مكانة المسجد الأقصى في تفاسير الشيعة

بواسطة طارق أحمد حجازي قراءة 5472

مكانة المسجد الأقصى في تفاسير الشيعة

 

بقلم: طارق أحمد حجازي

1.    تفسير الصافي :

 

جاء في تفسير الصافي "للفيض الكاشاني" ، في تفسير قول الله تعالى : ) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( (1) : " أي إلى ملكوت المسجد الأقصى الذي هو في السَماءِ كما يظهر من الأخبار " (2).

 

وأتبع ذلك القول بهذه الرواية : "روى القمّي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالساً في المسجد الحرام ، فنظر إلى السَماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال : سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجُعفي فقال : أيّ شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قال : يقولون : أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ؛  فقال: ليس كما يقولون ، ولكنه أسرى به من هذه إلى هذه ، وأشار بيده إلى السماء ، وقال :  ما بينهما حرم" (3).

 

2.    تفسير نور الثقلين :

 

وفي تفسير نور الثقلين "للحويزي" (4) ابتدأ في تفسير سورة الإسراء بذكر الروايات السابقة تأكيداً منه على تمسكه بها : فعن سالم الحناط عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل؟ فقال : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول e ، قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال : ذلك في السماء ، إليه أسري رسول الله عليه وسلم ، فقلت : إن الناس يقولون إنه بيت المقدس ؟ فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه" (5) !!

 

وأضاف " الحويزي " : في تفسير علي بن إبراهيم حدثني خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن سيار عن أبي مالك الأزدي عن إسماعيل الجعفي قال : كنت في المسجد قاعداً وأبو جعفر عليه السلام في ناحية ، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة والى الكعبة مرة، ثم قال : "  سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" ، وكرر ذلك ثلاث مرات ، ثم التفت إلىّ فقال : أي شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قلت : يقولون : أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ، فقال : ليس كما يقولون ، ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء ، وقال : ما بينهما حرم" (6). 

 

3.    تفسير العياشي :

 

وأورد العياشي في تفسيره أول آية في سورة الإسراء الرواية التي تأكد بأن المسجد الأقصى مسجد في السماء فقال : " عن سالم الحناط عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل؟ فقال : المسجد الحرام، ومسجد الرسول e ، قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال: ذلك في السماء ، إليه أسري رسول الله عليه وسلم ، فقلت : إن الناس يقولون إنه بيت المقدس ؟ فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه" (7) !!

 

4.    البرهان في تفسير القرآن :

 

وأورد البحراني في " البرهان في تفسير القرآن " الرواية التي تكرر ذكرها في جلّ تفاسير الشيعة ، وأوردها كذلك الطباطبائي في تفسير الميزان ، والتي تنص على أن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء ؛ " عن سالم الحناط عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل؟ فقال : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول e ، قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال : ذلك في السماء ، إليه أسري رسول الله عليه وسلم ، فقلت : إن الناس يقولون إنه بيت المقدس ؟ فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه" (8) !!

 

5.    بيان السعادة :

 

كما جمع سلطان الجنابذي في "بيان السعادة في مقامات العبادة" الأقوال الآتية في تفسير أول آية في سورة الإسراء ) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى ( : الذي في بيت المقدس أو إلى المسجد الأقصى الذي هو في السماء الرابعة المسمى بالبيت المعمور الذي المسجد الأقصى مظهره وهو ملكوته كما أن المسجد الحرام مظهره وهو ملكوته" (9).

 

وفسر " الذي باركنا حوله " بقوله  : " فإن حول بيت المقدس الشام ومصر وكلاهما ممتازان عن سائر البلاد بكثرة النعم من كل جنس ، والبيت المعمور الذي في السماء الرابعة معلوم كثرة بركات ما حوله" (10).

 

وما سبق يدل على أن الحديث في كثير من تفاسير الشيعة يدور على أن المسجد الذي أسري إليه بالنبي محمد e هو مسجد في السماء في البيت المعمور واسمه المسجد الأقصى، ويتشابه اسمه مع مسجد القدس !!



1 -  سورة الإسراء : 1 .

2 - تفسير الصافي ؛ الفيض الكاشاني ( 3/ 166 ) ؛ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات .

3 - المرجع السابق ( 3/ 166 ) .

4 - وهو عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ، المتوفي سنة 1112 هـ .

5 -  تفسير نور الثقلين ، عبد على الحويزي ، تصحيح وتعليق هاشم المحلاتي ( 3/97 ) ، الطبعة الأولى 1424هـ ، دار التفسير – قم ( إيران ) .

6 - تفسير نور الثقلين ( 3/98 ) .

7 -  تفسير العياشي ؛ لمحمد ابن عياش السلمي السمرقندي ، تحقيق هاشم المحلاتي ( 2/ 302 ) ، الطبعة الأولى 1411هـ - 1991م ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات .

8 - البرهان في تفسير القرآن ، لهاشم البحراني ( 4/ 522 ) الطبعة الأولى ؛ 1419هـ - 1999م ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات . 

9 - بيان السعادة في مقامات العبادة ، سلطان محمد الجنابذي ، الملقب بسلطان علي شاه ( 2/ 431 ) الطبعة الثانية 1408هـ - 1988م ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات .

10 - بيان السعادة ( 2/ 431 ) .

 



مقالات ذات صلة