وفاة أحد اللاجئين الفلسطينيين في العراق من جراء التعذيب في المعتقلات الطائفية

بواسطة مراسل الحقيقة - تقرير خاص قراءة 1904

وفاة أحد اللاجئين الفلسطينيين في العراق من جراء التعذيب في المعتقلات الطائفية

 

بعد احتلال بغداد وسقوط النظام عام 2003 تشردت قرابة الأربعمائة عائلة فلسطينية بسبب التهديدات المستمرة للميليشيات والعصابات الإجرامية الطائفية ، ولجئوا إلى مخيم في منطقة البلديات تم إنشاءه في نادي حيفا الرياضي في ساحة كرة القدم على شكل خيم ، واستمر قرابة السنتين ، حيث بعد مناشدات وتدخلات من قبل مفوضية اللاجئين ومنظمات إنسانية كثيرة تم ترحيلهم وتوزيعهم في أماكن متفرقة من بغداد .

من ضمن هؤلاء الفقيد زهير حسن أحمد الخزنة رحمه الله حيث كان نصيبه أن يسكن بعد هذه المعاناة في عمارة في منطقة النعيرية قرب بغداد الجديدة ، حيث غالبية سكانها من الشيعة والنصارى .

 

ففي تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة الجمعة على السبت الموافق 25/6/2005 تم اقتحام العمارة المذكورة والتي يقطنها فلسطينيون في منطقة النعيرية في بغداد من قبل قوة أمنية عراقية تدعى لواء الصقر وما أكثر هذه الألوية وهذه الأسماء ، وتم اعتقال سبعة من المواطنين الفلسطينيين اللاجئين في العراق من سكنة هذه العمارة وهم :

ثلاثة أخوة:   رأفت سعد علي

              ومحمد سعد علي

              وماجد سعد علي

وابن عمهم سائد عبداللطيف علي الذي كان عندهم ضيف في تلك الليلة .

ورجل كبير في السن وغير متزوج وهو زهير حسن أحمد واثنين آخرين .

وحاولوا اعتقال ابن ماجد سعد علي ومن كثرة بكاء أمه وصراخها تركوه .

وحاولوا اعتقال رجل كبير في السن آخر الا انه أغمي عليه فتركوه .

الأمر العجيب أن الحادث وقع في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل في تاريخ 25/6/2005 يوم السبت إلا أن قناة الفرات التابعة لما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية عرضت على السبتايتل انه تم إلقاء القبض على ثلاثين ارهابيا ومن ضمنهم سبعة فلسطينيين في منطقة النعيرية في بغداد وكان عرض هذا الخبر في الساعة الثانية عشرة والنصف من نفس الليلة الجمعة على السبت 25/6/2005 ، أي أنه تم نشر خبر الاعتقال قبل تنفيذ الاعتقال .

هذا شاهد وبرهان على تواطئ هذه القنوات التابعة لتلك الميليشيات مع الأجهزة الأمنية الحكومية المسيطر عليها من قبل الميليشيات ، والذي يعيش في الواقع العراقي يمكنه التمييز بين تلك الأجهزة والميليشيات الشيعية المسيطرة عليها .

المواطن الفلسطيني زهير حسن أحمد الذي تم اعتقاله من قبل لواء الصقر في الظاهر ، تبين أنه معتقل لدى لواء الحسين ( الذي سمي لاحقا بلواء الرافدين ) والمسيطر عليه من قبل قوات بدر الشيعية ، وكذلك لدى لواء الذيب المسيطر عليه من قبل ميليشيا جيش المهدي .

حيث تبين أنه ميت بعد أسبوع من اعتقاله ، عندما أرادوا طمس الحقيقة وتسليم جثته إلى ثلاجة قريبة من مشرحة الطب العدلي على أساس أنهم وجدوه في الطرقات وأنه مجهول الهوية ، لكن فضح الله أمرهم .

 

حيث جثته بقيت في مستشفى مدينة الطب أو الطب العدلي ورفضوا تسليمه لذويه حتى لا تحدث ضجة إعلامية .

حيث قام بتسليمه إلى مدينة الطب قوة من لواء الذئب ولواء الحسين وكان ضابط العلاقات أو ضابط الارتباط الذي سلمه اسمه جواد عبدالأمير ، أراد تسليمه من غير وصل !!! لكن أبى من استلمه لأن ذلك مسؤولية عليه فرفض استلام الجثة إلا بعد توقيع من جلبه لهم ، فما كان من شاهد الزور الذي جلبه من تسليمه مع تسجيل اسمه وقد لا يكون ذلك اسمه الحقيقي والتوقيع ونسخة من وصل التسليم موجودة لدى المستشفى .

وعندما أراد أهله دفنه ولكن المستشفى أرادوا إخلاء مسؤوليتهم فطلبوا كتاب من مركز شرطة المستشفى يسمح لهم بالتسليم فذهبوا إلى هذا المركز فقال لهم الضابط المسؤول انه ليس لديهم صلاحية في هذا الأمر فإنه لم يكن معتقل لديهم وهذا صحيح فطلب المستشفى كتاب من لواء الذئب فذهب أهل الفقيد إلى مقر هذا اللواء المشؤوم فأنكروا معرفتهم بالأمر بكل وقاحة !!! ، ثم ذهبوا إلى مركز شرطة بغداد الجديدة للحصول على الكتاب حيث محل سكنه تابع لهذا المركز فرفضوا أيضا .

وذلك كله مؤامرة كي تخلي مغاوير الداخلية مسؤوليتها عن الأمر ، ثم ذهب أهله في اليوم التالي مضطرين لتزوير كتاب في أحد المحاكم على أنه كان مفقودا خلال الفترة الماضية ووجد مقتولا ، فبهذه الطريقة فقط يتسنى لهم من استلام جثة قريبهم . وبعدها باءت محاولات تسليم الجثة بالفشل.

   وبعد ثلاثة أيام من الإجراءات الروتينية المعقدة تم استلام الجثة وإرسالها إلى الطب العدلي لغرض التشريح .

والفاجعة بعد استلامه الآثار الواضحة التي شوهدت عليه جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له ، وهي آثار ماء يغلي قد سكب عليه ، وآثار تعذيب بالكهرباء وآثار حفر في جلد رأسه وبقع كبيرة على ظهره .

     والمفارقة أن المستشفى أصدرت شهادة وفاة للفقيد وكتبت فيها سبب الوفاة وهو عدم كفاءة الشرايين التاجية ، فهل سبب الوفاة هذا يتناسب مع صورة الجثة!!!

وبعدها تم دفنه في يوم الخميس الموافق 7/7/2005 وأقاموا العزاء ولخوف أهله قد علقوا لافتة ينشرون خبر موته وخبر العزاء لكنهم لم يذكروا في هذه اللافتة سبب الوفاة كما هو معتاد في تعليق لافتات الموتى في هذا البلد ، مع العلم أن الناس يعلمون علم اليقين الحقيقة !!! .

فأين قناة الفرات من هذه الجريمة النكراء ؟!!!!! لماذا لم تنشر خبر الموت كما نشرت خبر الاعتقال قبل أن يتم ؟؟!!!.

هكذا يكون الدم الفلسطيني رخيصا جدا لدى هذه القوى الرافضية الحاقدة ، وبكل وقاحة يتبجحون ويقولون بأن الفلسطينيين أهلنا وإخواننا !! إنها التقية المقيتة التي هي من أساسيات دينهم ، بل لا دين لمن لا تقية له عندهم ؟!!!

 طالع صور خاصة حول التقرير في معرض الصور الخاص بموقع الحقيقة.



مقالات ذات صلة