الشيخ : مجدي المغربي
ضمن استراتيجية واضحة، وتخطيط دقيق، بدأت حركة ( الصابرين )، والمصنفة كذراع لإيران وحزب الشيطان في قطاع غزة، خلال هذا العام تدفع بنفسها بقوة إلى عمق المجتمع الفلسطيني، وتضاعف من أنشطتها من خلال أساليب تحاكي نظيراتها من الأذرع الإيرانية في الدول العربية، والتي اتخذت جميعها من المقاومة ستاراً ورداءً، تصل من خلالها إلى تحقيق أهدافها ( المرحلية ) وتحجز مكاناً ومقعداً دائماً لإيران في ( غزة ) وأصواتاً تهتف للخامنئي، وتحتمي بالسلاح وبالتاريخ ( المقاوم ) الموهوم، وذلك بعد سنوات طويلة من العمل التنظيمي السري والمنغلق على ( مجموعات ) من حملة الفكر الشيعي الرافضي، حيث لا يزال التنظيم وإلى هذه اللحظة يتحفظ بشدة على تعريف المجتمع بقياداته وأعضائه.
عشرات البيانات طفح بها موقع ( حصن ) - كما يطلقون على أنفسهم اختصاراً - بيانات توثق لأعمال مقاومة شرسة وتضحيات للصابرين خلال الحرب الأخيرة، يستمدون منها شرعيتهم ويقذفون بها دليلاً على وطنيتهم ومقاومتهم في وجوه خصومهم ومناوئيهم..
بيانات متتابعة شبه يومية، تتناول مناسبات وأحداث، وتعلن من خلالها مواقفها واستنكارها ورضاها وتضامنها ..الخ. ومشاركة في بعض المناسبات الاجتماعية كبيوت العزاء وبعض الفعاليات العامة ومن خلال المؤسسات.
وعلى الرغم من حرص الحركة الشديد في هذه المرحلة على عدم الظهور بوجهها الحقيقي، إلا أن هذه البيانات لم تخل من الإشارة إلى حقيقة مذهبهم فجددوا القول وأعلنوه بأنّ الخلاف بين السنة والشيعة ( ضجة مفتعلة )، وذلك في بيان أصدرته في ذكرى الدكتور فتحي الشقاقي – رحمه الله - ، وفي بيان آخر خصّت الصابرين بالشكر: إيران وإخوانهم في حزب الشيطان وجمهورية بشار، على فضلهم الكبير في دعم المقاومة، وفي بعض البيانات اكتفت الحركة وعلى طريقة الروافض بالصلاة على محمد وآله الطاهرين. صلّى الله على محمد وعلى آل بيته وأصحابه الطاهرين الغائظين للروافض المشركين.
هذا يحدث، وما خفي كان أعظم..
يحدث هذا في غزة، وفي مجتمع سني مائة بالمائة، وفي مجتمع لا يحتمل مزيداً من الصراعات الدموية تصنعها مثل هذه الأجسام الشاذة الغريبة كما فعلت في البلدان من حولنا، فولاؤها للمجوس وليس لشعوبها وبلدانها..
يحدث هذا، و ( حماس ) ترى وتعلم ولا تفعل ولا تتكلم..
يحدث هذا، والشباب السلفي جماعات وأفراد متفرقون مهلهلون، وأكثرهم عن الواقع غائبون، أوفي قواقعهم منعزلون، وكثير منهم يعيشون خارج غزة التي ليس لها منهم إلا الأبدان والجسوم..
والرسميون وغير الرسميين من الدعاة وطلبة العلم والمشايخ، مذهب أكثرهم) السلامة غنيمة ) و ( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) أو ( هذا واقع، فهل سنغير الدنيا )، بينما تحمر أنوف، ويتطاير شرر، ويظهر غضب، وتزأر الأسود في معارك لا قيمة لها و وزن إلا في حسابات خاصة ضيقة وفي موضوعات ترضي جميع الأطراف.
وعلى الرغم من كلّ هذا وأسوأ، فغزة - بإذن الله – لن تهون، وللرافضة وأذيالهم لن تكون إلا ناراً وجحيماً، فليس لهم فيها إلا معاملة المشركين والخائنين.