تحاول أمريكا الضغط بكل ما تستطيع على الدول العربية لجرها إلى دائرة ما يسمى التطبيع مع الكيان اليهودي في فلسطين لضمان اعتراف عربي وإسلامي بأحقيتهم المزعومة في احتلال وحكم هذا البلد المبارك دون التنازل عن شيء يذكر للفلسطينيين .
وكما هو معلوم فإن بعض الدول العربية تماشت مع الإرادة الأمريكية هذه ..!!
اغتنم الشيعة هذه الفرصة للخروج بمظهر "المقاوم والممانع" والرافض لهذا التطبيع مع العلم بأنهم سبقوا الجميع في التعامل مع الكيان الصهيوني ومن فترة الثمانينات وما (إيران غيت) عنكم ببعيد ..
بالرغم من الممانعة الشيعية الظاهرة للتطبيع إلا أن الإدارة الأمريكية تعرف من أين تؤكل كتف الشيعة فبعد الضغط عليهم من تلكم الإدارة .. ظهرت بوادر وإرهاصات تدل على إمكانية ركوب الشيعة سفينة التطبيع مع الكيان اليهودي .
إن الوضع الاقتصادي الكارثي والمتردي في إيران وظهور المعارضة الشعبية الإيرانية العلنية حتى وصلت إلى إحراق صور خامنئي في الشوارع دون خوف أو وجل .. والرعب الذي يكتنف ملالي إيران من فقد السيطرة على البلاد من أهم العوامل التي تجبر ملالي إيران على التطبيع المزعوم هذا .
وذيول إيران في المنطقة ليس بأحسن حالا منها .
فدجال الضاحية الذي يدعي بأنه سيد "المقاومة" وأنه الوكيل الحصري لها أ صبح لا يمانع من الجلوس مع ممثلي الكيان الصهيوني وإن اعترض فيعترض على استحياء خاصة بعد أن أوصل لبنان إلى ما هو عليه الآن من التدهور المريع وتحديدا بعد انفجار بيروت الهائل .. ولعل هنالك مفاوضات سرية قد عقدت يوافق "الحزب" فيها على التطبيع في مقابل تبرئته من دم الحريري وهذا ما هو ظاهر .
وبذلك تذهب صرخات "الموت لأمريكا" أدراج الرياح وتباع بثمن بخس في سوق الغدر والنفاق .
إن الموافقة على جلوس لبنانيين مع صهاينة لمناقشة ترتيب الحدود البحرية التي لا تمثل مساحتها شيئا إذا ما قورنت بالحدود البحرية اللبنانية المسموح للتنقيب فيها لهو دليل ساطع وبرهان واضح على ركوب دجال الضاحية سفينة التطبيع المخروقة والحال نفسه ينعكس على ما تبقى من ما يسمى "محور المقاومة والممانعة" الصوري في العراق وسوريا .
بقيت قضية مهمة وهي أن الفصائل الفلسطينية مثل "حماس" و"الجهاد" قد "راهنت" على التحالف مع إيران وأذنابها في المنطقة للتصدي المزعوم لـ"صفقة القرن" ونبذ التطبيع ,, ولا تكاد تمر مناسبة إلا وتعلن تلكم الفصائل عن هذا "الحلف المضاد" المزعوم لما يحصل في المنطقة من تقارب مع العدو الصهيوني كما يدعون .. وبهذا الصدد تعقد الفصائل زيارات واجتماعات دورية ومكوكية مع إيران وأذرعها في المنطقة عبر نافذة ما يسمى "محور المقاومة" ..!!! .
والآن وبعد ظهور رأس جبل الجليد فقط من تفاهم زعيم المليشيات الإيرانية القابع في لبنان وكذلك ما يذاع عن إذعان العراق لعملية التطبيع المزعومة,, وإيران كذلك سوف تسير على نفس المنوال عاجلا أم آجلا ومعها النظام السوري ..
فالسؤال المطروح : ما هو موقف الفصائل بعد هذا التطور ..؟؟؟
هل سوف تنتقد المحور الشيعي لأنه طبع مع يهود كما انتقدت بعض الدول العربية من قبل أم سوف تبلع المقلب وتتبنى موقف الصمت .. وبالنتيجة كلا الخيارين مر .
لقد نبهنا ونبه غيرنا على خطورة الاعتماد على إيران أو التحالف معها .. وأنها في أي صفقة متوقعة قد تبيع الفصائل وغيرها للحفاظ على وجودها لكن آذان الفصائل صماء لا تسمع .. والفصائل في هذا الحال تضع نفسها على المحك وفي مرحلة اختبار مبادئها التي كانت تصدح بها بمناسبة وبغير مناسبة .
على أن هنالك خيار ثالثا وهي أن تركب الفصائل موجة التطبيع كذلك أسوة بحلفائها الإيرانيين وبذلك يسدل الستار على من يسلك الطرق الخاطئة في موالاة الرافضة بحجة مقاومة اليهود .. والجزاء من جنس العمل .
لجنة الدفاع عن عقديدة أهل السنة في فلسطين
موقع الحقيقة
1/3/1442
18/10/2020