فى زمن الأنوثة، وهل يأتي اليوم الذي يقولون فيه

وتلك فتنـة عابـث            بالشرع عربيد القضاء وقاح

 

نسأل الله أن يقي الأمة شرورهم قبل أن يأتي ذلك اليوم، اللهم آمين.

 

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف

 



مقالات ذات صلة